استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خشونة «القوة الناعمة»!

الأربعاء 22 فبراير 2017 03:02 ص

انتشر وطغى في الأدبيات الديبلوماسية خلال سنين ماضية مسمى (القوة الناعمة)، ثم ضمر ليحل بدلا عنه ما كان أحد فروعه يوما ما، وهي (الدبلوماسية الثقافية).

وقد أتاحت لي فرصة عملي في منظمة اليونسكو القرب كثيرا من نقاشات هذا المفهوم الجديد ومكاشفاته، داخل المنظمة وفي مؤتمرات خارجها.

ساهم في تنامي حضور وتأثير الدبلوماسية الثقافية عودة العالم بكافة أطيافه وتوجهاته إلى (جدال الهوية) القديم، والانتكاس الملفت إلى الهويات الصغرى، بل واحتدام معظم الصراعات المعاصرة حول هذه الهويات العنقودية.

لكن السؤال الذي بدأ يحضر أخيرا، هو هل ما زال للقوة الناعمة أو الديبلوماسية الثقافية مكانا في هذا العالم، بعد موجة تنامي اليمين المتطرف، الذي لا يؤمن كما يظهر من خطاباته وقراراته، إلا بدبلوماسية (القوة الخشنة)؟!

هناك بالطبع تزامن شبه أزلي بين الخطاب اليساري والدبلوماسية الناعمة أو الثقافية، جعل هذه الأخيرة تنمو وتزدهر إبان الحرب الباردة. لكن (اليمين) الذي يتحكم في مزاج العالم الآن لا يمكن أن يسمح لأدوات (ناعمة) أن تدير العلاقات الدولية في حقبتها الخشنة الراهنة.

هل هذه دعوة للتخلي عن الديبلوماسية الناعمة بكامل أطرها وأدبياتها؟!

لا، لكنها دعوة لإعادة النظر في الجرعة التي تحتاجها الديبلوماسية المعاصرة من النعومة، وما ينبغي خلطه معها من الخشونة اللازمة والملحة للأسف!

من جانب آخر، فإن الأثر الذي تصنعه منافذ الديبلوماسية الشعبية بات يفوق، وفي شكل كبير أحيانا، أثر الديبلوماسية الرسمية، ولذا تكاثرت في معظم دول العالم مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى جهودها الديبلوماسية بتغطية هذا الفراغ الثقافي بين المجتمعات، وتجسير الفجوة الناتجة عن سوء فهم يؤول إلى سوء تفاهم بين المجتمعات، ثم بالتالي بين الدول.

لكن بعض الدول تغفل عن أن الديبلوماسية الشعبية التي تأتي عبر مؤسسات تنشئها وترعاها الحكومة، بل «وتلتصق بها كأنها توأم سيامي!» تصبح ذات تأثير قليل ومفعول ضئيل، بسبب فقدها لصدقيتها الشعبية الخالصة.

في فرنسا، وفي منظمة اليونسكو كانت تردنا منشورات أو بيانات أو دعوات لحفلات موسيقية أو لمعارض عن الفن الفارسي العريق، ولا تكاد تجد اسم أو رائحة الحكومة الإيرانية في المناسبة، على رغم أن استقصاء بعض الأجهزة (المختصة) يؤكد أن المؤسسة الإيرانية الرسمية هي التي تقف خلف هذا النشاط وتموله وتوجهه، لكن دونما أي بروز أو ظهور لها، أو عبارات دعائية معلقة في بهو الاحتفال!

ديبلوماسيتنا الشعبية بحاجة ماسة إلى:

توسيع مداها أولا.

وإلى إعطائها حرية كافية، ولا أقول مطلقة.

وإلى تنسيق إطارها العام في ما بينها، لكن من دون التدخل في التفاصيل والمضامين.

* د. زياد الدريس - كاتب ومندوب السعودية السابق لدى اليونسكو

  كلمات مفتاحية

القوة الناعمة دبلوماسية ثقافية الهويات العنقودية القوة الخشنة اليمين المتطرف دبلوماسية شعبية الخطاب اليساري