الأردن .. «السيسي» يريد «تفويضا» عربيا للتحدث مع إيران بشأن أزمة سوريا

الخميس 9 فبراير 2017 07:02 ص

كشفت مصادر أردنية مطلعة أن الزيارة المباغتة لوزير الخارجية المصري «سامح شكري»، إلى الأردن، حملت في ثناياها محاولة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» الحصول على تفويض من الدول العربية للتحدث مع إيران فيما يتعلق بالأزمة السورية.

وبحسب صحيفة «القدس العربي»، فإن تلك المحاولة تعود إلى أن الأردن سيرأس القمة العربية المقبلة التي ستعقد في مارس/آذار المقبل.

ووفق المصادر ظهر ذلك من خلال حديث وزير الخارجية الأردني «أيمن الصفدي»، مع «شكري»، بأن الأولوية المطلقة لبلاده هي «حماية الحدود» مع سوريا ومن أي خطر خارجي، معلنا في الوقت نفسه عن عدم وجود «تواصل مباشر» مع إيران بخصوص الشأن السوري.

وبحسب الصحيفة، فإن «منطوق كلام الوزير الصفدي هو رسالة لإيران بحضور الصديق المصري لطهران ولدمشق وعنوانها مجددا العودة لقواعد اللعبة كما حددها سابقا رئيس الأركان الجنرال محمود فريحات في مقابلته الشهيرة مع بي بي سي عندما أوضح لدمشق بأن مشكلته الأساسية هي الميليشيات التابعة لإيران ولحزب الله، والتي تحاول الاقتراب من جنوب درعا أو تسيطر حواجزها على الطريق الدولي الفاصل بين عمان ودمشق، الأمر الذي ألمح له في حديث مباشر داخل القصر الملكي رجل الدولة المخضرم عبد الكريم الكباريتي».

والمؤسسة الأردنية تتعمد بوضوح وطوال الوقت عدم التحدث مع إيران بل وتتهم خلف الستارة سفارتها في العاصمة عمان بمحاولات تجاوز العرف الدبلوماسي وأي تقارب علني مع طهران من شأنه أن يعطب فورا الاتصالات والعلاقات مع جانبين هما الأكثر أهمية للأردن وهما (إسرائيل) والسعودية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه «عندما يتحدث الصفدي عن عدم وجود اتصال مباشر مع ايران بشأن سوريا قد يقصد لفت النظر إلى أن القاهرة يمكنها أن تقيم هذا الاتصال على أساس أن عمان لديها فائض من التواصل مع واشنطن وموسكو وبدأت مؤخرا تتحدث مباشرة وبعدة لغات مع النظام السوري عبر قنوات أهمها أمني بامتياز ونجمها رجل الأمن القوي علي مملوك الذي كشف مصدر مطلع بأنه حضر لعمان أربع مرات على الأقل مؤخرا وبصورة غير علنية».

ويقول ساسة أردنيون مقربون من مكتب رئيس الوزراء الدكتور «هاني الملقي» إنه «لا حاجة لنا لإغضاب السعودية بتفعيل قنوات اتصال مع إيران بالشأن السوري ولا المجازفة بالمزيد من المؤامرات الإسرائيلية».

وكان العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، قد تسلم رسالة خطية من الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» تضمنت دعوته لزيارة مصر.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية «أحمد أبو زيد» في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، عن ذلك جاء خلال اجتماع العاهل الأردني مع وزير الخارجية المصري «سامح شكري» في إطار زيارته للمملكة الأردنية.

وفي الفترة الأخيرة  تواترت التقارير عن تقارب بين نظام «السيسي» وطهران، فيما لا يخفي على أحد التقارب الواضح بينه وبين نظام «بشار الأسد».

وفي نوفمبر/تشرين ثان الماضي، زار اللواء «علي المملوك» رئيس مكتب الأمن الوطني السورية، القاهرة، في زيارة أعلنت عنها وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام، بناء على دعوة من الجانب المصري.

وحسب الوكالة، فإن «المملوك» التقى خلال الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، اللواء «خالد فوزي» رئيس جهاز المخابرات نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.

وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان، وفق الوكالة.

وقالت مصادر أمنية بمطار القاهرة إن الوفد ضم 6 من كبار المسؤولين السوريين.

مراقبون، قالوا إن زيارة «المملوك» إلى القاهرة لم تكن الأولى، إذ أفادت وسائل إعلام عدة بوجود زيارات سابقة، التقى في بعضها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، ومنها في أغسطس/ آب 2015، إلا أن الزيارة الأخيرة هي أول زيارة للمسؤول الأمني السوري للقاهرة التي تعلن عنها وسائل الإعلام الرسمية، مشددة على تنسيق المواقف سياسيًا وأمنيًا.

وقبل ذلك بأيام، صوتت مصر، لصالح مشروع القرار الروسي في «مجلس الأمن الدولي» بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، ما واجهته السعودية بموجة من انتقادات، حيث وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة «عبدالله المعلمي» تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بـ«المؤلم».

وفي مطلع الشهر الجاري، أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام «بشار الأسد» النبأ الذي انفرد به «الخليج الجديد» بشأن قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

السيسي الأردن مملوك سامح شكري سوريا إيران