صوّتت لـ«ترامب» والآن تخشى أن تفقد حياتها مع إلغاء نظام «أوباما كير» الصحي

الأربعاء 1 مارس 2017 08:03 ص

«كاثي واتسون» كانت قلقة بخصوص التأمين الصحي الخاص بها، حتى قبل أن تستيقظ من نومها وهي تلهث الشهر الماضي، وتهرع إلى مستشفى الطوارئ عندما تدهورت حالة قلبها الصحية.

فـ«واتسون» تعترف أنها عانت لسنوات مع عدم وجود تأمين صحي لها، خاصة في ظل مرض السكري الخاص بها وارتفاع ضغط الدم، ووجود نوعين من السرطان، وذلك قبل أن ينقذ حياتها نظام «أوباما كير».

المرأة التي صوتت لـ«دونالد ترامب»، والمؤمنة أن رجل الأعمال سوف يأتي بالتغيير، تغاضت عن وعد حملته بإلغاء مشروع الرعاية الصحية التي جاء به «أوباما».

والآن، وبينما هي تشاهد الرئيس الجديد يدفع ناحية قتل هذا المشروع الذي أنقذ حياتها في مرحلة حرجة، فإنها تجد نفسها مع أنصار «ترامب» الذين قاموا بالتصويت له، لكن عليهم أن يتعاملوا مع مخاوفهم بخصوص مستقبل الرعاية الصحية الخاص بهم. وصحيح إنها لم تتخل عن «ترامب»، إلا إن إحباطها يزداد بسبب وعوده باستبدال نظام «أوباما كير» ليحل محله شئ أفضل.

«واتسون» قالت وهي تجلس في الفناء المحيط ببيتها المتنقل شمال فلوريدا: «لقد مررت بمصاعب بما فيه الكفاية، ولا أريد أن أعود إلى ذلك».

ضمن ملايين يعتمدون على «أوباما كير»

السيدة «واتسون» هي واحدة ضمن ملايين الأمريكيين الذين يعتمدون على نظام «أوباما كير» الصحي، وهي تجسد مع من يشبهونها التحدي السياسي الذي يواجهه الجمهوريون الذين يتبارون في تحقيق تعهدهم بإلغاء نظام «أوباما كير»، دون الإضرار بالناس مثلها، الذين كانوا وقوداً لفوز ترامب غير المتوقع.

وهي أيضا حكاية تحذيرية لقادة الحزب الجمهوري، الذين وعدوا بخفض تكاليف الرعاية الصحية، من خلال تقليص قواعد التأمين، ما يهدد بإعادة فتح الفجوة التي كانت تترك 50 مليون أمريكي بدون حماية صحية، وهذه المرأة تدرك معنى هذه الفجوة أفضل من أي شخص.

فقصتها مثل قصة 150 مليون أمريكي، كانت تتمتع بالتغطية الصحية التي يوفرها صاحب عمل زوجها، الذي كان يصنع المنازل المحمولة، لكن، في 2001، اضطر زوجها لترك الوظيفة بعد إصابته، ولم تعد لديها تغطية، لأن عملها الصغير لم يكن يقدم تغطية من هذا النوع، وهنا «بدأ كابوسها» كما قالت.

شركات التأمين تنتقي من توافق عليه

«واطسون» حاولت أن تشتري تأميناً صحياً خاصاً بها، لكن شركات التأمين الصحية كانت تقوم بمسح فاحص لكي لا تضم الزبائن الذين يحتمل أن يكونوا مكلفين، ومع إن «ترامب» قال إنه سيحافظ على هذه الحماية، إلا إن خطط الجمهوريين الآخرين سوف تسمح للشركات بتكلفة الأشخاص المرضى أكثر.

بعد ذلك حاولت أن تحصل على تغطية صحية عن طريق بدء عمل صغير خاص بها، فشركات التأمين تفضل تغطية مجموعة من الموظفين، والذين يعدون مخاطرة أفضل من الشخص الواحد.

في 2003، فتحت «واطسون» مكتباً يقوم بخدمة تحصيل الديون للشركات الصغيرة، وقد كان العمل جيداً واستقدمت ثلاث موظفين، لكنها أيضاً لم تستطع أن تقنع شركات التأمين بأن تقبلها.

أصبحت واتسون وزجها أكثر يأساً، فقد كانت فواتيره الطبية الخاصة بالإصابة تتراكم، كما إنها هي نفسها كانت تشعر بزيادة المرض، مع حمى دورية وتورم الغدد، والتي جعلت العمل صعباً، ومع إن طبيباً محلياً وافق على إمدادها بالرعاية الطبية الأساسية، مقابل أن تساعده في فواتيره، إلا إنها لم تكن قادرة على تغطية الاختبارات الطبية غالية الثمن، لكي تكتشف ما يجعلها مريضة حتى عام 2009.

آنذاك تم تشخيص إصابتها بورم اللا هودجكين اللمفاوي، الذي يعد نوعاً من أنواع سرطان الدم.

واتسون قالت إن ذلك جعلها «تفقد كل شئ»، فقد باعت حسابات تقاعدها، ورهنت منزلها، وقد ساعدها أصدقاؤها في التنقل بين المستشفيات حيث عوملت «كمواطنة من درجة ثانية»، لأنها افتقدت وجود التأمين الصحي، وقد ساعدها والداها المسنان في الفواتير الطبية العديدة.

فخاخ شركات التأمين

شعرت واتسون بالراحة لفترة قصيرة من الوقت بعد أن وافقت شركة تأمين على تغطيتها، لكن ذلك اختفى عندما اكشفت أنها لا تغطي التكاليف الطبية الكبيرة، وهو فخ يقع فيه الكثير من المستهلكين عندما تكون شركات التأمين غير مراقبة بشكل كافي، ومع إن من الإلزامي الآن أن تغطي شركات التأمين مجموعة أساسية من الفوائد، إلا إن زعماء الحزب الجمهوري يطالبون بتقليص ذلك.

ديون هذه المرأة وزوجها بسبب التكاليف الطبية وصلت إلى 100 ألف دولار، وقد كان ذلك هو الوقت بالضبط الذي ظهر فيه قانون الرعاية الصحية لـ«أوباما»، ليتم التخفيف عنها عنها، بفضل هذا البرنامج المؤقت الذي تم عمله في 2011 لأناس مثل «واطسون»، الذين لم يغطهم تأمين صحي.

فعندها تمكنت من الحصول على تغطية بتكلفة 363 دولاراً في الشهر، والآن جسدها خالٍ من السرطان، وقد كانت «لتخسر كل شئ بدونه» كما قالت.

أوباما كير أنقذ منخفضي الدخل من الانهيار

فقبل مشروع «أوباما كير»، كانت الكثير من الولايات تجري برامج مشابهة، وهي الخطة التي يريد قادة الحزب الجمهوري إعادتها، لكن المشكلة، إن معظم هذه الخطط أصبحت مكلفة جداً، لأنها لم تضم إلا الأشخاص المرضى، وهو ما جعل معظمها يتوقف عن ضم الناس.

مشروع «أوباما كير» الذي ساعد «واطسون»، توقف عن تسجيل الناس بسبب التكاليف في بواكير 2013.

عندما تركت واطسون هذه الوظيفة في نهاية السنة الماضية لم يكن لديها مشكلة، لأن نظام «أوباما كير»، لم يتركها تسقط في فجوة من التغطية.

بعد أن رأت واتسون إعلاناً تلفزيونياً من شركة «فلوريدا بلو»، التي تعد أضخم شركة تأمين في الولاية، اتصلت بالشركة، وفي أقل من نصف ساعة تم ضمها إلى التغطية الصحية، على الرغم من تاريخها المرضي الطويل.

الخطة تتطلب دفع 664 دولاراً في الشهر، لكن، وبما إن خطة «أوباما كير» تقدم الدعم للأمريكيين متوسطي ومنخفضي الدخل في العادة، فإن «واطسون» لم تكن تدفع شيئاً.

 ومع إن «واطسون» تعاني مع مشكلة صمامين في القلب، مع السكري والتهاب المفاصل المزمن، إلا إنها تتدرب لتعود للعمل على تراخيص العقارات، كي تعود لتأمين صحي تدعمه الحكومة.

لم أعد متأكدة حول «ترامب»

لكن واطسون تشعر بالضيق مما تسمعه من الرئيس الجديد، قائلة: «سوف أعطيه المزيد من الوقت»، مضيفة: «لكنني لم أعد متأكدة من ترامب بعد الآن».

واتسون قالت إنها جاهزة للذهاب إلى واشنطن كي تخبر المشرّعين ألا يتراجعوا عن نظام أوباما كير، قائلة: «تخيل نفسك مكاني، أنا لم أخطط لخوض هذا، لقد عملت محامية، وكنت أكسب المال بشكل جيد، وأنا لست هنا لأحصل على شئ مقابل لا شئ، أنا أريد فقط أن أكون بصحتي، وأن أدفع فواتيري وأمضي في حياتي».

المصدر | لوس أنجلوس تايمز

  كلمات مفتاحية

ترامب أوباما أوباما كير