المخابرات الأمريكية تبدي موافقتها على نقل «عمر عبد الرحمن» إلى مصر لإكمال عقوبته

السبت 18 فبراير 2017 02:02 ص

كشفت أسرة الشيخ «عمر عبد الرحمن» الزعيم الروحي لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر، السبت، إن المخابرات الأمريكية تواصلت معها بشأن تقديم طلب لسفارة واشنطن بالقاهرة لإكمال عقوبة السجن في بلاده.

وقال «خالد» نجل المعتقل «عبد الرحمن»، إن «المخابرات الأمريكية تواصلت مع الأسرة الجمعة، وطلبت منها التواصل مع سفارة بلادها بالقاهرة لتقديم طلب بشأن إعادة زعيم الجماعة الإسلامية إلى مصر، نظراً لحالته الصحية المتأخرة جدا».

ووفق نجله من المنتظر التواصل مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، فيما تتواصل الأسرة مع السلطات المصرية لمعرفة موقفها من إمكانية عودته إلى بلاده لقضاء عقوبته (السجن مدى الحياة).

وأضاف أنه «يتوقع ويأمل في موافقة السلطات المصرية بإعادة والده إلى بلاده»، مشيراً إلى أن «أسرة الشيخ تتواصل حالياً مع مسؤولين مصريين (لم يسمهم) في هذا الشأن».

ويقضي «عبد الرحمن» (79 عاماً)، عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة، إثر إدانته عام 1995 بـ«التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 (أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة أكثر من ألف آخرين)، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى بينها مهاجمة مقر الأمم المتحدة»، وهي الاتهامات التي ينفيها «عبد الرحمن».

وذكر نجل المعتقل «عبد الرحمن»، أنه «قبل 10 أيام كانت مكالمة والده الوحيدة لهم منذ تولى (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب الرئاسة (20 يناير/ كانون ثان الماضي) وقال خلالها إن السلطات الأمريكية منعوا عنه الأدوية وجهاز راديو كان بحوزته”، مضيفا أن “هذه ربما تكون هي المكالمة الأخيرة».

وكانت «الجماعة الإسلامية»، طالبت أكثر من مرة، بإطلاق سراح زعيمها الروحي، واعتبرته يطفئ نار الغضب لدى الإسلاميين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وسياستها العنصرية ضد العرب.

وقبل أسبوع، اتهمت «الجماعة الإسلامية» في مصر، إدارة «ترامب»، بـ«تعريض حياة زعيمها الروحي عبد الرحمن، للخطر عبر حملة انتقامية»، وفق بيان تلقت «الأناضول» نسخة منه آنذاك.

وتثار حول «ترامب» مخاوف عدة من اتخاذ مواقف عدائية تجاه الجماعات الإسلامية حول العالم.

ومنذ احتجازه بالولايات المتحدة، تحاول أسرة الشيخ ومحاموه، نقله إلى أحد السجون في مصر، غير أن السلطات المصرية عادة ما كانت ترفض تلك الطلبات، دون أن تقدم أسبابا، وفق العائلة.

وسبق أن حصلت هيئة الدفاع عن «عبد الرحمن» على موافقة أمريكية بدراسة أمر نقله من سجنه بالولايات المتحدة إلى السجن في أي دولة أخرى، بشرط وصول موافقة من هذه الدولة، خاصة أنه توجد سوابق قانونية في تاريخ القضاء الأمريكي، تم فيها تقل محكوم عليهم في قضايا مختلفة إلى دولهم لاستكمال فترة سجنهم فيها.

ولم يتسن الحصول على تعقيب من السلطات المصرية بشأن موقفها من عودة «عبد الرحمن» لاستكمال فترة احتجازه بأحد سجونها.

كما لم يتسن التأكد من السلطات الأمريكية حول ما أورده نجل «عبد الرحمن».

و«عمر عبد الرحمن» عالم أزهري، يعد الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، التي تأسست في تسعينيات القرن الماضي، وكان معارضا سياسيا لنظام الرئيس الأسبق «حسني مبارك».

سافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك عام 1993، وأعلن تاييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997.

وفي أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين، عقب توليه السلطة في يونيو/ حزيران 2012، تعهد «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب بمصر ببذل الجهد والعمل على تحريره، غير أن الإطاحة به بعد عام واحد من توليه الحكم في يوليو/ حزيران 2013، عبر انقلاب عسكري، لم تكمل مهمته في إعادة زعيم الجماعة الإسلامية إلى بلاده.

وكونه ضرير، ومصاب بعدة أمراض، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك، وفي حبس انفرادي بلا مرافق، مقطوعة اتصالاته الخارجية، جعل المجتمع المدني يتدخل للوقوف معه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر معتقل أمريكا عمر عبد الرحمن