العلاقات المصرية الإسرائيلية.. مواقف ثابتة رغم التجاذبات وسحب السفير

السبت 18 فبراير 2017 07:02 ص

يسعى النظام المصري الحالي، إلى تسريع عودة السفير الإسرائيلي «ديفيد غوفرين» إلى القاهرة خلال الفترة القريبة المقبلة.

وفتح إعلان (إسرائيل) سحب سفيرها لدى مصر وطاقم السفارة «لأسباب أمنية» الباب أمام تكهنات عن «توتر سياسي مكتوم» بين القاهرة وتل أبيب

ومن جانبه، قال رئيس الوحدة الإسرائيلية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الدكتور «طارق فهمي» إنه لا يمكن القول إن هناك «توترا» في العلاقات، لكنه تحدث في المقابل عن مؤشرات إلى «تجاذبات» في الفترة الأخيرة.

وأكد أن «هناك اختبارا إعلاميا للعلاقات بهدف التعرف إلى ما يمكن الخروج به من القاهرة وتل أبيب، لكن لا مشكلة في العلاقات. هناك حرص على عدم الدخول في أي مواجهة حول قضايا العلاقات الثنائية، فموقف القاهرة تجاه إسرائيل لا يحمل تغييراً جديداً ولا صداما»، وفقا لـ«الحياة».

وأضاف «العلاقات جيدة، لكن هناك منغصات، (إسرائيل) طلبت توجيه دعوة لنتانياهو لزيارة مصر، والقاهرة ردت بأنه لا داعي للزيارة في هذا التوقيت، فضلاً عن أن القاهرة أغلقت الباب أمام أي زيارات لمسؤولين سياسيين إسرائيليين، وتلك شكوى إسرائيلية نُقلت للأميركيين بأن مصر غير حريصة على تطوير العلاقات».

ومن جانبها، قالت مصادر مصرية خاصة إن السفير الإسرائيلي، منذ بداية عمله، وهو يتواجد في مصر بصفة غير منتظمة، أي أنه لا يقيم إقامة دائمة، إذ يقضي الأسبوع بين القاهرة وتل أبيب، ويتطلع إلى استكمال أعماله من (إسرائيل).

وأضافت المصادر، وفقا لـ«العربي الجديد»، أن قرار إبقاء السفير الإسرائيلي في تل أبيب أمر غير مقلق للجانب المصري ولا ينذر بتوتر العلاقات، خصوصا مع إمكانية أداء مهامه من الخارج، لأنه يقوم بمهام تنسيقية فقط. وتابعت أن كل المشاورات بين الجانبين المصري والإسرائيلي تتم مع المسؤولين في تل أبيب، مستبعدة أن يكون عدم عودة السفير إلى القاهرة مرتبطاً بدواع أمنية.

وأشارت إلى أن الجهات المعنية في مصر كان لديها علم بتحركات السفير الإسرائيلي، فضلا عن عدم عودته إلى القاهرة، وحديث المتحدث باسم الخارجية المصرية حول عدم الإخطار الرسمي بمغادرته للقاهرة صحيح، وخصوصا أنه ليس سحبا أو استدعاء رسميا للتشاور. 

وشددت على أن عدم عودة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة قرار منفرد من جانب حكومة «نتنياهو»، ربما يأتي في إطار الضغط على مصر في عدة ملفات، وتحديداً مناهضة مشروع الاستيطان، وخصوصاً أن هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع استدعاء (إسرائيل) سفيريها في نيوزيلندا والسنغال.

وأكدت أن مسألة الدواعي الأمنية موجودة بالفعل حتى قبل تعيين السفير الجديد، موضحة أنه ومنذ محاولة اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة في سبتمبر/ أيلول 2011، وحركة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية مقيّدة بشدة، متعجبة من عدم زوال الدواعي الأمنية على مدار ما يقارب الشهرين.

وأوضحت أن الأجهزة المعنية ووزارة الخارجية تحاول تذليل أي عقبات أمام عودة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة، حتى قبل الإعلان عن الأمر في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، وخصوصاً أن المعلن هو التخوفات الأمنية، وهو ما يؤثر على صورة مصر دوليا.

والثلاثاء الماضي، أكد  جهاز الأمن الداخلي «الإسرائيلي» (الشين بيت)، أن تل أبيب سحبت مؤقتا سفيرها في القاهرة، «ديفيد جوفرين»، بسبب مخاوف أمنية.

وقال الجهاز، إنه «لأسباب أمنية فقد تم تقييد عودة موظفي السفارة التابعين لوزارة الخارجية إلى القاهرة».

ولم يذكر البيان متى تم سحب السفير «جوفرين»، إلا أن صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قالت إن ذلك جرى في نهاية 2016.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن يعود «جوفرين» إلى القاهرة عند تحسن الأوضاع الأمنية، لافتة إلى أنه يعمل الآن القدس المحتلة.

كان «جوفرين» قدم أوراق اعتماده للرئيس «عبد الفتاح السيسي» في أغسطس/آب 2016.

وأعادت السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة فتح أبوابها بشكل كامل في سبتمبر/أيلول 2015 بعد أربع سنوات من اقتحام متظاهرين السفارة في سبتمبر 2011 وإجلاء الدبلوماسيين «الإسرائيليين».

وحطم المتظاهرون حينها الجدار الأمني الخارجي وألقوا بالأوراق من شرفات السفارة ومزقوا العلم «الإسرائيلي».

ورغم توقيع «إسرائيل» و«مصر» على اتفاقية سلام في العام 1979، بعد 3 حروب خاضها الجانبان، إلا العلاقات على المستوى الرسمي ظل تدار من خلف الكواليس، مراعاة لمشاعر غضب في الأوساط الشعبية في مصر تجاه تل أبيب.

لكن منذ قدوم «السيسي» للحكم في يونيو/حزيران 2014، تعززت العلاقات بشكل غير مسبوق بين القاهرة وتل أبيب، وهو الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، «بنيامين نتنياهو»، بعلاقات تحولت من «العداء» إلى «التحالف»، بينما وصفت تعليقات في الصحف العبرية الرئيس المصري بـ«الكنز الاستراتيجي» لدولتها المزعومة. 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية الإسرائيلية مصر السفير الإسرائيلي

سفير إسرائيلي يدعو لإعادة النظر بمعاهدة السلام مع مصر

إسرائيل رابطة نفسها بالسعودية ومصر: لسنا أبناء عمومة فحسب