يقيم الموسيقار المصري «عمر خيرت»، غدا الجمعة، حفلاً موسيقاً في مدينة جدة، غربي السعودية، هو الأول بالنسبة له.

الحفل تنظمه «الهيئة العامة للترفيه» التي يتصاعد الجدل في المملكة حول أنشطتها بين تيار محافظ يعتبرها أداة لـ«تغريب المجتمع»، وتيار ليبرالي مدافع عنها. (طالع أيضا: السعودية.. «هيئة الترفيه» تشعل صراعا بين المحافظين والليبراليين.. و«كبار العلماء» تلتزم الصمت)

كما يأتي في وقت تمر فيه العلاقات السعودية المصرية بتوتر حاد على خلفية تناقض مواقف البلدين من ملفات إقليمية، وخاصة الملف السوري.

وقال موقع «العربية نت» إن «عمر خيرت» عزف مقطوعة موسيقية بعنوان «من شعب مصر إلى السعودية» في جامعة القاهرة في أبريل/نيسان الماضي، خلال زيارة أجراها إلى مصر الملك «سلمان عبد العزيز»، آنذاك، وغدا الجمعة تحط أنغام الموسيقار المصري في مدينة جدة .

يقام الحفل على مسرح مفتوح في حديقة جمان داخل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بحضور 800 شخص.

ويحظى الحفل بإقبال كبير؛ حيث نفدت جميع تذاكره رغم ارتفاع أسعارها التي تتراوح بين 1000 و2200 ريال، حسب «العربية نت».

بينما أبدى «خيرت» سعادته بالحفل، معتبراً أن حلمه بالعزف في السعودية تحقق أخيراً.

وفي الفترة الأخيرة، تشهد الساحة السعودية صراعا محتدما بين التيارين المحافظ والليبرالي بشأن الأنشطة التي تقيمها وتشرف عليها «الهيئة العامة للترفيه».

فبين مقالات على الصحف، ووسومات على موقع «تويتر».. تواصلت المعركة بين الجانبين خلال الأيام الماضية، وفجرتها أنشطة نظمتها الهيئة الجديدة في مدن سعودية بينها جدة (غرب) والرياض (وسط) والدمام (شرق)، وتضمنت حفلات راقصة وغنائية، وهو ما رأي فيه التيار المحافظ «تغريباً» و«مسخاً» لهوية المجتمع السعودي المحافظ بطبعه، بينما دافع عن الهيئة التيار الليبرالي بشدة.

ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.

يذكر أن «الهيئة العامة للترفيه هي هيئة سعودية تم إنشاؤها في 7 مايو/أيار 2016، وتُعنى هذه الهيئة بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، وأول رئيس لها هو «أحمد بن عقيل الخطيب».

وكان قرار إنشاء هذه الهيئة إحدى القرارات الملكية التي تأتي تماشيًا مع إعلان المملكة لرؤيتها المستقبلية 2030؛ لما يمثله قطاع الترفيه من أهميّة كبرى في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، ومنح المدن قدرة تنافسيّة دوليّة.

وفي 25 أبريل/نيسان 2016، أشار ولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، يوم تدشينه رؤية السعودية 2030، إلى دفع الحكومة لتفعيل دور الصناديق الحكومية المختلفة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين من داخل وخارج المملكة، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها.