تحركات «ترامب» القادمة؟ قرارات تنفيذية قد تشكل وجه الشرق الأوسط

الأربعاء 15 فبراير 2017 11:02 ص

جاء قرار الرئيس «ترامب» الذي يدعى بـ «حظر المسلمين» من بين العديد من القرارات التنفيذية المثيرة للجدل في طور الإعداد، وفقًا لمسودّات أظهرتها تسريبات من الإدارة الأمريكية.

قرارات تتعلّق بإيران والتعذيب وخليج غوانتانامو وجماعة الإخوان المسلمين، قد تؤدّي معًا إلى تغييرٍ جذري في المشهد السياسي المحلي والدولي، ويحتمل أن تؤثّر على العلاقات مع الشرق الأوسط لأعوامٍ قادمة.

وتمّ تداول العديد من القرارات في واشنطن، لكنّها فقط رفضت أو تأجّلت من قبل إدارة «ترامب».

تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية

أفادت رويترز الأسبوع الماضي أنّ كبار المسؤولين في البيت الأبيض قد بحثوا إمكانية قيام «ترامب» بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظّمةً إرهابية.

ويملك الحرس الثوري الإيراني، الذي يعدّ القوّة الأكثر سلطة سياسيًا وعسكريًا في البلاد، حصصًا كبيرة في الاقتصاد الإيراني، ويتّصل مباشرةً بالمرشد الأعلى «علي خامنئي».وإذا تمّت تلك الخطوة، فإنها ستزيد من الإجراءات التي فرضتها الولايات المتّحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وقد يكون لهذه الخطوة أثرًا مدمّرًا على الاقتصاد الإيراني بسبب ضلوع الحرس الثوري في كل قطاعاته الكبرى، بما في ذلك النقل والنفط.

وأفاد مسؤول بالحكومة الأمريكية لـ«رويترز» أنّ العقوبات المفروضة على الحرس الثوري ستكون «لرفع الحرارة» وثني الاستثمار الأجنبي عن الاقتصاد الإيراني.

ومع ذلك، من شأن فرض عقوباتٍ على الحرس الثوري أن يأتي بنتائج عكسية، فقد يشجّع القوّات المدعومة من إيران في العراق وسوريا للحدّ من عملياتها ضدّ «الدولة الإسلامية»، وربّما تحوّل عملياتها باتّجاه القوّت المدعومة أمريكيًا أوّ حتّى القوّات الأمريكية في العراق وسوريا واليمن.

إرسال معتقلي «الدولة الإسلامية» إلى غوانتانامو

كشفت نيويورك تايمز أنّ إدارة «ترامب» تناقش خططًا لتوسيع معتقل غوانتانامو لاستضافة متشدّدين على صلة بتنظيم «الدولة الإسلامية».

وحاول الرئيس السابق «أوباما» إغلاق غوانتانامو، الذي كان يحتجز مشتبه بهم كإرهابيين على صلة بالقاعدة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، بعد تقارير واسعة عن انتهاكاتٍ في معاملة السجناء، والدعاية السلبية العالمية حول المنشأة.

ويذكر مشروع القرار الذي كشفت عنه نيويورك تايمز كذلك الحديث عن منع منظّمة الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين في غوانتانامو وحرمانهم من فرصة المحاكمة العادلة.

وكان مسؤولون بالأمن القومي وأكاديميون قانونيون قد حذّروا إدارة «ترامب» من المضي قدمًا بهذا القرار المثير للجدل، لأنّه سيقوّض من المجهودات المبذولة في قتال الجماعات المسلّحة.

حظر جماعة الإخوان المسلمين

تدور مناقشات واقتراحات منذ وقت طويل في واشنطن حول حظر جماعة الإخوان المسلمين، من قبل جماعات الضغط اليمينية والسياسيين اليمينيين.

وتقدّم السيناتور الجمهوري «تيد كروز» بتشريعٍ لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظّمةً إرهابية، وهي الخطوة التي دعمها مستشارون رئيسيون لـ«ترامب».

وكانت إدارة «أوباما» قد قاومت الضغط الذي مارسه مشرّعون جمهوريون وحكومات الإمارات العربية المتّحدة ومصر لتنفيذ هذا التشريع.

وكان «ستيفن بانون»، كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، قد وصف جماعة الإخوان في الماضي بأنّها «أساس الإرهاب الحديث».

وإذا تمّ تنفيذ هذا الحظر من قبل إدارة «ترامب»، قد يؤدّي ذلك إلى خلاف مع العديد من البلدان ومن بينها تونس وتركيا، حيث تملك هناك الجماعات التابعة لجماعة الإخوان صلات قويّة بالأحزاب الحاكمة.

وقد يكون لخطط حظر جماعة الإخوان تأثيرًا كارثيًا على المنظّمات الإسلامية في أمريكا.

ووصف «شادي حميد» من معهد بروكينغز حظر جماعة الإخوان بأنه ستار لاستهداف المسلمين الأمريكيين والمنظّمات الإسلامية الأمريكية.

وقال «الإمام عمر سليمان»، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ساوثرن ميثوديست في دالاس، أنّ «ترامب» قد استسلم لفكرة أنّ «هناك خلايا سرّية من المسلمين تحاول الاستيلاء على البلاد».

إعادة فتح «المواقع السوداء» للمخابرات الأمريكية

في أعقاب تصريحات من قبل «ترامب» لوسائل الإعلام بأنّ «التعذيب فعّال»، برزت مخاوف من عودة التعذيب للسياسة الأمريكية الرسمية، بعد انتشار أخبار حول مشاريع قرارات بإعادة فتح سجون المواقع السوداء التابعة للمخابرات الأمريكية.

وعلى الرغم من أنّ النسخة الحالية من مشروع القرار تتحدّث فقط عن معاملة المعتقلين الإرهابيين، تمّ إثارة أمر إعادة فتح المواقع السوداء في نصٍّ مسرّب إلى نيويورك تايمز.

وكان «ترامب» مدافعًا قويًّا عن «الإيهام بالغرق» وأثنى على استخدام التعذيب في مقابلات تلت تنصيبه.

وكانت سجون المواقع السوداء على الأراضي الأجنبية قد تمّ حظرها في ظلّ إدارة «أوباما». وفي فترة حكم سلفه «جورج دبليو بوش»، كان يتم تقديم المحتجزين لأجهزةٍ أمنية في بلاد أخرى لتعذيبهم.

ووصفت «كيت تايلور»، نائب مدير منظّمة ريبريف لحقوق الإنسان، مقترحات «ترامب»، بأنّها ستلحق الضرر بمصالح الولايات المتّحدة.

وقالت: «لقد كان برنامج السجون السرّية للمخابرات الأمريكية واحدًا من أكثر الفصول عارًا في التاريخ الأمريكي الحديث».

وأضافت:«لقد شهد ذلك الفصل رجالًا ونساءً وحتّى أطفالًا، اختطفوا وعذّبوا وقدّموا إلى مواقع محصّنة حول العالم، الأمر الذي تسبّب في أضرارٍ لا حصر لها لسمعة وأمن أمريكا».

 

المصدر | ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب الإخوان المسلمين