بعد أحداث مطار عدن.. أبوظبي تقيل قائد قوات الحزام الأمني

السبت 18 فبراير 2017 08:02 ص

دفعت الأحداث الأخيرة بمحيط مطار عدن الدولي بالقوات الإماراتية في عدن إلى إقالة قائد قوات الحزام الأمني في المدينة «نبيل المشوشي» وتعيين «منير اليافعي» الملقب بـ(أبو اليمامة) بدلا منه، دون إبداء مزيدا من الأسباب، بحسب ما ذكرته مصادر عسكرية للقدس العربي.

واستنكر طيف واسع من اليمنيين هذا الإجراء كونه يؤكد أن هذه القوات صنيعة إماراتية على حد تعبيرهم، وولاءها ليس لليمن وإنما لمن أوجدها ومولها ودربها وزودها بعقيدة قتالية غير يمنية، على حد قولهم.

وتزامنت الأنباء عن التغييرات الإماراتية في قيادة الحزام، مع إعلان مصدر مسؤول في مطار عدن أن شركة طيران «اليمنية»، ستستأنف رحلاتها إلى المطار ابتداء من الأحد المقبل، بعد توقف دام لأسبوع، عقب أحداث الأحد الماضي.

وكانت عدن، التي تتخذ منها الحكومة الشرعية «عاصمة مؤقتة»، قد شهدت توتراً أمنياً الأحد، بعد تصاعد الخلافات بين قوات الحماية الرئاسية الموالية لـ«عبد ربه منصور هادي»، وأخرى تتولى حماية مطار عدن الدولي، وتدعمها الإمارات.

وجرى تداول أنباء عن لقاء بين هادي وولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، لبحث التطورات الأمنية التي شهدتها عدن، لكن هذا الاجتماع لم يعقد حتى الآن.

ولاحتواء الأزمة، وجه الرئيس اليمني، الأحد، قوات الحماية الرئاسية بالانسحاب من محيط المطار، وأرسل وفداً إلى أبوظبي، يضم مدير مكتب الرئاسة «عبدالله العليمي»، وقائد قوات الحماية الرئاسية «ناصر عبدربه منصور هادي» (نجل الرئيس)

وعكست الأزمة صراعاً بين طرفين في عدن، الأول هو الحكومة الشرعية، والآخر هو القوى العسكرية والأمنية المدعومة من الإمارات، والتي تولت واجهة عمليات التحالف العربي في جنوب اليمن، وكانت المشرف الأول على الترتيبات السياسية والعسكرية والأمنية في مدينة عدن ومحيطها، بعد تحريرها من الانقلابيين خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015.

وتتولّى قوات الحرس الرئاسي، والتي يقودها «ناصر عبدربه منصور هادي» (نجل الرئيس)، حماية قصر معاشيق، حيث يقيم الرئيس والحكومة ومناطق أخرى في عدن، وسعت لاستلام المطار، من القوة العسكرية التي تتولى حمايته، منذ تحرير عدن من الحوثيين، وتدعمها الإمارات.

ووصف سياسيان في عدن ما يحدث بأنه «توجه من الرئيس هادي بتقليص نفوذ الإمارات في عدن، بعد أن كانت صاحبة القرار الأول في المدينة والمحافظات المحيطة بها، وأسست قوات معروفة بالولاء لها، وهي قوات الحزام الأمني، كما تدعم فصائل وقيادات محلية قريبة من الحراك الجنوبي، في مقابل قيامها بتقليص نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح (المحسوب على الإخوان المسلمين) في عدن».

وكانت الخلافات بين هادي والإماراتيين قد ظهرت في أكثر من مناسبة العام الماضي، على هيئة تصريحات أو تسريبات باتهامات متبادلة، ومنها تصريح شهير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، في يونيو/حزيران 2016، قال فيه إن «محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك مبكراً أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق»، فيما قُرأ على أنهم تهجّم على قيادات في الشرعية، ومنها «هادي»، الذي كان حينذاك في العاصمة السعودية الرياض.

من زاوية أخرى، ينظر إلى الأزمة في عدن، باعتبارها تعبيرا عن صراع على النفوذ داخل عدن، بين قوى الداخل، ومنها الرئيس «هادي»، والذي سبق أن نشأت أزمة بين شخصيات محسوبة عليه وبين محافظ عدن «عيدروس الزبيدي»، على خلفية التعيينات، والتي تعبّر في إحدى زواياها عن النفوذ على مؤسسات ومصالح في المدينة، وتحضر في السياق قوى أخرى، مثل حزب الإصلاح الذي ساهم بفعالية أثناء تحرير المدينة من الانقلابيين وتعرّض لبعض التهميش، من قبل الأطراف المدعومة من الإمارات لاحقا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات اليمن الحزام الأمني