استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مـصير ترامـب أم مـصير أمريكا؟

السبت 25 فبراير 2017 07:02 ص

لعلها المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يُطرح فيها سؤال عن مصير الرئيس؛ هل يكمل ولايته أم لا، لا سيما أننا إزاء رجل ينتمي عمليا إلى الفئة التي أنتجت جميع رؤساء أمريكا طوال تاريخها، باستثناء أوباما الذي جاء بإرادة الدولة العميقة ليُخرج أمريكا من عزلتها الدولية بعد ولايتي بوش (الابن)، وما حملتاه من عزلة وتراجع، و(كينيدي) الكاثوليكي الذي قتل في ظروف “غامضة”!!

الفئة التي نقصدها هي "الواسب" WASP، أو البيض الأنجلوساكسون (البروتستانت) الذين يمثلون الشريحة الأكبر من سكان الولايات المتحدة (حوالي النصف)، والذين صوّت كثير منهم هذه المرة على هذه القاعدة، وهواجس تهميشهم في البلاد التي يعتبرون أنفسهم “فاتحيها”، أو أصحابها (ينسون أصحابها الأصليين بالطبع).

لم يعد سرا أن فوز ترامب قد فاجأ الجميع، وفي مقدمة ذلك الدولة العميقة، أي الجيش والأجهزة الأمنية التي كانت تفضل كلينتون كأول امرأة تقود البلاد بعد أن كان أوباما أول “ملون” يقودها، وهو ما منح الرجل (ترامب) قوة أكبر، فهو لا يحمل جميلا لأحد، وأخذ الرئاسة بعضلاته الذاتية.

اليوم ولأول مرة أيضا في تاريخ أمريكا، يقف الرئيس في مواجهة المؤسسة الأمنية والعسكرية، وقطاع عريض من وسائل الإعلام، وقطاع لا بأس به من الساسة الكبار في الحزب الذي ينتمي إليه، فضلا عن قطاع أعرض من النخب الثقافية والفنية، وفوق ذلك كله قطاعات عريضة من الجماهير التي تجد وسائل شتى للاحتجاج عليه، الأمر الذي يعزز من سؤال المصير الذي طُرح منذ اللحظة الأولى لفوزه وبقي قائما (انحياز الصهاينة إليه ليس كافيا لإسناده).

ولنا أن نتخيل مفاجأة من نوع أن تشكك صحيفة إسرائيلية ببقائه في السلطة، إذ نشرت “معاريف” قبل أيام تحليلا يقول إن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية أعلنت “الحرب على ترامب، وتلمّح له بأنها تعرف عنه الكثير من المعلومات المحرجة، وأن الأمر لن ينتهي بمستشاره للأمن القومي مايكل فلين”. ولم تستبعد الصحيفة أن تتطور المواجهة بين ترامب والمجمع الاستخباراتي الأمريكي إلى درجة تقديم معلومات وأدلة تصلح لإدانته بالخيانة.

وذهب التحليل إلى أنه في حال لم يتم “العثور على طريقة للتفاهم مع الاستخبارات؛ فإن مصيره سينحصر في الإقالة أو السجن”. ودعت الصحفية إلى استباق الأحداث ومحاولة بناء علاقات أكثر قربا من نائب ترامب مايك بينس حتى لا تتأثر المصالح الإسرائيلية في حال وقع المحظور.

ليست قضية روسيا هي وحدها الزوبعة في وجه ترامب، فهو على الأرجح لن يخالف الدولة العميقة في اعتبارها تحديا لأمريكا؛ كما الصين، لكن الأمر يتجاوز ذلك إلى عموم ردود أفعاله حيال الجيران والحلفاء. فضلا عن الانقسام الكبير الذي يحدثه داخل المجتمع.

لكن الأمر لن يكون سهلا، ذلك أن الدولة العميقة تدرك بدورها أن التخلص منه، ربما يكون أكثر كلفة من تحمّل مغامراته لأربع سنوات قادمة، مع محاولات لجمه بكل وسيلة ممكنة؛ أولا لأنها تدرك أن جمهوره الذي لم يتوقف عن دعمه إلى الآن يمثل كتلة كبيرة، وأي إجراء ضده، قد يثيرها على نحو أسوأ مما تثير تصرفاته ومغامراته الفئات الأخرى.

أما الذي لا يقل أهمية فهو أن أي إجراء بحقه سيصيب هيبة الولايات المتحدة، بضرب نموذجها القوي والمتماسك، في وقت هي بأمس الحاجة إلى استعادة هيبتها، ومواجهة الكبار الذين يأكلون من نفوذها، واستغلوا تراجعها منذ بوش (الابن) في تحقيق الكثير، وهو تراجع لم يتمكن أوباما من لجمه، وإن خفف من وتيرة تسارعه.

في أي حال، ليس من العسير القول إن أمريكا في مأزق، وهي ستواصل التراجع، لكن صراعها مع الآخرين سيكون خيرا للمستضعفين، وفي مقدمتهم المسلمون الذين دفعوا الثمن الأكبر لتفردها على كل صعيد.

* ياسر الزعاترة كاتب سياسي أردني/ سياسي 

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

مصير رئاسة ترامب مصير أمريكا الدولة الأمريكية العميقة المؤسسة الأمنية العسكرية المسلمون