تسريبات بإيران حول العلاقة مع الخليج والموقف من سوريا وأمريكا تثير جدلا

الأربعاء 1 مارس 2017 07:03 ص

تشهد أروقة السياسة الخارجية الإيرانية، خلافات حادة، بخصوص إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دول الخليج، والموقف من سوريا.

وتتضمن أسباب الخلاف، تسريب رسائل متبادلة بين وزيري الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، والأمريكي «ريكس تيلرسون»، يقترح فيها الأول إجراء لقاء سري في إسطنبول، وفتح قنوات اتصال مباشرة بين الإدارتين، واقتراح تعيين وزير الخارجية الأمريكي السابق «جون كيري» منسقا في الاتفاق النووي.

وبحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، وجهت الخارجية الإيرانية، انتقادات شديدة اللهجة إلى أعضاء في لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، واتهمتهم بإثارة الرأي العام.

وكان عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني «جواد كريمي قدوسي» اتهم أول من أمس، حكومة الرئيس الإيراني «حسن روحاني» بالسعي لإبرام سبع اتفاقيات على غرار الاتفاق النووي مع دول مجلس التعاون الخليجي وأميركا و«العودة إلى معايير ما قبل الثورة»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «دانشجو» المقربة من الحرس الثوري الإيراني.

وفي توضيح تلك المعايير قال إنها «تهدف إلى أن تكون أميركا محور المنطقة والخليج، وأن دول المنطقة تتقاسم حصصا بوجود أميركا».

على ضوء ذلك، زعم «قدوسي» أن الحكومة الإيرانية تنوي إبرام اتفاقيات حول «البرنامج الصاروخي، و(حزب الله) لبنان، والاعتراف بـ(إسرائيل)، والتفاوض حول حقوق الإنسان، وافتتاح مكتب للاتحاد الأوروبي».

كما كشف «قدوسي» عن رسالة موجهة من «ظريف» إلى «روحاني» يسأل فيها عن التجاوب مع مطالب «جون كيري» لإطلاق مفاوضات حول قضايا المنطقة، وذلك بعد «نجاح الخطوة الأولى في المفاوضات النووية».

وقال «قدوسي» إن زيارة «روحاني» الأخيرة إلى عمان تأتي في سياق رسالة «ظريف».

كما كشف اللثام عن الصراع الدائر في أروقة السلطة الإيرانية بشأن ما يتردد عن محاولات إدارة «روحاني» لتخفيف التوتر بين طهران وجيرانها، وقال في هذا الإطار «إننا نشاهد إصرارا من وزير الخارجية وفريقه للقاء مع السعوديين إلى درجة لاحظنا أنهم يحزمون الحقائب من ثلاث إلى أربع مرات للتفاوض مع السعودية، لكن واجهت معارضة مفادها بأن المشكلة مع السعودية لا يمكن تجاوزها عبر الحوار».

وعلى الصعيد ذاته، أفاد بأن مساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية «حسين جابر أنصاري»، توجه خلال الأيام القليلة الماضية وبعد شرح أوضاع المنطقة خصوصا السعودية طالب بتجنب اتخاذ مواقف متشددة من السعودية، مضيفا أنه رد على «أنصاري» قائلا إن «ذلك يخالف السياسات العامة للبلد، وإن النظام والشعب لديهم مواقف من السعودية» حسب زعمه».

وتابع «قدوسي» أن الخارجية الإيرانية ذكرت أن الأطراف الغربية حاولت التفاوض مع إيران حول قضايا خارج الملف النووي، مضيفا أن «المفاوضات النووية كانت منصة الانطلاق لمفاوضات أخرى».

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بيانا شديد اللهجة انتقدت فيه تصريحات عضو البرلمان الإيراني عن مدينة مشهد.

ونفى بيان الخارجية، أن يكون وزير الخارجية الإيراني وجه رسالة خلال الأيام الأخيرة إلى نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، واعتبرت «مزاعمه بلا أساس وكاذبة ومتوهمة».

واتهمت الخارجية الإيرانية «قدوسي» بسوء النيات في إطلاق تصريحات ضد الخارجية، وقالت في بيان إن «إصراره وعناده في إثارة الادعاءات الكاذبة والواهية ضد أعلى المسؤولين في الجهاز الدبلوماسي من أجل تشويش الرأي العام».

ونقلت وسائل إعلام إيرانية أمس عن «قدوسي» قوله إن «ظريف» و«تيلرسون» تبادلا رسائل خلال الأيام القليلة الماضية.

وأضاف أن «ظريف» «وجه في رسالته أربعة مطالب من تيلرسون، ونأمل ألا ينفي وزير الخارجية ذلك، لأن كل ما يذكر مطابق للواقع».

ومن ضمن المطالب، فإن «ظريف» طالب الإدارة الأميركية الجديدة، بألا تمزق الاتفاق النووي، مهددا بأن إيران ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد أمريكا بسبب انتهاك الاتفاق النووي، كما تتضمن الرسالة مقترحا من «ظريف» لإجراء لقاء سري بين الطرفين في إسطنبول.

وفي تصريحه، أشار «قدوسي» إلى أن مطالب «ظريف»، وقال إنه «طالب وزير الخارجية الأميركي بتعيين ممثل خاص للاتفاق النووي»، ويقترح عليه اختيار وزير الخارجية السابق «جون كيري»، لأنه «يملك علاقات جيدة وشفافة مع الفريق المفاوض النووي».

ويؤكد «ظريف» ضرورة وجود «خط اتصال مباشر للحالات الطارئة والمواقف الخاصة» بين الخارجية الإيرانية والأميركية، وفق ما أوردت وكالة «نادي الصحافيين الشباب» التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون.

قبل شهرين أثار «كريمي قدوسي» جدلا واسعا بتسريبه تصريحات وزير الخارجية خلال اجتماع مغلق في البرلمان حول تمديد العقوبات على إيران لفترة عشر سنوات وتنفيذ الاتفاق النووي، وخلال تلك التصريحات كشف «قدوسي» عن طلب توجه به «ظريف» إلى منسقة السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي للتوسط بين طهران وواشنطن، وذلك بعد فوز «دونالد ترامب» في الانتخابات الرئاسية.

وفي جزء آخر من تصريحاته، فإن «قدوسي» هاجم، في تصريحه لوكالة «دانشجو»، مواقف الإدارة الإيرانية من الأزمة السورية، وقال إن ظريف «دعا إلى حل سلمي في القضية السورية حين كنا على بعد خطوتين من فتح حلب وكثير من القضايا الإقليمية».

ووصف «قدوسي» سياسة «روحاني» و«ظريف» بـ«غير المجدية»، وذلك في إشارة إلى معلومات سابقة حول خلافات عميقة بين الحرس الثوري والحكومة حول سوريا.

وقال «قدوسي» إن أطرافا حاولت حذف إيران من اجتماعات الآستانة، لكن موقف النظام السوري أعادها إلى طاولة المفاوضات، وقال إن «تيار المقاومة وليس ظريف من كان السبب في إدارة إيران مفاوضات الآستانة».

كذلك قدم «قدوسي» معلومات جديدة حول زيارة رئيس الوزراء السوري «عماد خميس» إلى طهران منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، وقال إنها جاءت بعد أيام من أوامر «روحاني» بوقف تصدير مائة ألف برميل من النفط إلى سوريا قبل أن تستأنف «بعد قرار عاجل».

ولم يذكر النائب في البرلمان الإيراني التوقيت الذي أدلى به وزير الخارجية ومساعده «عباس عراقجي» بتلك التصريحات.

وتقيم الخارجية الإيرانية كل ثلاثة أشهر عددا من الاجتماعات غير المعلنة مع لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان لبحث تنفيذ الاتفاق النووي.

كما اعتبر قدوسي قبول إيران القيود المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية في قرار «2231»، «خطأ استراتيجيا وتساهلا وغفلة».

وقالت الخارجية الإيرانية، إن دوافع شخصية وراء تلك التصريحات التي ذكرها «قدوسي» الذي يعد من أبرز النواب المعارضين لتوقيع الاتفاق النووي.

وأضاف بيان الخارجية أن نواب البرلمان والشعب الإيراني «على اطلاع جيد حول السياسة الخارجية الإيرانية، وأنها لا تتأثر بتلك التلقينات الخاطئة».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران الخارجية سوريا أمريكا ظريف ترامب جون كيري