عقب محاكمة شاب ملحد... نشطاء يطلقون وسم «نريد موريتانيا علمانية»

الثلاثاء 21 فبراير 2017 01:02 ص

بعد أن أعلنها مختار ولد داداه قبل خمسة عقود جمهورية إسلامية، أثار مدونون متحررون يساريون موجة من الجدل عقب إطلاق وسم «#نريد_موريتانيا_علمانية»، دعوا فيه للتفريق بين الدين والسياسة.

واحتدم هذا النقاش بينما تمر موريتانيا بهزات سببتها محاكمة شاب ملحد أساء في مقال نشره للنبي عليه السلام وانشغل الناس بمحاكمته والدعوة لإعدامه، وانقسم الرأي العام بسبب ذلك إلى محافظين وعلمانيين، وفقا لـ«القدس العربي».

ومن جانبه، أكد الإعلامي «حنفي ولد دهاه» أبرز المطالبين بعلمانية موريتانيا والمدافعين عن ذلك، «أن العلمانية تحمي المقدس من استغلاله من طرف تجار الدين، فلا يواصلون ممارسة مهمتهم في تبرير ظلم الحكّام، الدين مقدس والسياسة غير مقدسة، فخلط الدين بالسياسة ضياع لهما: ضياع للدين حين يعرّضه للاستغلال والمتاجرة، و ضياع للسياسة حين يكبحها عن التحليق في عوالم الخلق والابتكار، ومواكبة اندفاعات الحضارة الهائلة».

وأضاف «كُن علمانياً لتحترم الدين و تحترم اللادين …، كن علمانياً لتحترم جوهر الإنسان…، كُن علمانياً لتحترم حتى آراء ومعتقدات من لا يحترمون لك رأياً ولا معتقداً، كن علمانياً».

وكتبت الحقوقية المتحررة مكفولة «بنت إبراهيم» التي سبق اتهامها بالإلحاد من أوساط دينية محافظة «بعد أن تم تحويل الإعلام إلى إعلام لتلميع المشعوذين وممثلي الحركات المتطرفة وبائعي صكوك الغفران وحملات النصرة التي غرر بالبسطاء عبرها، وبعد الاحتفاء بأنصار القعدة وداعش وتقديمهم عبر بعض المحطات التلفزيونية كشخصيات مرجعية، فإننا ندعو لاستخدام هذا الوسم #نريد_موريتانيا_علمانية من طرف المدافعين عن استخدام الدين للأغراض الشخصية والحزبية والحركية والسلطوية… فنحن مواطنون ندعو إلى مدنية الدولة الموريتانية».

ودون الإعلامي الشيخ «معاذ سيدي عبد الله»، قائلا «في بلد الخلخلة وانعدام الثوابت واللامبادئ لا أستبعد أن تكون موجة الحديث عن العلمانية مقدمة لتغيير في اسم البلد وصفته الدستورية ( الإسلامية) على الأقل».

وتابع «بعد تغيير العلم والنشيد والمماطلة في معاقبة المسيئين للنبي عليه الصلاة والسلام والتغاضي عن الذين يدوسون على القيم الإسلامية … بعد كل ذلك لا أستبعد تغيير الصفة الدستورية للبلد .. وكما عودتنا المخابرات الالكترونية على جس نبض الشارع من خلال رمي التوجه كطُعْمٍ و تغذيته مدة أسابيع معتمدة على عملائها في الفيس بوك وتويتر والواتساب .. لا يستغرب أن نكون الآن فئران تجارب لتحويل البلد إلى جمهورية علمانية أو على الأقل نزع كلمة (الإسلامية) من الاسم، ..عموما إذا كان الأمر جسا للنبض، فلننبض جميعا : موريتانيا جمهورية إسلامية ولن تكون علمانية».

وشارك الإعلامي ولد سيديا عبد الله قائلاً: «مضحك جداً هذا الجدل «الدخناوي» حول الدولة العلمانية والدينية، أين هي الدولة؟، لتكن لكم دولة أولا،!!!!! وبعدها ناقشوا شكلها».

من جانبه، أكد «محمد محمود أبو المعالي»، «أن موريتانيا تحتاج عقدا اجتماعيا لا علمانية ابتدعوها.

وتابع «ابتدع الأوروبيون العلمانية للفكاك من أغلال كنيسة حرفت الدين نصاً، وزورته فقهاً، وليتلمسوا لهم مواطن تماس مشتركة للتعايش بين الديني وغير الديني.. وفي هذه الربوع تتعدد الأعراق وتتباين الألوان وتختلف الألسن وتتنوع اللهجات، لكن الدين واحد والمذهب موحد.. فمشكلتنا لا تستدعي البحث عن بدائل تمكن من تعايش المختلفين دينياً، حتى نطرح العلمانية خياراً لأمرنا، فأزمتنا تكمن في فشلنا في التعايش العرقي والطبقي بعدل وإنصاف، وتلك لعمري أزمة تحتاج عقداً اجتماعاً جاداً وعادلاً، يلقي مظالم التاريخ وراءه ظهريا، فلا يحرسها كتراث محمود وحجر محجور، ولا يحاسب الحاضر عليها كميراث موروث، وعمل صالح مشكور». 

 

  كلمات مفتاحية

علمانية الإلحاد موريتانيا

مدرسة سودانية تفصل طفلا بدعوى إساءته للعقيدة.. وجدل واسع بمواقع التواصل