انتخابات «حماس».. طريق يبدأ بـ«الشُعبة» وينتهي نحو «هنية»

الأربعاء 8 فبراير 2017 11:02 ص

سرية تامة تحيط بانتخابات «حماس»، وسط توقعات إعلامية أن تسفر عن قيادة برئاسة «إسماعيل هنية».

وعلى الرغم من اعتماد الحركة، على السرية التامة في إجراء انتخاباتها، والاكتفاء فقط بالإعلان عقب انتهائها عن نتائج انتخابات المكتب السياسي، إلا أنها تشغل دائما الرأي العام الإقليمي والدولي.

ولا يحق لـ«خالد مشعل»، الذي يترأس حاليا المكتب السياسي لـ«حماس»، بحسب قوانين ولوائح الحركة الداخلية الترشح لولاية ثالثة، وهو ما يجعل «هنية»، الأوفر حظا، بحسب المراقبين.

وكان مصدر مقرب من الحركة، قد كشف لوكالة «الأناضول» في وقت سابق، أن «حماس» بدأت في إجراء انتخاباتها نهاية الأسبوع الماضي.

وتبدأ العملية الانتخابية من المناطق، وصولا إلى رئاسة المكتب السياسي، وتشمل كافة المستويات الإدارية بالحركة.

وتجري العملية الانتخابية في «حماس» دون أي «دعاية انتخابية».

وبحسب مصادر في الحركة، فإن ثمة لائحة داخلية تضبط العملية الانتخابية، والتشديد في تطبيقها إضافة إلى لجنة عليا للانتخابات الداخلية، غالبيتها من الكوادر القانونية، إضافة وجود محكمة مستقلة للفصل في الشكاوى إن وجدت.

وتختار المناطق مجلس الشورى لحركة «حماس»، فيما يقوم المجلس باختيار أعضاء المكتب السياسي.

وبدوره، قال مصدر مقرّب من حركة «حماس»، رفض الكشف عن اسمه،: «لا يوجد شروط للترشح في الانتخابات الداخلية بحماس للفوز بقيادة مناطق، أو مناصب في القيادة العامة».

وأوضح المصدر أن المرشحين للانتخابات يتم تحديدهم وفق «رتب تنظيمية محددة» (لم يكشف عنها).

وأضاف: «كل من يحمل تلك الرتبة التي ينص عليها القانون الداخلي، يكون ضمن قوائم الاختيار للترشح لكافة المناصب».

وعن الشروط الواجب توفرها بالجهة التي تشارك في انتخاب المرشحين، قال المصدر: «معظم أبناء الحركة ينتخبون داخل مناطقهم».

وفيما يتعلق بقيادة قطاع غزة، قال المصدر إن أبرز الشخصيات التي نتوقع أن تفوز بقيادة غزة هي «خليل الحية»، أو «نزار عوض الله»، أو «يحيى السنوار».

مشروع مقاوم

ويقول «أحمد يوسف»، رئيس مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات (غير حكومي)، إن آلية العملية الانتخابية داخل حركة «حماس» سرية، لأن الحركة ما تزال تعتبر نفسها «مشروعاً مقاوماً»، وهو ما رفضه داعيا إلى أن تكون في العلن.

وتمنع حركة «حماس» الحملات الانتخابية، التي من المفترض أن يُقدّم بها الأشخاص المرشّحون أفكارهم وطاقات العمل لديهم، لتوفير قناعة لدى كوادر الحركة بأنهم يمتلكون الأهلية التي تمنحهم أصواتهم، بحسب قول يوسف.

وفي حديثه، يعتقد «يوسف» أن مركزية قرار الحركة ومؤسساتها القيادية، قد تنتقل إلى داخل قطاع غزة؛ باعتبار ما يمثله القطاع من ثقل عسكري وتنظيمي وقيادات تاريخية، إضافة لامتلاك «حماس» في القطاع زمام الأمور وسلطة الحكم بدون منازع.

وأما خارج قطاع غزة، يتوقع «يوسف» أن تعود الحالة لما كانت عليه في السابق؛ أي قبل اغتيال الشيخ «أحمد ياسين» (مؤسس الحركة) عام 2004، حيث كانت أنشطة الخارج ذات طبيعة «إعلامية وإغاثية» داعمة للحركة في الضفة الغربية وغزة.

لائحة داخلية

ويقول الكاتب «حسام الدجني»، والباحث الفلسطيني، في مقال، إن حركة «حماس» أعدّت لنفسها «قانوناً انتخابياً سرياً غير معلن، تشرف عليه لجنة انتخابات داخلية خاصة».

وتابع: «يقتضي قانون الانتخابات الداخلي إلى تقسيم النظام الانتخابي في فلسطين إلى مناطق انتخابية».

ويوضح أن كل مسجد كبير، داخل تلك المناطق الانتخابية، يُشكّل «شُعبة»، بينما كل (3) مساجد صغيرة يشكّلون «شُعبة واحدة».

كما يحظر قانون الانتخاب الداخلي في حركة «حماس»، إعداد حملات الدعاية الانتخابية، كما تمنع الترشّح للانتخابات، فيما يبقى الإعلان عن موعد بدئها سراً، إلا للأشخاص ذوي العلاقة، كما قال في مقاله.

وعن آلية العمل في المناطق الانتخابية، يقول «الدجني»: «يتم طرح كل الأسماء الذين لديهم مرتبة تنظيمية معينة، من ثم يتجه جميع من هم في حماس للتصويت لشخص واحد لقيادة تلك المنطقة، والشخص الذي يحصل على أكثر الأصوات يكون ضمن الهيئة الإدارية التي في مجموعها تنتخب مجلس الشورى العام».

ويوكل إلى «مجلس الشورى العام مهمة انتخاب أعضاء المكتب السياسي، وهؤلاء الأعضاء هم من يتولون مهمة انتخاب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس»، كما قال.

وأما عن قيادة الحركة، يقول «الدجني»: «القيادة تكليف لا تشريف، فلا يترشح الأخ في حركة حماس للقيادة، وإنما يرشّح عبر انتخابات شفافة وتجري بشكل دوري كل أربع سنوات وتتم بسرية تامة».

ويمنح النظام الانتخابي رئيس المكتب السياسي البقاء في منصبه لولايتين فقط، كل ولاية تستمر لمدة «أربع سنوات»، وهو السبب الذي يمنع «مشعل» من الترشح مجددا لرئاسة الحركة.

وكانت الانتخابات الداخلية في حركة «حماس» تُجرى كل ثلاث سنوات، إلا أن تغييرات في اللوائح الانتخابية أدت إلى تمديدها لسنة إضافية، على لسان «فرج الغول»، القيادي في حركة «حماس»، خلال مقابلة أجراها معه «الدجني».

نظام فيدرالي

ويقول «الغول» إن نظام «حماس» الانتخابي يقسّم «فلسطين» إلى ثلاثة مناطق عامة، لكل منطقة نظامها الداخلي ولائحتها الانتخابية الخاصة والمتشابهة مع لوائح المنطقتين الأخريين.

إلا أن هذه اللوائح الداخلية لا تتعارض مع النظام الأساسي للحركة، إنما تنبثق عنه، بشكل يشبه إلى حد كبير «النظام الفيدرالي».

ويضيف «الغول»: «عند وجود اختلاف في تلك اللوائح الداخلية، تنظر إليها لجنة قانونية عامة، ولجنة تفسير للنظام، ونظام قضائي مستقل استقلالا كاملاً، جميعهم يؤدون دورهم بصورة قانونية».

ويصف الكاتب «الدجني» قانون «عدم الترشح» و«حظر الدعاية الانتخابية» داخل حركة «حماس» بـ«البدعة».

وأما فيما يتعلق بقانون «حظر الدعاية الانتخابية»، يقول «الدجني»: «تساهم الدعاية الانتخابية في تقديم برامج انتخابية وخطط استراتيجية للارتقاء بالحركة، وتحقيق أهدافها، كي يستطيع الناخب محاسبة القائد بعد انتهاء دورته الانتخابية».

ولم يتسن التأكد من صحة ما أورده «الدجني» من مصدر رسمي في «حماس»، كما رفضت قيادات في الحركة الحديث عن سير العملية الانتخابية.

«هنية» الأقرب

ويقول المحلل السياسي «حمزة أبو شنب»، إن انتخابات حركة «حماس» تُجرى على ثلاثة مراحل، يتم في البداية اختيار قيادات المناطق وهذه المهمة تُجرى على مرحلتين، ومن ثم يتم اختيار أعضاء مجلس الشورى العام.

وتابع: «أعضاء الشورى العام يختارون قيادة حركة حماس في المناطق وممثليها في القيادة العامة للحركة (أعضاء المكتب السياسي)».

وأشار إلى أن النظام الداخلي الانتخابي لحركة «حماس» يُقسم لثلاثة مناطق «قطاع غزة»، و«الضفة الغربية»، و«خارج فلسطين».

ويتوقع «أبو شنب» أن يحظى بالرئاسة الجديدة للمكتب السياسي للحركة «إسماعيل هنية»، نائب رئيس المكتب الحالي، أو «موسى أبو مرزوق»، العضو في المكتب السياسي، مرجحاً فوز الشخصية الأولى.

ويقول «أكرم عطا الله» المحلل السياسي والكاتب في صحيفة «الأيام» الفلسطينية إن «إسماعيل هنية» هو الأقرب لزعامة «حماس».

ويضيف:  «حماس هي حركة مؤسسات لن تتأثر كثيرا بهوية الشخص الذي سيتزعمها، لكن من الواضح أن كل المؤشرات تتجه نحو انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي خلفا لمشعل».

ورأى «عطا الله»، أن «هنية» من القيادات القادرة على قيادة الحركة لما تتمتع به من قبول كبير سواء في الداخل أو الخارج.

وبالرغم من سرية الانتخابات التي تجري وكيفية تفاصيلها إلا أن الكاتب قال إن «هنية» يبدو هو «رجل الإجماع».

من جانبه، توقع «مصطفى إبراهيم»، المحلل السياسي، والكاتب في بعض الصحف المحلية هو الآخر، أن يترأس «هنية» زعامة «حماس».

ويقول «إبراهيم»، إن كثير من الإشارات الأخيرة تدلل على نجاح «هنية» في أن يكون على رأس الهرم السياسي للحركة.

غير أن إبراهيم طالب «حماس» بإجراء انتخاباتها في العلن.

وتابع: «لا ندري الاعتبارات الداخلية والطريقة التي تتم بها الانتخابات، لكن من الواضح أن هنية هو الأوفر حظا».

وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، ترأس «هنية» كتلة التغيير والإصلاح التابعة لـ«حماس»، والتي حصدت غالبية المقاعد، ليكلفه الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، بتشكيل الحكومة.

غير أن الرئيس «محمود عباس» أصدر قراراً بإقالته من رئاسة الحكومة في 14 يونيو/ حزيران 2007، إثر سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة.

ومنذ ذلك الوقت، يشغل «هنية» منصب قائد حركة «حماس» في قطاع غزة، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

ومرشح آخر يرى «إبراهيم» أن حظوظه عالية وهو «موسى أبو مرزوق» الذي يشغل حاليا منصب عضو المكتب السياسي للحركة، ومن أبرز وجوهها السياسية والإعلامية.

وكان «أبو مرزوق» أول من تولى منصب رئيس المكتب السياسي لحماس مطلع التسعينيات. وقام بتشكيل علاقات واسعة في الخارج.

يشار إلى أن آخر انتخابات عقدتها حركة «حماس» لانتخاب رئيس وأعضاء مكتبها السياسي كانت بالقاهرة عام 2013، وأسفرت تلك النتائج عن إعادة انتخاب «خالد مشعل»، رئيسا للمكتب لولاية جديدة مدتها أربع سنوات، و«إسماعيل هنية» نائبا له.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

حماس هنية مشعل أبو مرزوق انتخابات داخلية غزة الضفة