أسرة «عمر عبد الرحمن»: بدأنا إجراءات نقله إلى مصر لدفنه طبقا لوصيته

السبت 18 فبراير 2017 08:02 ص

قالت أسرة الشيخ «عمر عبد الرحمن»، الزعيم الروحي لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر، الذي توفي اليوم في معتقله بأمريكا، إنها بدأت اتصالات لعودة جثمان والدهم، للدفن في بلده.

وكشف «محمد» نجل الشيخ، أن الأسرة تتخذ كافة الإجراءات الخاصة بنقل الجثمان إلى مصر لدفنه في مسقط رأسه طبقا لوصيته.

ونقل موقع «سي إن إن بالعربية»، عن «محمد»، إنهم تواصلوا مع السلطات الأمريكية لنقل جثمان والده إلى مصر، غير أن السلطات هناك أبلغتهم بضرورة التواصل مع السفارة الأمريكية في القاهرة، ولكن الأخيرة أكدت لهم أنها ليست جهة اختصاص، وأن عليهم مخاطبة السفارة المصرية بالولايات المتحدة.

وأضاف: «تواصلنا مع الجهات المعنية بمصر ووزارة الخارجية، والتي أبدت مرونة في تسهيل إجراءات نقل الجثمان»، وتابع: «لم تعرض علينا أي دولة عربية دفن جثمان والدي بأراضيها»، وأشار إلى أن والده كان يعاني من أمراض السكر والضغط.

وحول تفاصيل آخر مكالمة جرت معه، قال نجل «عبد الرحمن»، إن والده تواصل هاتفيا مع والدته «منذ أسبوعين لمدة 15 دقيقة، واشتكى لها من تردى حالته الصحية، وأبلغها نصيا بأنه لا يعلم إذا كان سيعاود التحدث معها مرة أخرى من عدمه، وكأنه كان يشعر بقرب رحيله».

وأضاف أن والده «اشتكى خلال حديثه من سوء المعاملة في السجون الأمريكية ما دعا أفراد أسرته للتحدث عبر محاميهم للمسؤولين هناك لتحسين معاملته».

وفي وقت سابق اليوم، أعلن عن وفاة الشيخ «عمر عبد الرحمن»، الزعيم الروحي لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر، بعد ساعات من إعلان المخابرات الأمريكية موافقتها على نقله إلى بلاده أو أي بلد عربي أو إسلامي توافق على استقباله.

ونقل «عمار»، نجل الشيخ «عمر» المعتقل في أمريكا، خبر وفاة والده.

وقال مسؤول أمريكي، إن وفاة الشيخ «عمر عبد الرحمن» الأب الروحي للجماعة الإسلامية في مصر، داخل معتقله، طبيعية، في الوقت الذي كشفت الخارجية المصرية إنها بدأت إجراءات نقله إلى القاهرة. (طالع المزيد)

وقضي «عبد الرحمن» (79 عاماً)، عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة، إثر إدانته عام 1995 بـ«التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 (أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة أكثر من ألف آخرين)، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى بينها مهاجمة مقر الأمم المتحدة»، وهي الاتهامات التي نفاها «عبد الرحمن».

وذكر نجل المعتقل «عبد الرحمن»، أنه «قبل 10 أيام كانت مكالمة والده الوحيدة لهم منذ تولى (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب الرئاسة (20 يناير/ كانون ثان الماضي) وقال خلالها إن السلطات الأمريكية منعوا عنه الأدوية وجهاز راديو كان بحوزته”، مضيفا أن “هذه ربما تكون هي المكالمة الأخيرة».

وكانت «الجماعة الإسلامية»، طالبت أكثر من مرة، بإطلاق سراح زعيمها الروحي، واعتبرته يطفئ نار الغضب لدى الإسلاميين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وسياستها العنصرية ضد العرب.

وقبل أسبوع، اتهمت «الجماعة الإسلامية» في مصر، إدارة «ترامب»، بـ«تعريض حياة زعيمها الروحي عبد الرحمن، للخطر عبر حملة انتقامية»، وفق بيان تلقت «الأناضول» نسخة منه آنذاك.

وتثار حول «ترامب» مخاوف عدة من اتخاذ مواقف عدائية تجاه الجماعات الإسلامية حول العالم.

ومنذ احتجازه بالولايات المتحدة، تحاول أسرة الشيخ ومحاموه، نقله إلى أحد السجون في مصر، غير أن السلطات المصرية عادة ما كانت ترفض تلك الطلبات، دون أن تقدم أسبابا، وفق العائلة.

وسبق أن حصلت هيئة الدفاع عن «عبد الرحمن» على موافقة أمريكية بدراسة أمر نقله من سجنه بالولايات المتحدة إلى السجن في أي دولة أخرى، بشرط وصول موافقة من هذه الدولة، خاصة أنه توجد سوابق قانونية في تاريخ القضاء الأمريكي، تم فيها تقل محكوم عليهم في قضايا مختلفة إلى دولهم لاستكمال فترة سجنهم فيها.

و«عمر عبد الرحمن» عالم أزهري، يعد الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، التي تأسست في تسعينيات القرن الماضي، وكان معارضا سياسيا لنظام الرئيس الأسبق «حسني مبارك».

سافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك عام 1993، وأعلن تاييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997.

وفي أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين، عقب توليه السلطة في يونيو/ حزيران 2012، تعهد «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب بمصر ببذل الجهد والعمل على تحريره، غير أن الإطاحة به بعد عام واحد من توليه الحكم في يوليو/ حزيران 2013، عبر انقلاب عسكري، لم تكمل مهمته في إعادة زعيم الجماعة الإسلامية إلى بلاده.

وكونه ضرير، ومصاب بعدة أمراض، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك، وفي حبس انفرادي بلا مرافق، مقطوعة اتصالاته الخارجية، جعل المجتمع المدني يتدخل للوقوف معه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عمر عبد الرحمن أمريكا مصر وفاة نقل جثمان