قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، إن وزيري خارجية تركيا وألمانيا اتفقا على عقد لقاء بينهما في ألمانيا في الثامن من مارس/آذار الجاري لبحث التوتر بين البلدين، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.

وتوترت العلاقات بين البلدين بعد أن ألغت السلطات المحلية في ألمانيا خلال الأسبوع الجاري اجتماعين للجالية التركية هناك كان من المفترض أن يتحدث خلالهما وزيران تركيان.

وقالت المصادر إن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» عبر مرة أخرى في مكالمة هاتفية مع نظيره الألماني «زيغمار غابرييل» عن «إنزعاج» أنقرة من قرارات برلين، والتي ترتب عليها إلغاء اجتماعين للجالية التركية.

وأمس الخميس، ألغت السلطات في مدينة غاغناو الألمانية ترخيصا كانت منحته لـ«اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين» لعقد اجتماع في المدينة؛ بدعوى وجود «نقص في المرافق الخدمية» اللازمة لاستقبال عدد كبير من الزوار متوقع أن يتوافد على مكان الاجتماع.

وعلى إثر ذلك ألغى وزير العدل التركي «بكر بوزداغ» زيارته إلى ألمانيا حيث كان سيشارك في الاجتماع وسيلتقي نظيره الألماني.

وكانت مدينة كولونيا الألمانية ألغت الأحد الماضي تجمعا مماثلا كان من المفترض أن يتكلم خلاله وزير الاقتصاد التركي «نهاد زيبكجي» على خلفية مخاوف أمنية.

وكان الاجتماعان جزءا من جهود أنقرة لحشد التأييد بين الجالية التركية في ألمانيا التي يقدر عددها بنحو 1.5 مليون تركي لتعديلات دستورية ستطرح في استفتاء في أبريل/نيسان المقبل وتستهدف تعديل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي.

وعلى خلفية إلغاء الاجتماعين، استدعت الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة، أمس، لاستيضاح الأمر.

انتقادات تركية شديدة لألمانيا

كما وجه مسؤولون أتراك انتقادات شديدة لبرلين اليوم الجمعة.

وقال وزير الخارجية «مولود جاويش أوغلو»، للصحفيين، إنه يتعين على ألمانيا أن «تتعلم كيف تحسن التصرف» إذا أرادت أن تحافظ على العلاقات.

بينما خاطب وزير العدل التركي الألمان قائلاً: «ليلقوا نظرة على تاريخهم. نرى أن الأمراض القديمة قد عادت للظهور. عليهم أن ينشغلوا بمعالجة هذه الأمراض».

ووصف «بوزداغ» ألمانيا بأنها الملجأ الآمن لأعداء تركيا.

وقال: «ألمانيا اليوم باتت ملجأ لجميع من يرتكبون جرائم ضد تركيا مثل أعضاء تنظيم بي كا كا الإرهابي (حزب العمال الكردستاني) وتنظيم كولن الإرهابي وأولئك الذين قاموا بالانقلاب وكل من يرتكب جرائم ضد تركيا قد هربوا إلى هناك».

وأضاف: «هذا قرار يتخطى نطاق البلدية. إنه تصرف مشين ينافي الأصول الدبلوماسية».

وتتهم السلطات التركية «فتح الله كولن» المقيم في الولايات المتحدة بتدبير الانقلاب في يوليو/تموز الماضي، وصنفت منظمته «حركة إرهابية».

وتدهورت العلاقات المضطربة أصلا بين البلدين إلى مستوى جديد وسط انتقادات متنامية في ألمانيا لاعتقال تركيا الصحفي «دينيز يوغيل» مراسل صحيفة «دي فيل»  الألمانية الإثنين الماضي.

وقال «سيغمار غابرييل» وزير الخارجية الألماني للصحفيين في كييف إن الاعتقال تسبب بأضرار جسيمة للعلاقات بين البلدين.

وتخشى ألمانيا من تنامي التوتر مع تركيا وهي تسعى إلى تأكيد التزام أنقرة المستمر بالإجراءات التي تمنع التحركات الكبرى للاجئين من تركيا إلى أوروبا.