العلماء يجدون طريقة لتشخيص التوحد قبل أن يتم الطفل سنة من عمره

الاثنين 20 فبراير 2017 08:02 ص

تمكن فريق من الباحثين من إيجاد طريقة للتنبؤ بالأطفال الذين سيصابون بالتوحد، قبل أن يتموا من عمرهم سنة واحدة، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو الشيء الذي يعد قفزة عظيمة في مجال التشخيص المبكر.

حالياً، يعد السن الذي ينال فيه الطفل تشخيصاً موثوقاً به بالتوحد، هو سن الثانية، وهي النقطة التي تظهر فيها سلوكيات ذات سمة معينة، ويظهر الطفل مشاكل في الاتصال، مثل عدم القدرة على وضع سلسلة من الكلمات معاً، أو تجنب الاتصال بالعين.

تشخيص التوحد.. بدون أعراض

ولكن النتائج الجديدة، بالرغم من أنها أولية، يمكنها أن تمثل قفزة عظيمة بالنسبة للأطباء، بتوفير القدرة على التنبؤ بخطر تعرض الطفل للتوحد في سن أصغر من ذلك بكثير، قبل أن تظهر عليه أي أعراض.

الدكتور «جوزيف بيفن» من معهد كارولينا لإعاقات النمو، والباحث في الدراسة، قال إن الأطباء كانوا يكافحون لتشخيص التوحد بشكل أبكر، مردفاً: «أدنى سن للتشخيص كان سنتين، وقبل ذلك السن، لم تكن السلوكيات تساعد في كشف الأطفال الذين يصابون بالتوحد».

في الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر، قام الباحثون في مراكز التوحد بعمل تصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة الأطفال عندما كانت أعمارهم ما تزال 6 أشهر، وسنة، ثم قاموا بعملها ثانية عندما أتموا سنتين.

الدراسة تضمنت 106 طفلاً، ذي خطورة عالية للإصابة بالتوحد، لأن لديهم أخاً أكبر مصاباً، حيث أن نسبة الإصابة في حالات كهذه، تصبح واحداً من كل خمسة، مقارنة بـواحد من كل مائة في الناس العاديين، وقد ضم الباحثون 40 طفلاً من أولئك الذين يعدون في حالة خطر منخفض، للمقارنة.

ماذا يوجد في عقول أطفال التوحد؟

الرنين المغناطيسي كشف أن الأطفال الذين أصيبوا بالتوحد في نهاية المطاف، شهدوا نمواً لسطح عقولهم بشكل أسرع، وبشكل أكثر تحديداً، الطيات على سطح الدماغ، في عامهم الأول، مقارنة بالأطفال الذين لم يصابوا به.

بين عمر السنة والسنتين، تسارع أيضاً معدل نمو حجم المخ، هذا النمو الزائد تم ربطه بظهور الأعراض الاجتماعية المرتبطة بالتوحد في سنة الأطفال الثانية، مثل عدم انخراط الطفل في اللعب، والتأخر في الكلام واللغة.

الباحثون أخذوا كل هذه المعلومات عن التغيرات في حجم المخ ومساحة السطح، ووضعوها في برنامج كمبيوتر، كي يقوموا بتوليد خوارزمية، تستطيع أن تتنبأ بأي الأطفال سيصاب بالتوحد، وفي نهاية المطاف، كانوا قادرين على كشف 80 بالمائة من الأطفال ذوي الخطورة العالية، والذين تم تشخيصهم عند سن 24 شهراً.

لماذا يشكل خطوة عظيمة للأطباء والأطفال؟

الفكرة أن التشخيص المبكر، قبل أن يظهر المرض، وتتجسد الأعراض ونقاط الخلل في المخ، في الوقت الذي ما يزال فيه المخ ليناً، يعطينا فرصة عظيمة للقيام بتدخل.

واحد من كل 68 طفل في الولايات المتحدة يتم تشخيصه بالتوحد، والتدخل المبكر، الذي يتجسد حالياً في علاج سلوكي، هو شئ مفيد للغاية في إدارة الأعراض بل ومحوها.

 تقول مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، أن معظم الأطفال لا يشخصون قبل سن الرابعة، لهذا فالطريقة الجديدة واعدة للأسر التي لديها نسبة خطورة عالية.

الصور أيضاً وفرت بعض الأفكار الرئيسية حول سلسلة التغيرات التي تحدث في مخ الطفل وسلوكه، وقد نستطيع ذات يوم أن نجد طريقة توقف هذه السلسلة في مرحلة مبكرة.

المصدر | هافينغتون بوست

  كلمات مفتاحية

الأطفال التوحد تشخيص التوحد

متوحد.. طفل سوري يبهر الجميع بقدراته في الحساب واللغات