«هادي» يصل إلى الرياض على خلفية أزمة مطار عدن

الأربعاء 15 فبراير 2017 01:02 ص

عاد الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، إلى مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، بعد يوم من تصاعد خلافات مع قوى محلية محسوبة على الإمارات في عدن.

وأوضحت مصادر قريبة من الرئاسة اليمنية، أن «هادي» وصل الإثنين، إلى الرياض، في زيارة من المتوقع أن تستمر عدة أيام. 

وفي الوقت الذي لم تعلن فيه المصادر الرسمية اليمنية أو السعودية، على الفور، تفاصيل حول الزيارة، تفيد مصادر محلية في عدن أنها تأتي على خلفية الأزمة التي تصاعدت بين قوات الحماية الرئاسية وأخرى مدعومة من الإمارات في عدن أمس، الأحد، حيث من المرتقب أن يعقد الرئيس اليمني لقاءات مع قيادات في السعودية للتباحث حول تلك التطورات. 

وأضافت المصادر أن «هادي»، سيعقد اجتماعا ثلاثيا مع «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، والشيخ «محمد بن زايد» وزير الدفاع الإماراتي، يناقش فيه الأوضاع بالعاصمة عدن، وما حدث من اضطرابات حول مطار عدن الدولي، بحسب «العربي الجديد».

وكانت عدن، التي تتخذ منها الحكومة الشرعية «عاصمة مؤقتة»، قد شهدت توتراً أمنياً الأحد، بعد تصاعد الخلافات بين قوات الحماية الرئاسية الموالية لـ«هادي»، وأخرى تتولى حماية مطار عدن الدولي، وتدعمها الإمارات.

ولاحتواء الأزمة، وجه الرئيس اليمني، الأحد، قوات الحماية الرئاسية بالانسحاب من محيط المطار، وأرسل وفداً إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، يضم مدير مكتب الرئاسة «عبدالله العليمي»، وقائد قوات الحماية الرئاسية «ناصر عبدربه منصور هادي» (نجل الرئيس). 

وكشفت مصادر قريبة من الحكومة عن اتصالات بين مسؤولي الرياض وأبوظبي والحكومة الشرعية في عدن، خلال الـ48 ساعة الماضية، لاحتواء التصعيد، كان من نتائجها عودة الرئيس «هادي» إلى السعودية.

وعكست الأزمة صراعاً بين طرفين في عدن، الأول هو الحكومة الشرعية، والآخر هو القوى العسكرية والأمنية المدعومة من الإمارات، والتي تولت واجهة عمليات التحالف العربي في جنوب اليمن، وكانت المشرف الأول على الترتيبات السياسية والعسكرية والأمنية في مدينة عدن ومحيطها، بعد تحريرها من الانقلابيين خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015.

وتتولّى قوات الحرس الرئاسي، والتي يقودها «ناصر عبدربه منصور هادي» (نجل الرئيس)، حماية قصر معاشيق، حيث يقيم الرئيس والحكومة ومناطق أخرى في عدن، وسعت لاستلام المطار، من القوة العسكرية التي تتولى حمايته، منذ تحرير عدن من الحوثيين، وتدعمها الإمارات.

ووصف سياسيان في عدن ما يحدث بأنه «توجه من الرئيس هادي بتقليص نفوذ الإمارات في عدن، بعد أن كانت صاحبة القرار الأول في المدينة والمحافظات المحيطة بها، وأسست قوات معروفة بالولاء لها، وهي قوات الحزام الأمني، كما تدعم فصائل وقيادات محلية قريبة من الحراك الجنوبي، في مقابل قيامها بتقليص نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح (المحسوب على الإخوان المسلمين) في عدن».

وكانت الخلافات بين الرئيس هادي والإماراتيين قد ظهرت في أكثر من مناسبة العام الماضي، على هيئة تصريحات أو تسريبات باتهامات متبادلة، ومنها تصريح شهير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، في يونيو/حزيران 2016، قال فيه إن «محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك مبكراً أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق»، فيما قُرأ على أنهم تهجّم على قيادات في الشرعية، ومنها «هادي»، الذي كان حينذاك في العاصمة السعودية الرياض.

من زاوية أخرى، ينظر إلى الأزمة في عدن، باعتبارها تعبيرا عن صراع على النفوذ داخل عدن، بين قوى الداخل، ومنها الرئيس «هادي»، والذي سبق أن نشأت أزمة بين شخصيات محسوبة عليه وبين محافظ عدن «عيدروس الزبيدي»، على خلفية التعيينات، والتي تعبّر في إحدى زواياها عن النفوذ على مؤسسات ومصالح في المدينة، وتحضر في السياق قوى أخرى، مثل حزب الإصلاح الذي ساهم بفعالية أثناء تحرير المدينة من الانقلابيين وتعرّض لبعض التهميش، من قبل الأطراف المدعومة من الإمارات لاحقا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

هادي السعودية اليمن مطار عدن