منذ 9 سنوات، كانت بدايتها كتدريب عام في «مصر للطيران»، حتى أصبحت الآن أول مصرية تقود طائرة من طراز بوينغ «777- 300»، أكبر طائرات أسطول الشركة المصرية.
إنها «ماجدة مالك»، التي حققت حلم حياتها، وتكمل مشوار والدها «مالك عدلي» نقيب طياري مصر الأسبق.
«ماجدة»، واحدة من 20 قائدة طائرة في مصر، إلا أنها أكثرهم قطعا للمسافات، حيث قطعت رحلات طويلة وشاقة إلى أوروبا وأميركا بمقدار 3400 ساعة سفر، وهو رقم قياسي لسيدة تعمل في هذه المهنة الشاقة، سبقت به طيارين رجالا.
الطيارة المصرية، ومنذ صغرها تهوى هذه المهنة الشاقة، والتحقت بهذه المهنة الشاقة رغم رفض والدتها التي كانت دائما تقنعها بأن تكون طبيبة.
وفور تخرجها من الثانوية العامة التحقت بأكاديمية للطيران، قبل أن تلتحق بشركة طيران خاصة، وتفشل في أول اختبار لها مع شركة «مصر للطيران».
تضيف «ماجدة» أن «مصر للطيران» طلبت طيارين في إعلان آخر عام 2008، وهنا كان النجاح من نصيبها، مؤكدة أن قيادات الشركة وزملاءها تأكدوا من أنها ابنة نقيب الطيارين في العام 2011، وبعد عملها بثلاث سنوات.
وتتابع أنها تقوم برحلات شاقة وطويلة إلى أوروبا وأميركا وتستعد لكل رحلة جيداً، خاصة أن تولي قيادة طائرة تحمل 355 راكباً، وتطير بها لمدة 55 ساعة في 3 رحلات كل شهر أمر يعد شديد الصعوبة، ويحتاج للمزيد من الانتباه واليقظة وصفاء الذهن، لذلك تجد تشجيعاً من زوجها الدكتور «أحمد كامل» وهو طبيب جراح ومستشار سابق بوزارة الصحة، وعضو الحملة الانتخابية للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، والتي تقول عنه إنه «يهيئ لها أسباب النجاح»، وهو الأمر الذي قابلته بالتوفيق بين عملها كطيار ومتطلبات منزلها كزوجة.
«مثل الساحر في السيرك تطير في السماء بجسد محاط بكرتي نار».. هكذا تصف «ماجدة» لحظات عملها أثناء قيادة الطائرة، مضيفة: «استخدم كل العلوم كالفيزياء والكيمياء وغيرهما من أجل حساب المسافات وإمكانيات الطائرات وغيرها، لأن مهمتنا دائمًا تتطلب أن نسبق الحدث بـ10 خطوات لتفادى المشكلات والمخاطر فى الجو، ومطبات الهواء، فيجب على الطيار أن يكون مستعدًا طوال الوقت فالصعوبة تكمن فى أن ترى الصورة كاملة بوضوح».
مستطردة: «لو لقيت حد بيدى إشارة بعربية في مصر بيكون طيار، لأنه بيعمل حساب لكل حاجة، وما بيسبش حاجة للصدفة».
وتوضح أن العمل كطيار يتطلب منها تدريبات خاصة، مشيرة إلى أنها «تعتمد على الدقة في كل شيء وهو ما يميز عمل الطيار».
وتقول إنها قطعت حتى الآن 3400 ساعة طيران وتأمل أن تكون صورة مشرفة للمرأة المصرية التي تثبت كل يوم أنها جديرة بالعمل في كافة المهن مهما كانت صعوبتها، بل تنافس الرجال فيها.
يشار إلى أن المصرية «عزيزة محرم» كانت ثاني امرأة تقود طائرة في العالم، وأول سيدة تدرب الطيارين المصريين، لتصبح رئيسة معهد «مصر للطيران» في الخمسينيات، ويتخرج من تحت يدها كبار الطياريين.
