الملك «سلمان» يصل إندونيسيا.. ورئيسها: الزيارة تاريخية ونسعى لشراكة إستراتيجية

الأربعاء 1 مارس 2017 06:03 ص

وصل خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز»، صباح اليوم، إلى إندونيسيا، في زيارة هي الأولى لعاهل سعودي، لأكبر بلد إسلامي منذ 46 عاماً، بحسب «واس».

وخرجت حشودٌ من المواطنين الإندونيسيين والطلاب والطالبات، في جاكرتا، لاستقبال الملك «سلمان»، فيما كتبت صحف إندونسية على صدر عددها اليوم بالعربية كلمة «أهلا وسهلا».

ولم يسبق لأيّ زعيمٍ أن حظى بهذا التفاعل الشعبي والرسمي من قِبل المواطنين في إندونيسيا، كما شهدتها زيارة خادم الحرمين الشريفين، بحسب صحيفة «سبق».

وأعلنت الحكومة الإندونيسية في وقت سابق أن العاهل السعودي سيلتقي خلال زيارته، التي ستستمر 9 أيام، الرئيس الإندونيسي «جوكو ويدودو»، حيث سيناقش الطرفان التعاون الثنائي في قطاع الأعمال، خصوصا أن كلا البلدين عضو في مجموعة الـ20، ويمتلكان قدرة كبيرة على التعاون في قطاع الطاقة.

من جانبه، قال «ويدودو»، الذي تسلم رئاسة بلاده في يوليو/ تموز 2014، خلال مقابلة معه، على فضائية «العربية» إن بلاده تعتبر السعودية شريكة إستراتيجية في رفع سمعة الدين الإسلامي كدين رحمة للعالمين، مضيفاً «لذلك نحن نود أن تكون العلاقة بين إندونيسيا والسعودية تتطور بشكل أكبر وخاصة في مجال الاستثمار والثقافة والتربية وهذا شيء مهم جدا، إندونيسيا كأكبر دولة يسكنها المسلمون في العالم، نحن نأمل أن تتطور العلاقة بين الدولتين أكثر متانة في المستقبل خاصة في مجال الاستثمار والتربية والسياح».

ووصف «ويدودو»، زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلاده بـ«التاريخية»، وقال إنها تأتي بعد 47 عاماً من زيارة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز، «ففي شهر مارس الحالي يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى إندونيسيا، ونحن نأمل من زيارته التي في رفقته 10 وزراء وعدد من المسؤولين أن تتوطد العلاقة بين البلدين أكثر قوة».

وهذه هي الزيارة الثانية لملك سعودي إلى إندونيسيا بعد زيارة الملك «فيصل بن عبدالعزيز» في عام 1970، أي قبل 46 عاماً.

وكان الملك «سلمان» قد التقى الرئيس «ويدودو»، إبان زيارة الأخير للمملكة في سبتمبر/ أيلول 2015؛ إذ استعرضا سويا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، وبحثا مستجدات الأوضاع على الساحات الإسلامية والإقليمية والدولية.

وقلد خادم الحرمين الشريفين، حينها، الرئيس الإندونيسي، «قلادة الملك عبدالعزيز»، وهي أعلى الأوسمة السعودية، وتمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الشقيقة والصديقة.

ويتوقع المراقبون أن يكون لهذه الجولة دور محوري مؤثر في مسار علاقات المملكة بالدول الخمس في مختلف المجالات، لافتين إلى أهميتها الاقتصادية والسياسية على وجه الخصوص؛ إذ تشكل «رؤية السعودية 2030» فرصاً لزيادة حركة التجارة والاستثمار بين المملكة والدول الخمس.

ويرافق العاهل السعودي، في زيارته التي تستغرق 9 أيام، وفدا ضخما يضم نحو 1500 شخصاً، وكميات هائلة من الأمتعة تزن «506 أطنان»، بينها سيارتا ليموزين من نوع مرسيدس بينز، ومصعدان كهربائيان، حسب تقارير نشرتها الصحافة الإندونيسية.

وأخبر «أدجي غوناوان» من شركة الشحن الجوي «جاسا انغكاسا سيمستا» وكالة «أنتارا» الإندونيسية الإخبارية أن شركته مكلّفة بنقل الأمتعة والبضائع التي وصلت إلى البلاد؛ حيث كلّفت 572 موظّفاً للتعامل مع أمتعة العاهل السعودي.

ويصطحب الملك معه وفدا كبيرا إلى إندونيسيا.

وذكرت صحيفة «جاكارتا بوست» الإندونيسية أن الوفد السعودي سيبلغ عدد أفراده 1500 شخص بما فيهم 10 وزراء و25 أميراً وما لا يقل عن 100 من أفراد الأمن.

ويُعرف عن أفراد العائلة الملكية التكلف الكبير في أسفارهم. فالملك «سلمان» حجز فندق فور سيزونز بأكمله في جورج تاون عندما زار واشنطن في عام 2015، ويعتبر ذلك الفندق، واحد من أفخم الفنادق في المنطقة، بـ 222 غرفة.

في ذات العام، تعرض الملك لانتقادات شديدة من الناس المحليين في فرنسا بعد أن أغلق ألف عنصر من حاشيته شاطئ الريفييرا لمدة ثلاثة أيام بسبب المخاوف المتعلقة بأمنه الشخصي.

وتأتي زيارة العاهل سعودي إلى إندونيسيا في فترة الاهتمام المتزايد على دفع الروابط الاقتصادية بين البلدين.

وعنها، قال السفير السعودي في إندونيسيا «أسامة محمد عبد الله الشعيبي»،  إن هناك الكثير من مذكرات التفاهم التي سيتم التوقيع عليها في إندونيسيا، مضيفا أن الأولوية لمحاربة الإرهاب، والسعودية تسعى للتعاون من أجل هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال «الشعيبي» إن السعودية وإندونيسيا ستتعاونان أيضا في مجالات أخرى مثل النفط والغاز والتعليم.

وأشار إلى أن لدى شركة «أرامكو» السعودية العملاقة للنفط، اتفاقا قائما حاليا مع شركة «برتامينا» الإندونيسية للطاقة حجمه 5 مليارات دولار لتطوير مصفاة في جاوة الوسطى، وربما توقع هذا العام مزيدا من المشاريع المعروضة من «برتامينا».

وحل الملك «سلمان» في إندونيسيا قادماً من ماليزيا، الذي بدأ زيارة لها، الأحد الماضي، والتي شهدت توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات، خاصة مع شركة «أرامكو».

وتشمل الجولة الآسيوية إلى جانب ماليزيا وإندونيسيا، كلا من سلطنة بروناي دار السلام، واليابان، والصين، والمالديف، والأردن.

وتعد هذه أول جولة آسيوية للعاهل السعودي، منذ توليه الحكم في 23 يناير/كانون ثان 2015.

  كلمات مفتاحية

سلمان السعودية إندونسيا أرامكو جوكو ويدودو