في ذكرى تنحي «مبارك».. ثوار مصر: لساها ثورة يناير

السبت 11 فبراير 2017 06:02 ص

11 فبراير/ شباط 2011، ذكرى مصرية خالصة للثوار في مصر، كونها يتجدد معها إعلان تنحي الرئيس الأسبق «حسني مبارك»، وفرحهم بانتصار كبير ظنوه سيستمر.

الانتصار الذي شهده ميدان التحرير في هذا اليوم، كان بداية الانقلاب على الثورة، بحسب النشطاء والسياسيين والخبراء، الذين أكدوا أن ذكرى التنحي كانت بداية الالتفاف على الثورة ومطالبها.

النشطاء، قالوا إن «مبارك» رحل وأسرته من القصر، وترك فيه وفي الحكم، رجاله وحاشيته ودولته العميقة، بالإضافة إلى حكم العسكر، الذي جاء واضحا وصريحا بالانقلاب على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في يوليو/ تموز 2013.

ويوافق اليوم ذكرى مرور ست سنوات على تنحي «مبارك» إثر ثورة شعبية، غير أنه وبعد هذه السنين عادت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والسياسية إلى أسوأ مما كانت عليه قبلها، حسب منظمات حقوقية وخبراء ومراقبين، وصف بعضهم نظام الرئيس «عبد الفتاح السيسي» بأنه «أكثر قمعا من نظام مبارك».

«محمد محسوب»، نائب رئيس حزب «الوسط»، قال في تغريدة له عبر «تويتر»، في ذكرى التنحي: « يوم 11 فبراير/ شباط، فرض الشعب إرادته على طاغية، وهو قادر أن يكررها، إذا استعاد عزمه، وتسلح بمطالبه العادلة، وتجنب الفرقة.. الشعوب تخرج لتنتصر لا لتنكسر».

واتفق معه «حاتم عزام» رئيس حزب «الحضارة» السابق، حين غرد قائلا: «11 فبراير يوم لا ينسي ولن ينمحي أثره، أجبر فيه الشعب المصري طاغية علي الرحيل بثورة عظمية مازالت مستمرة وستسقط كل طاغية.. فلا يغرنهم تجبرهم».

بينما تساءل الناشط والمؤرخ «محمد سيف الدولة»، قائلا: «لماذا تجاهل السيسى ونظامه وإعلامه ذكرى إسقاط مبارك فى ١١ فبراير/ شباط ٢٠١١؟»، قبل أن يجيب: «لأن يرتعبون من ذات المصير».

وأضاف الأكاديمي «عصام عبد الشافي»، قائلا: «سيبقي يوم 11 فبراير/ شباط 2011 يوماً من أيام انتصارات الأحرار والشرفاء في مصر، يوماً من أيام انتصارات الكرامة».

وتابع: «كما سيبقي أيضاً يوماً من أيام الانكسار، لأن الشرفاء تركوا بعده ميدان العزة والكرامة وفرطوا في روح وقيم الميدان، وشهد تفويض خونة العسكر في إدارة شؤون البلاد».

واستطرد: «معه بدأ خونة العسكر، ومن خلفهم في الانقلاب على الثورة»، مشيرا إلى أن «الانقلاب الحقيقي على ثورة يناير/ كانون الثاني لم يبدأ في 3 يوليو/ تموز 2013، لكنه بدأ فعلياً بعد أن ترك الأحرار والشرفاء الميدان بعد 11 فبراير/ شباط 2011».

لساها ثورة يناير

«طارق الزمر»، رئيس حزب «البناء والتنمية»، اعتبر أن ذكرى تنحي «مبارك» هو «انتصار لإرادة الشعب».

وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع «فيسبوك»: «رغم ما يقال عن يوم الرحيل (وأنه كان تكتيكا عسكريا)، إلا أنه سيظل يوما لانتصار إرادة الشعب، ويوما لهزيمة إرادة العسكر، التي اضطرت لأول مرة في تاريخها، لذلك التراجع التكتيكي، ومن بعده القبول لأول مرة، بانتخابات نزيهة للبرلمان والرئاسة كشفت عن الارادة الحقيقية للشعب، قبل أن يعود التزوير مرة أخرى».

بينما أهدى المحامي الحقوقي ومرشح الرئاسة الأسبق «خالد علي»، كتاب هدية للشعب المصري في الذكرى السادسة للثورة.

وقال في تدوينة بـ«فيسبوك»: «في عشية ذكرى ثورتنا المجيدة أهديكم الجزء الأول من كتاب (حكمت المحكمة: تيران وصنافير مصرية) ويضم الوثائق القضائية لنزاع الجزر».

بينما ذكرت الناشطة السياسية «إسراء عبد الفتاح»، الذكرى السادسة لتنحي «مبارك»، قائلة في تدوينة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «هتاف اليوم من ست سنين (ارفع راسك فوق انت مصري)، ومن يومها مش عارفين نرفعه بعد ما سرقوا الثورة وباعوا الجزر ونسقوا مع الصهاينة وخانوا البلد وجوعوا الشعب».

وختمت: «بس رغم كل ده لساها ثورة يناير».

كما شارك الشاعر الفلسطيني «مريد البرغوثي»، المصريين ذكرى تنحي «مبارك» عن الحكم، وقال في تدوينة عبر «فيسبوك»: «جملة بسيطة من مبتدأ وخبر ملأت الكون ولن يستطيع أحد محوها من وجدان الناس.. الشعب خلع الرئيس، 11 فبراير».

بينما قال البرلماني السابق «باسل عادل»، في تغريدة عبر «تويتر»: «في مثل هذا اليوم انطلق الكل لمصالحه الخاصة، اليوم ذكرى الانتهازية لكل الأطراف ومعظم الأفراد، 11 فبراير، التخلي».

ثورة لم تنجح بعد

بينما قال الأكاديمي «محمود خفاجي»: «لم نكن أغبياء كيوم 11 فبراير/ شباط 2011.. في مثل هذا اليوم تعاون الشعب مع العسكر لإسقاط التوريث لصالح استمرار حكم العسكر».

أما النائب البرلماني «هيثم الحريري»، نجل المناضل اليساري الراحل «أبو العز الحريري» الذي كان أحد الرموز المشاركة في الثورة، فقدم تحية للشعب المصري في ذكرى إسقاط «مبارك»، ووصف ذكرى تنحي المخلوع بأنها «ذكرى إسقاط رمز الظلم والفساد والاستبداد»، كما وجه التحية إلى أرواح شهداء ومصابي ثورة 25 يناير/ كانون الثاني.

وأضاف «الحريري» عبر «فيسبوك» أن «الثورة المصرية لم تفشل ولن تفشل»، ولكنها أيضًا «لم تنجح حتى الآن في إسقاط نظام مبارك، ولم تنجح في تحقيق مطالب الثورة من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني».

وأكد «الحريري» أن المشاركة الإيجابية هي السبيل للتغير السياسي، فاستحقاق المحليات واستحقاق الرئاسة هي السبيل للتغير الديمقراطي السلمي.

فيما كتب «أيمن نور» زعيم حزب «غد الثورة»، مقالا، قال فيه: «المؤكد أن الذي رحل في 11 فبراير/ شباط 2011، هو مبارك الرجل، والأسرة، لكنه لم يأخذ معه شيئا من عالمه، من نظامه، من منطقه، من عناده، من قسوته، من فساده، من روحه، من دمه، من ظله المتمدد بطول وعرض البلاد!!».

وأضاف: «كل شيء بقي مختبئا، في ثنايا نظام، شن ضد الثورة، ثورة، سبقها بحملة انتقام، وتشويه، وتفريق، وشيطنة، وتفريغ من محتواها، وقادتها، وأهدافها!!».

وتابع: «في 11 شباط/ فبراير 2017، نشعر أن الزمن هو الشيء الوحيد، الذي يتحول الحاضر منه إلى ماض، فتتداخل كل الصور، والمعاني، ليصبح الحصاد صفريا، وأحيانا دون الصفر بكثير».

واستطرد: «أقسى الهزائم، هزيمة الأحلام، وها هي أحلامنا تمضي بعد ستة أعوام، مكسورة، مفرغة، مشطورة المضمون، والمعنى، كابوسية الملامح.. عندما نرى شعبا يئن، ورئيسا يبكي!!».

بينما كتب «أحمد السيد النجار»، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» (حكومية)، في تدوينة عبر «فيسبوك»: «طوفان من الفرح والتظاهرات الاحتفالية اجتاحت مصر كلها ليلة 11 فبراير/ شباط 2011 لدى خلع الديكتاتور السابق، كان الخروج التاريخي بمثابة استفتاء شعبي بلا تزوير على التأييد الجارف والأسطوري للثورة ضد نظام فاسد وفاشل وقمعي».

وأضاف: «وكان يوم بداية الانتصار هو يوم الخطايا التي قتلت الثورة وغيبت رموزها، فقد تغلب قصر النفس وترك الشعب ميادينه وسلم مقاليد أمور ثورته لمن وأدها، وتآمر فصيل على الثورة وعلى باقي الفصائل متصورًا أنه سيفلت بصفقة فردية، لكنها أجهزت عليه في النهاية عندما وضع نفسه في مواجهة الشعب».

وتابع: «وللذكرى والتاريخ كان كل الشراشيح الذين يلغون الآن في دم الثورة ورموزها ليل نهار في الإعلام والسياسة يتمسحون في الثورة وقتها ويدعون ارتباطهم بها عندما كانت في عنفوانها قبل أن يعودوا لقواعد الوضاعة والشرشحة التي تربوا عليها بعد أن غُدرت الثورة وسرقت وتم تشويهها وإطلاق البلطجية واستدعاء أسوأ ما في البشر بفعل تخريبي».

وواصل: «وصحيح أن أهداف الثورة تبدو بعيدة، لكني مؤمن بأن الشعب الحريص على بلاده ودولته والذي يتحمل ما لا يحتمل قادر على تحقيق المعادلة الصعبة والمعقدة التي تؤدي لتحقيق أهداف ثورته والحفاظ على بلاده ودولته».

بينما قال الفقيه الدستوري «محمد نور فرحات»، في تدوينة عبر «فيسبوك»: «اليوم تمر ذكرى ست سنوات على رحيل مبارك.. مبارك حكم ما يزيد عن الثلاثين عامًا بواسطة حزب فاسد ورثه من السادات وأجهزة أمن تنفذ التعليمات ولا تنفذ القانون وقوانين جائرة ومؤسسات مطلقة السراح في جمع المكاسب الفئوية دون اهتمام بمهامها في خدمة شعب مقهور».

وأضاف: «بدأ نظيفًا شريفًا وانتهى فاسدًا يسعى لنقل الحكم لابنه المحاط بالفاسدين من رجال الأعمال، ويتلاعب بالدستور وبمؤسسات الدولة باستهانة شديدة، وهذا ما عجل بنهايته، الحديث يطول والمشكلة هي في الصيرورة الحتمية لحكم الفرد، والمقارنة بين حكم مبارك وبين ما أتى بعده تأتى بالقطع لصالح مبارك العجوز الفاقد المقدرة».

وواصل: «محطات ثلاث خطتها مصر بعد مبارك.. مرحلة الثورة وهذه أكثرها نبلاً رغم تكاتف الثعالب، ومرحلة إدارة المجلس العسكري وكنت شاهدًا على بعضها من الداخل، ثم مرحلة تسليم مصر للإخوان أو تسليم الإخوان للشعب المصري حتى يتوب عن الثورة».

واختتم: «وعاد كل شيء إلى مثل ما كان عليه وزيادة، ولكن تعرجات النهر اختلفت وسرعة انسياب مياهه تغيرت، والمستقبل لا يعرفه أحد حتى أهل الحكم، مصر طوال تاريخها تتحرك بالقصور الذاتي».

ويصادف اليوم ذكرى مرور 6 سنوات، على تنحي الرئيس الأسبق «حسني مبارك» عن السلطة، بعد اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي استمرت في ميدان التحرير (وسط البلاد)، 18 يوما.

وكان النائب السابق لرئيس الجمهورية «عمر سليمان» خرج على الشعب مساء الجمعة 11 فبراير/ شباط 2011، بخطاب التنحي، قائلًا: «بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها المواطنون، في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.. والله الموفق والمستعان».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ذكرى الثورة التنحي ذكر التنحي مبارك ثورة يناير