يهودية دولة الاحتلال والنووي الإيراني وانتخابات البحرين في افتتاحيات صحف الخليج

الأربعاء 26 نوفمبر 2014 09:11 ص

سيطر الشأن العربي والخارجي علي افتتاحيات الصحف الخليجية اليوم الأربعاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني حيث كانت القضية الفلسطينية واليمنية والبحرينية حاضرة بامتياز كما لم تغب قضايا خارجية أخري مثل الاحتجاجات بأمريكا من جانب الأمريكيين السود، أما الشان الداخلي فقد جاء علي استحياء وتناول الأمن والاقتصاد .

صحف السعودية

وفي افتتاحيات الصحف السعودية اليوم تناولت كل صحيفة موضوعا مختلفا عن الأخرى بشكل لافت ففي الوقت الذي تناولت فيه صحيفة المدينة قضية أمنية  داخلية، تناولت صحيفة الرياض الشان الإيراني، أما الاقتصادية فقد عرجت علي قضية الاستثمار الأمن في السياحة الخليجية.

صحيفة «المدينة» قالت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «أمننا لهم بالمرصاد» متناولة الوضع الأمني في المملكة «التي ظلت دومًا توصف من قبل خبراء الأمن في العالم بأنها واحة أمنية ومثال فيما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والتي ظلت دائمًا بعون الله ورعايته وعلى مدى أكثر من ثمانية عقود تنعم بالاستقرار والثبات تحت مظلة وحدة وطنية راسخة وتحت ظل راية التوحيد». 

وأضافت الصحيفة أن استارتيجية السعودية الأمنية محل فخر، ومثلت «صخرة صلبة في مواجهة قوى الظلام المتربصة شرًّا بأمن الوطن والمواطن والمقيم، عندما استطاعت تحقيق الهدف منها بعناصرها الأساسية التي تضمنت الاهتمام بالأمن الفكري مع العمل الأمني الاستباقي والتركيز على مراقبة ومتابعة العناصر المشتبه بها، والمواجهة الأمنية الصارمة التي تحرص في الوقت ذاته على تضييق مسرح المواجهة قدر الإمكان للحفاظ على أرواح المدنيين، وبذل أقصى الجهود على الظفر بالعناصر الإرهابية أحياءً باعتبارهم صيدًا أمنيًا ثمينًا في الحصول على المعلومات التي تساعد في الكشف وإلقاء القبض على العناصر الهاربة والمتواطئة والمحرضة لهم».

أما صحيفة «الرياض» فقد تناولت الشأن الايراني والملف النووي تحديدا محذرة من الاطمئنان وضرورة افتراض الاحتمال الأسوا وهو امتلاك إيراني لقنابل نويوية خارج إطار الاتفاق مع الغرب حيث قالت الصحيفة «لكي نكون على يقين مما يجري حولنا فعلينا أن نفترض الاحتمالات الأسوأ لاتفاقٍ إيراني مع الدول الست حول مشروعها النووي بما فيه إنتاج قنابل خارج ما تروجه لبرنامجها السلمي، لأن ما يُسرب لنا هو مجرد شكليات لا تمس حقيقة ما تخفيه ليس النوايا فقط بل المتغير السياسي والأمني على أرضنا ومحيطنا الجغرافي».

وأضافت الصحيفة «حصول إيران على هذا السلاح سيجعلنا أمام حقيقة الدفاع عن وجودنا أمام دولة لا تدين أو تعترف بالسلام والتعايش بجوار هادئ، والدافع هنا يفرض علينا أن يكون لنا نفس المشروع دون الالتفات إلى رأي دولي أو ضغوط من أخرى إذا كانت ترى في امتلاك إيران سلاحها حقاً طبيعياً أسوة بغيرها، وهذا ما نراه اتجاهاً عاماً في المباحثات حتى لو زُيّنت ببعض " المكاييج " ) كطلب أعضاء في الكونجرس الأمريكي فرض مزيد من العقوبات، أو تشدد الموقف الفرنسي)، بينما روسيا والصين تقفان معها وفقاً لجدلية سياسة المحاور وتنافسها، وبيعهما المفاعلات النووية لها».

وكشفت الصحيفة عن محاولات السعودية  لردع إيران من خلال شراء أسلحة مماثلة من باكستان «قيل وسُرب أن السعودية تضع في حساباتها هذا الخطر، وفي مواجهته سوف تقوم بشراء هذه الأسلحة من باكستان، أو يدفعها للاتفاق على إنشاء قاعدة عسكرية لهذا الأساس، وأن هناك دولاً عربية خليجية أو مصر قد تلجأ لما هو أسهل الطرق كشراء هذه الأسلحة من كوريا الشمالية وباتفاق مع حاميتها الصين، أو اللجوء إلى عمل مماثل بدفع عودة روسيا للمنطقة من خلال إنشاء قواعد حماية عسكرية بينها نفس الأسلحة».

وحول الاسثمار الامن في السياحة الخليجية قالت صحيفة «الاقتصادية» يأتي تقرير منظمة السياحة العالمية عن منطقة الخليج، في سياق التطورات الحقيقية التي تجري في القطاع السياحي الخليجي منذ أكثر من عقد من الزمن، وارتفاع العوائد السياحية لبلدان المنطقة في الأعوام السابقة، ووصولها إلى 10.9% للعام الجاري، كان نتيجة طبيعية للاستثمارات التي ضخت في هذا القطاع، والأهم جدوى هذه الاستثمارات، التي سبقتها قناعة بأن المنطقة يمكنها أن تشكل رقماً بارزاً في السياحة العالمية، ليس فقط بفعل الاستثمارات، بل أيضاً من جرّاء الإمكانات الطبيعية التي تتمتع بها، فضلاً عن عوامل كثيرة أخرى، يتقدمها الأمان الذي يبحث عنه السائح أولاً في أي بلد أو منطقة يرغب في زيارتها ، وإذا كان الأمان مفقودا، فلا قيمة لأي إمكانات سياحية مهما بلغت من مستوى مرتفع ، وكثير من بلدان العالم خسرت سياحتها بفعل غياب الأمان فيها».

صحف الإمارات

افتتاحية صحيفة «الخليج الإماراتية» تناولت الشأن الفلسطيني وقرار الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بشأن تهويد دولة الاحتلال، حيث قالت الصحيفة: «مشروع القانون الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية بأغلبية 14 وزيراً مقابل 6 وزراء حول "يهودية الدولة" الذي من المزمع عرضه على الكنيست لإقراره ينزع آخر ورقة توت عن الكيان الذي يتستر بالديمقراطية، ويكرسه ككيان عنصري يمارس التمييز ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض» .

وتضيف «وإذا كان هناك من لغط داخلي وتباينات وجدل بين أعضاء حكومة نتنياهو وداخل المجتمع إسرائيل حول مضمون المشروع وضرورته، فإن هناك اتفاقاً عاماً بين الجميع حول يهودية الدولة، لكن الخلاف هو حول، هل إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي كما ورد في المشروع، أم أنها دولة يهودية وديمقراطية كما في القانون الأساسي الإسرائيلي».

وواصلت الصحيفة «ذلك أن مشروع القانون الجديد سوف يقدم إسرائيل كـدولة قومية للشعب اليهودي فقط من دون ديمقراطية.

وتفوح رائحة العنصرية والتمييز واللاديمقراطية في المشروع الجديد حين التحدث عن الحقوق الجماعية، وبالأخص حق تقرير المصير، فلا حقوق للأقليات (أي العرب) هنا، لأن المشروع يحصر هذا الحق في هذا الشأن فقط باليهود ، ثم إن المشروع يؤكد أن العبرية هي اللغة الرسمية الوحيدة، أي إلغاء اللغة العربية التي يتحدث بها نحو 20% من عرب 48 وبالتالي إجبارهم على التحدث والكتابة بالعبرية .

وقالت «لقد حسم نتنياهو الأمر، فالحقوق القومية تمنح فقط للشعب اليهودي، والحق بالهجرة حكر على اليهود، وبهذا يكون قد ألغى أحد أهم حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة التي أكدتها الشرعية الدولية، وهي حق تقرير المصير، وحقه في أرضه لإقامة دولته المستقلة عليها» .

أما صحيفة «البيان الإماراتية» فقد تناولت شأنا عربيا اخرا، ولكنه متعلق باليمن هذه المرة ففي هذا السياق قالت الصحيفة «لا يزال اليمن يصارع موجات العنف التي تضربه وتحاول تشتيت قواه وهز استقراره، حيث تبذل قياداته برئاسة رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي، وبدعم دولي وعربي وخليجي، أقصى جهودها للتوفيق بين فرقائه، بما يجنب اليمنيين الوقوع في أتون حرب أهلية أو صراعات دموية أكثر، لن تحمد عقباها وسيكون من الصعب السيطرة عليها وتجاوز تداعياتها».

وقالت الصحيفة «خطوة أشادت بها أوساط يمنية ورحب بها الكثيرون، على أمل أن تكون مقدمة لصفحة جديدة، ودافعاً لحض جميع الأطراف على تجنب العنف ونشر الفوضى في المناطق التي تقع تحت نفوذ الجماعات المسلحة أو سيطرتها، وخاصة العاصمة صنعاء، بما يعيد للبلاد تماسكها وقوتها للوقوف في وجه الهجمات الإرهابية التي تستهدفها على أكثر من جبهة».

واضافت «فيما يواصل المتمردون الحوثيون حشدهم في محافظات يمنية عدة، وفي مقدمتها مأرب ومحيطها، وسط محاولات الوصول إلى تسوية لوضع حد لتصاعد التوتر على الأرض، جددت قبائل يمنية في مقدمتها قبائل مأرب، دعمها للرئيس هادي وللحكومة اليمنية، مشددة على ضرورة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة، ومتوعدة الحوثيين بردٍ قاسٍ على أي محاولات للخروج عن الشرعية والاعتداء على المحافظة».

كما طالبت الصحيفة  بدعم شعبي للخطوات السابقة قائلة «دعم شعبي، يعتبر مطلباً أساسياً في المرحلة الراهنة، لإخراج البلاد من أزمتها، وتجنب تفاقم الأوضاع أكثر فأكثر، لا سيما في ظل ضعف وشلل اقتصادي مرعب، وفي ظل عدم قدرة قوى الأمن والجيش على التصدي لتلك الهجمات التي تضرب البلاد في أكثر من اتجاه، وتقف خلفها جهات متعددة، ما يجعل وحدة اليمن سياسياً وعسكرياً وشعبياً هي عماد المرحلة المقبلة، لحملها إلى بر الأمان، والانتقال بها إلى مرحلة جديدة نحو الاستقرار والأمن والرخاء».

وتناولت صحيفة «الوطن الإماراتية» شأنا خارجيا ولكنه أمريكيا هذه المراة حيث حملت إفتتاحيتها الشعار الذي رفعه المحتجون الأمريكيون مؤخرا واعتبرته عنوانا لها وهو «لا عدالة لا سلام»، حيث قالت الصحيفة «رفع المتظاهرون في عدد كبير من الولايات الأمريكية شعار لا عدالة لا سلام عندما خرجوا احتجاجا على قرار هيئة المحلفين بعدم ملاحقة الشرطي الذي قتل شابا أسودا (مايكل براون) في فرغسون أغسطس/أب الماضي».

ويرى المتظاهرون أن القرار يحمل شبهة العنصرية وعدم العدالة، وهو أمر لا يحدث كثيرا في الولايات المتحدة المعروفة بنظامها القانوني والقضائي الذي يمر عبر مراحل عديدة قبل اتخاذ القرار النهائي.

صحف الكويت

وظل الشأن العربي هو المهيمن أيضا علي الصحف الكويتية وهو ما عكسته افتتاحية جريدة «السياسة»  حيث تناولت الشان البحريني والتي جاءت تحت عنوان «شعب البحرين والإملاءات»، حيث بدأت الصحيفة بتساؤل حول موقف المعارضة البحرينة وتحديدا جمعية الوفاق البحرينية حول الانتخابات الاخيرة بالبلاد «هل اقتنعت ما تسمى”جمعية الوفاق” ومن يطلقون على أنفسهم معارضة أن الشعب البحريني أسقط، بمشاركته الكثيفة في الانتخابات، كل الأقنعة عن الوجوه الكالحة التي تأتمر من الخارج، وإنه لم يخضع للأراجيف التي روجت لها تلك الجمعية، لإدراكه أنها أكاذيب مستوردة، هدفها جر المملكة إلى أتون صراع لا يبقي ولا يذر؟».

وأضافت الصحيفة «في المعايير الدولية تعتبر مشاركة 52.6% من المواطنين في أي انتخابات نسبة عالية جدا، وتعبر عن شفافية الدولة، وهذه علامة صحية على ديمقراطية الدولة وممارستها لدورها في إدارة شؤون مجتمعها، وهي أيضا دلالة على أن الغالبية الشعبية، في الحالة المشابهة للحالة البحرينية ترفض أي عمل خارج إطار مؤسسات الدولة، وفي البحرين تحديدا حين تصل المشاركة الى هذه النسبة، فذاك يعني استفتاء شعبيا على رفض العنف والقتل والتفجيرات.

وربطت الصحيفة ما يجري بالبحرين بايران قائلة «لندع كل هذه الدروس جانبا وننظر في الواقع الإيراني الذي تريد الوفاق أن تكون البحرين على شاكلته، فهل تريد هذه الجمعية التي تضم قلة قليلة جدا من البحرينيين أن تكون المملكة معزولة عن العالم كما هي الحال مع إيران، أو تريد لشعبها الغرق بالفقر والازمات المعيشية كما هو الحال نحو 56% من الشعب الإيراني الذي يبكي اليوم عهد الشاه حين كان يمارس حياته بحرية ويتمتع باقتصاد قوي، وعلاقات مميزة مع مختلف دول العالم؟».

هل كانت تعتقد «الوفاق» أن مطالبتها برحيل الملك أو رئيس الوزراء أو ولي العهد، أي نزع شرعية الدولة سيؤدي الى ازدهار المملكة أكثر مما هي عليه حاليا؟

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية