النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي .. أقلية "مضطهدة" تمثل 1.6 مليون فلسطينيا!

الخميس 27 نوفمبر 2014 09:11 ص

يحاول 11 نائبا عربيا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) المكون من 120 عضوا، إسماع صوت الأقلية العربية في إسرائيل، غير أن الأغلبية اليهودية تفرض رأيها دوما.

وتعكس مداولات الكنيست واقع يعيشه نحو 1.6 مليون عربي فلسطيني في إسرائيل، في مجتمع يبلغ تعداد سكانه أكثر من 8 ملايين، بحسب مركز الإحصاء الإسرائيلي.

"هم يريدون أعضاء كنيست عرب لاستعمالهم كغطاء لزيف الديمقراطية الإسرائيلية، يريدون الوجود العربي داخل الكنيست، ولكن شريطة أن يحددوا هم قواعد اللعبة السياسية".

هكذا وصفت، حنين زعبي، العضو العربي في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، النظرة إلى النواب العرب داخل البرلمان الإسرائيلي. 

وأضافت زعبي: "هم يريدون أعضاء كنيست عرب يتقيدون بحدود خطاب معين يحدده الإجماع الإسرائيلي، هم لا يريدون كنيست خال من العرب لأن هذا يحرجهم دوليا، يحرجهم إعلاميا ويكشف حقيقة العنصرية في إسرائيل".

وتابعت زعبي "هم يريدون أعضاء كنيست عرب ولكن بشروط، كما يريدون حرية تعبير بشروط، وحرية عمل بشروط".

وكانت لجنة الكنيست التأديبية قررت إبعاد زعبي عن المشاركة في الجلسات البرلمانية لمدة 6 أشهر تنتهي في يناير/كانون الثاني المقبل، فيما تواجه الآن خطر الإبعاد عن البرلمان الإسرائيلي نهائيا بموجب تعديل على قانون أساس الكنيست يتوقع أن يجري التصويت عليه قريبا. 

ويهيمن ممثلو الكتل اليمينية الإسرائيلية على مقاعد الكنيست الإسرائيلي، وهم يزدادون قوة في كل انتخابات عامة تجري كل 4 سنوات، ما لم يتقرر إجراء انتخابات مبكرة. 

ويحاول أعضاء الكنيست العرب في الكثير من المناسبات تذكير زملائهم من اليمين الإسرائيلي بأنهم فلسطينيون عرب يمثلون أقلية تبلغ نسبتها 20% من مواطني إسرائيل وفي ذات الوقت يثيرون قضايا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. 

ففي الثالث من الشهر الجاري قال العضو العربي في الكنيست عن الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي : "رئيس الوزراء نتنياهو اتخذ قرارا شخصيا غير مسبوق بإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين إغلاقا تاما علما بأن المسجد الأقصى هو مكان صلاة المسلمين".

ولا تخلو الكلمات من انتقادات لاذعة إذ قال الطيبي: "تريدون القول أن القدس هي العاصمة الموحدة.. أي موحدة وأي بطيخ؟ القدس الشرقية هي مدينة تحت الاحتلال".

وأضاف: "هناك اقتحامات للأقصى من قبل معتوهين من اليمين". 

وتابع الطيبي من على منصة الكنيست وسط اعتراضات أعضاء كنيست من اليمين الإسرائيلي “سنواصل الدخول إلى المسجد الأقصى وأعلى ما في خيلكم اركبوه”. 

وفي السادس عشر من الشهر الجاري ظهر عضو الكنيست من التجمع الوطني الديمقراطي، باسل غطاس، على منصة الكنيست وقد وضع الكوفية الفلسطينية التقليدية على كتفه ما أثار انتقاد نواب من اليمين الإسرائيلي، فلم يمنعه رئيس الكنيست من حزب “الليكود” اليميني، يولي ادلشتاين، من مواصلة الحديث. 

إلا أن عضو الكنيست من التجمع الوطني الديمقراطي، جمال زحالقه، لم يلق معاملة مماثلة من نائب رئيس الكنيست من “الليكود”، موشيه فيغلين، الذي أمر أمن الكنيست، الاثنين الماضي، بإبعاده عن منصة الكنيست.

وبثت محطة تلفاز الكنيست الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، كلمة لعضو الكنيست زحالقه وهو يوجه الانتقادات إلى مشروع قانون القومية الإسرائيلي، حيث تحول الأمر إلى نقاش بين زحالقه وفيغلين.

وقال زحالقة موجها كلامه إلى فيغلين بعد أن أمر حراس الأمن بإنزاله من على منصة الكنيست: "أنت فاشي وغير ديمقراطي". 

وكتب زحالقة لاحقا على صفحته في شبكة التواصل "فيسبوك"، "فيغلين يفي بكل معايير الفاشية وكلمة فاشي هي مديح لأمثاله.. الفاشية لن تمر".

ولوحظ أن أعضاء كنيست عرب وأيضا أعضاء يهود من أحزاب المعارضة الإسرائيلية مثل “العمل” و”ميريتس″ عارضوا تصرف فيغلين إلا أنه لم يستجب لاحتجاجاتهم.

ولفتت زعبي إلى أن فيغلين أجبر مؤخرا 4 أعضاء كنيست عرب على النزول عن المنصة، وهم إضافة إلى زحالقه كل من محمد بركه، مسعود غنايم وإبراهيم صرصور.
ورغم الانتقادات إلا أن اليمين الإسرائيلي يتمكن بسبب أغلبيته من تمرير مشاريع قوانين تتسم بالتمييز ضد المواطنين العرب في إسرائيل. 

ويقول المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل “عدال” (غير الحكومي) : “يوجد أكثر من 55 قانون في إسرائيل تميز ضد العرب الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل. تقيد حريتهم بالتعبير السياسي وبالمشاركة السياسية. تميز

ضدهم بتوزيع الموارد وبتوزيع الأراضي. وجوانب أخرى هامة جدًا لحياة ديمقراطية وللمساواة في الحقوق”.

وفيما عدا الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل برئاسة الشيخ رائد صلاح، الذي يمتنع عن المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية العامة تصويتا وترشيحا، فإن معظم الحركات العربية الكبرى في إسرائيل تشارك في الانتخابات.
ويتمثل النواب العرب الحاليين في الكنيست بـ 3 قوائم هي التجمع الوطني الديقراطي، والقائمة العربية الموحدة، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إضافة إلى عضو الكنيست عيسوي فريج، في قائمة حزب “ميريتس″ اليساري الإسرائيلي.

وتقول زعبي: "ما هو بيننا وبين إسرائيل هو صراع على حدود حرية التعبير وحدود العمل السياسي وعلى تعريف مكانة الفلسطينيين في وطنهم.. وهو صراع ضد إعطاء أي أفضلية للإجماع اليهودي لأن يتحكم بقواعد اللعبة السياسية".

وأضافت "نحن في صراع معهم على أحقيتهم في تعريف هويتنا ومكانتنا على أرض هذا الوطن، ونحن نرفض أن تعرف لنا الأغلبية اليهودية مكانتنا ومضامين حقوقنا في وطننا وهذا هو جوهر الصراع بيننا وبين الدولة". 

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل الاحتلال الكنيست اليهود العرب القدس المسجد الأقصي