نيويورك تايمز: هل سينقذ «ترامب» اليهود؟

السبت 18 فبراير 2017 06:02 ص

كتب الصحفي الأمريكي «توماس فريدمان» الأربعاء مقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان (الرئيس ترامب.. هل سينقذ اليهود؟).

وقال الكاتب، إن هذه هي اللحظات التي من الممكن أن تصنع أو تدمر رئاسة دونالد ترامب. في المرة الأولى تم اختبارك في قضية روسيا، منافسة الولايات المتحدة، ولقد فشلت فشلا ذريعا في تقدير التأثير المدمر على ديمقراطيتنا من خلال التساهل والتسامح مع القرصنة الروسية للانتخابات الأمريكية. سوف يتم اختبارك مجددا من قبل دولة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، فهل ستكون قادرا على تقدير التأثير المدمر لما ترتكبه إسرائيل حاليا في الضفة الغربية؟ أنا أسألك لأنك ربما تكون آخر رجل له نفوذ قادر على وقف الكارثة التي ستقوم بها إسرائيل بحق الدولة اليهودية واليهود؟.

وأضاف «فريدمان» «سأوضح ما أحاول قوله بشكل أفضل: هل لديك علم بما حدث مع الرئيس السابق باراك أوباما في نادي وودمونت الريفي؟ وودمونت هو نادي للعب الغولف ملك لليهود ويقع بولاية ميريلاند، وكان الرئيس أوباما يذهب للنادي للعب الغولف كزائر في بعض الأحيان خلال فترة توليه منصب الرئاسة الأمريكية، وكانت هنالك إشاعة أنه يريد أن يصبح عضوا في النادي بعد انتهاء ولايته».

وحدث خلاف بين نتنياهو وأوباما بسبب رفضه استخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قضية التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وبعد فترة قصيرة، نشرت واشنطن بوست تقريرا أن فيث غولدستين، أحد أعضاء نادي وودمونت أرسل رسالة الكترونية لإدارة النادي قال فيها، إن الرئيس أوباما غير مرحب فيه بعد الآن بالنادي بسبب امتناعه عن التصويت في مجلس الأمن وقراراته ضد الاستيطان.

كان من المروع التفكير أن اليهود، الذين كان ممنوع عليهم دخول النوادي الريفية لعدة سنوات في السابق، يمنعون أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية من دخول النادي، بعد اتخاذه قرارات ضد (إسرائيل) فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني، الأمر الذي سيجعل في النهاية قرار حل الدولتين أمرا مستحيلا، ويهدد طابع الدوله اليهودية الديمقراطية.

ولحسن الحظ، لم توافق إدارة النادي على طلب اليهودي فيث غولدستين، ونشرت واشنطن بوست أن رئيس النادي باري فورمان قام بدعوة أوباما للانضمام إلى النادي، وقال "الأمر الأكثر أهمية لنا في نادي وودمونت هو وجود أعضاء لديهم آراء ومعتقدات مختلفة.

ويقول «فريدمان» في مقاله، «لماذا كتبت هذه القصة؟ لأن إسرائيل تقترب يوما بعد يوم من القضاء على أي احتمالية لحل الدولتين، فقد قامت حكومة نتنياهو في الأسبوع الماضي بإصدار قرار مخجل بشرعنة الاستيطان والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

آمل أن تقوم المحكمة العليا في (إسرائيل) بالاحتجاج على هذا القانون، وقد حذر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في لقاء خاص أن (إسرائيل) لا تستطيع تطبيق وفرض القوانين بالقوة على أراض لا تقع تحت سيادتها، لكن إذا تم تطبيق هذا القانون فسيكون نشازا قانونيا، وسيرى العالم (إسرائيل) أنها دولة تمييز عنصري.

وجاء في المقال، طالما أن قرار حل الدولتين كان مطروحاً على الطاولة فإن النقاش بين اليهود كان يدور حول اليمين ضد اليسار وزيادة الأمن مقابل تقليل الأمن، لكن جميع الاسرائيليين متفقين على أن إسرائيل يجب أن تكون دولة يهودية وديمقراطية.

وأضاف، «لا أعتقد أن إسرائيل سوف تغادر الضفة الغربية بدون شريك فلسطيني للحفاظ على السلام، ولكن إضفاء الشرعية على الاستيلاء على الأراضي التي يعيش عليها المستوطنون في عمق المناطق الفلسطينية سوف يؤدي إلى مشاكل أمنية، وهذا السلوك غير الأخلاقي سوف يجعل إيجاد شريك فلسطيني أمرا صعبا جدا وسوف يقوض أسس الدولة الأخلاقية».

ما حدث في نادي وودمونت من الممكن أن يحدث في كل مكان، وسينقسم اليهود في العالم مع أو ضد القرارات التي سوف تتخذها (إسرائيل) حول التوسع الاستيطاني وتشريع المستوطنات، ومثل هذه القرارات من الممكن أن تقضي على جميع المنظمات اليهودية في الجامعات الأمريكية. إسرائيل سوف تقسم يهود العالم بسبب قراراتها.

هناك شخص واحد اليوم قادر على إيقاف هذه الكارثة، استغل نتنياهو وشركاؤه الحزب الجمهوري لتجاوز قرارات أوباما، لكن إذا قام ترامب بالمشاركة مع الحزب الجمهوري بالتوضيح بشكل مباشر لنتنياهو بأنه لا يجب أن يكون هناك أي مستوطنات يهودية في المناطق المحددة لإقامة دولة أخرى (دولة فلسطينية)، فأنت بإمكانك إحداث فرق كبير، لأن ما ستقوم به إسرائيل في المستقبل سيحدث في فترة ترامب الرئاسية الأولى.

الرئيس ترامب، ربما انت غير مهتم بالتاريخ اليهودي لكن التاريخ اليهودي اليوم مهتم بك وبقراراتك.

 

المصدر | القدس.كوم

  كلمات مفتاحية

إسرائيل ترامب نتنياهو استيطان