إغلاق قناة «العرب» يثير جدلا واسعا حول الحريات في العالم العربي

الأحد 12 فبراير 2017 05:02 ص

أثار قرار إغلاق قناة «العرب» الإخبارية الجدل في الأوساط الإعلامية في العالم العربي حول مستوى الحريات الصحافية وإمكانية أن ترى مؤسسات إعلامية كبيرة النور خلال الفترة المقبلة ومدى تأثير الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده المنطقة على العاملين في المجال الإعلامي.

وقال صحفي وناشط حقوقي طلب عدم نشر اسمه إن انهيار مشروع قناة «العرب» يمثل مؤشرا على تدهور غير مسبوق في الحريات الصحافية والإعلامية، حيث أن الدولة المستضيفة لم تحتمل القناة سوى ساعات ثم قامت بإغلاقها، ثم بدا واضحاً أن باقي الدول العربية لم تعد تجرؤ على استضافة قناة تم طردها من دولة عربية أخرى، وفقا لـ«القدس العربي».

وأكد أن «عدم قدرة قناة العرب على إيجاد مقر جديد لها بعد البحرين يكشف حجم هيمنة بعض الدول على الإعلام في العالم العربي، وعدم قدرة أي وسيلة إعلامية تغرد خارج السرب على البقاء في ظل غابة الاستبداد التي تحكم المنطقة حالياً».

ولا يستبعد الناشط الإعلامي ومعه كثير من الصحفيين أن يكون إغلاق قناة «العرب» على علاقة بحالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها المنطقة العربية، وكذلك ربما تكون ناتجة عن بعض الخلافات رفيعة المستوى في السعودية.

وأشار إلى أن «القناة تم إغلاقها بعد أول نشرة أخبار لها ويقال أن السبب هو استضافة معارض بحريني ما يعني أن الأمر قد يكون متعلقاً بقوى المعارضة المحسوبة على إيران في المنطقة والرغبة بان لا يكون لهم منبر إعلامي، أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون الأمر مرتبطاً بظروف داخل السعودية ورغبة البعض بأن لا تكون هذه القناة موجودة».

وفوجئ العاملون في القناة برسالة عبر البريد الكتروني من الإدارة جاء فيها «كما تعلمون جميعا، العامان الماضيان كانا فترة محاولة وبذل الجهود لإعادة إطلاق قناتنا الحبيبة قناة العرب الإخبارية، حيث واجهنا تحديات عديدة وشديدة، ورغم كل شيء ونظرا للظروف آن الأوان لاتخاذ قرار نهائي بشأن مستقبل القناة». 

وأضافت الرسالة «وعليه وللأسف، قررت الإدارة وقف عملياتها بصورة مباشرة، ونود أن نشكركم جميعا على صبركم وتفهمكم خلال فترة عملكم التي تنتهي اليوم الـ6 من شباط/فبراير 2017». 

كما أن المدير العام لقناة «العرب» الصحفي السعودي «جمال خاشقجي»، غير فجأة من وصف نفسه على حسابه على «تويتر» من (المدير العام لقناة العرب) إلى صحفي وذلك في أعقاب إلغاء المشروع بشكل كامل.

ولم تصدر عنه ولا عن إدارة القناة أي توضيحات عن سبب فشل المشروع وإلغائه، كما لم يصدر أي بيان رسمي أيضاً يوضح سبب الخلاف مع حكومة البحرين والذي أدى إلى إغلاق القناة خلال ساعات من انطلاق بثها.

وبإغلاق قناة «العرب» تم الاستغناء عن 280 موظفا هم جميع العاملين فيها، وكانوا طوال الفترة الماضية يتقاضون رواتبهم دون أي عمل، حيث كانت محاولات الإدارة جارية من أجل التوصل إلى اتفاق مع أي دولة على استضافة القناة.

وأكدت مصادر أن رواتب العاملين في القناة كانت تتأخر في الشهور القليلة الماضية إلى تم التوصل إلى قرار الاغلاق في بداية فبراير/شباط 2017. 

وشهدت القناة التي كانت تتخذ من المنامة مقراً لها، وكانت تطمح للمنافسة مع قنوات إقليمية رئيسية بينها الجزيرة القطرية والعربية السعودية، بدايةً متعثرة بعد أن أوقفت السلطات البحرينية بثها في فبراير (شباط) 2015 بعد ساعات من انطلاقها.

وكان الضيف الأول للقناة على الهواء القيادي في المعارضة البحرينية «خليل مرزوق»، الذي انتقد سحب السلطات البحرينية جنسية  72 شخصاً.

والعرب التي يترأس مجلس إدارتها الصحفي السعودي جمال خاشقجي، شكلت استثماراً كبيراً للأمير الملياردير الوليد، وكانت تضم 280 موظفا في 30 دولة لدى انطلاقها.

وحاولت القناة البث من تركيا، وقطر، ودبي، دون أن تنجح في ذلك.

وذكر المصدر أن نحو 100 موظف كانوا لا يزالون يتقاضون رواتب شهرية لدى إغلاق القناة أبوابها، الإثنين.

وتردد أن الحكومة السعودية التي كانت قد مارست ضغوطا من أجل عدم ظهور المحطة من مقرها الأول في البحرين، حسب مصادر إعلامية خليجية تحدثت لـ(راي اليوم) ربما هي التي تقف وراء هذا القرار بطريقة، مباشرة أو غير مباشرة أيضا.

وتعارض السلطات السعودية إقدام أمراء فيها على دخول المشهد الإعلامي وإصدار قنوات فضائية، ذات طابع سياسي، وهذا يفسر استحواذها على قناة العربية، التي كانت أحد أذرع شبكة (ام بي سي) التلفزيونية، وباتت الآن جزءا من امبراطورية الشركة السعودية للأبحاث والتسويق التي يملك الأمير «محمد بن سلمان»، ولي ولي العهد السعودي، وأشقائه الغالبية العظمى من أسهمها بعد شراء حصص «الوليد بن طلال» ولأسرة «رفيق الحريري»، ورجل الأعمال السعودي «محمد العمودي».

ويملك الأمير «الوليد» شبكة روتانا التلفزيونية ومقرها بيروت، ولها مكاتب في دبي والرياض، ولكنها قنوات ذات طابع فني ترفيهي، وتقدر مجلات مهتمه بثروات كبار رجال الاعمال في العالم ثروته بحوالي 25 مليار دولار.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قناة العرب الحريات الصحافية الوليدبن طلال الاستقطاب السياسي