قررت السلطات المصرية، رفع إعلان «أنتي عانس» من الشوارع، باعتبارها «سخافة»، في الوقت الذي تواصل الجدل حول الحملة بين مدافع عن حقوق المرأة واعتبارها إساءة لها.

ونقلت صحف مصرية، عن اللواء «عاطف يعقوب» رئيس جهاز حماية المستهلك (حكومي)، قوله إن هناك قرارا اتخذ برفع إعلان «أنتى عانس» من الشوارع.

وأضاف: «إن لم ينفذ سيتم تحويل الشركة للنيابة العامة»، لافتًا إلى أن «الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، اتصلت به هاتفيا، وأخبرته بالإعلان، وهو لشركة زيوت».

ووصف «يعقوب» الإعلان بـ«منتهى السخافة».

وأشار إلى أن الإعلان يحض على العنف الأسري، قائلا: «ده إعلان يقول أكسرلها ضلع يطلعها أربعة وعشرين، وبيحض على العنف ضد المرأة».

وكشف أنه تم استدعاء رئيس مجلس إدارة الشركة، وكذلك رئيس الشركة المعلنة، للتباحث معهما حول الحملة الإعلانية.

انتقادات

وبحسب «اليوم السابع»، كان الإعلان الأول محط النقد اللاذع من قبل رواد «فيسبوك»، الذين تداولوا إعلانات الحملة، كان عبارة عن جملة «أنتى عانس»، وهى الجملة التى تمثل سلاطة لسان فى المجتمع المصرى تؤذى مشاعر الفتاة التى ما زالت لم تتزوج بعد.

وترى بعض الفتيات أن هذه العبارة لابد لها أن تختفى من المجتمع، معتبرين أنها كلمة تمثل تدًخلًا سافرًا فى حق كل فتاة، مشددين على أن ظهورها ضمن حملة دعائية أمر غير مقبول.

المثل أو العبارة الأخرى التى نددت بها السيدات، هى «اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24»، وهو ما اعتبره بعضهن إساءة كاملة فى حق المرأة التى خلقها الله بطبيعة طيبة ولينة مليئة بالمشاعر الدافئة والحنان.

جدل

وكانت حملة «أنتي عانس» التي أطلقتها إحدى الشركات الشهيرة في مصر مؤخرا، جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفتيات والسيدات اللاتي اعتبرن فكرتها «إهانة لتاء التأنيث».

وتداول نشطاء فيسبوك صورة لإحدى اللوحات الإعلانية، الخاصة بالحملة والتي علقتها الشركة أعلى جسور وسط القاهرة، للترويج لمنتجها تحت عنوان «أنتي عانس»، موجهين اتهامات لأصحاب الفكرة باعتبارها «إساءة واضحة».

اللوحة الإعلانية تحمل صورة لسيدة تبدو حزينة ومكتوبًا عليها «إنتي عانس»، وتحمل وسما «أنتي المَثَل»، وتحث السيدات على إرسال القصص الخاصة بكل واحدة منهن ومعاناتهن مع العنوسة عبر الوسم، كما تحمل الصورة اسم لزيت طعام تروج له الشركة.

ولا يوجد رابط بين زيت الطعام الذي يتم الترويج له والعنوسة، ولكن ناشطون اعتبروا أن الشركة حاولت لفت الانتباه لمنتجها بطريقة مبتكرة عبر الحديث عن مشكلة اجتماعية كثيرا ما يتم تداولها على المستوى الشعبي والإعلامي في مصر.

مواجهة

ويتولى القائمون على الحملة، وفق ما يقولون، خلق مَثل جديد أو حكمة لكل قصة ويتم نشرها على الصفحة الرسمية للمنتج عبر «فيسبوك»، كنوع من المشاركة في التخفيف عن الفتيات اللاتي تعانين العنوسة، في محاولة للدعم المعنوي ورفض نظرة المجتمع لهن.

بينما اعتبر «نادر خليل» المالك والمسؤول عن شركة الإعلانات المنفذة للحملة الإعلانية الجديدة، أن الهدف الحقيقي المراد من الحملة هو تنبيه الناس إلى ضرورة الكف عن استخدام الأمثال الشعبية والكلمات الجارحة التي تسيء للمرأة.

وأضاف «خليل» في تصريحات صحفية، أن فكرة الحملة بالتأكيد مع المرأة وليست ضدها كما يعتقد البعض، ونسعى خلالها لتوعية الأفراد بعدم استخدام الأمثال التي تسيء للمرأة والكلمات الجارحة مثل «عانس» و«عريس في البيت ولا شهادة (جامعية) على الحيط (الحائط)» وغيرها من الكلمات غير اللائقة.

وأوضح أن الفكرة الأساسية لحملة «أنتي المَثل» تتمثل في حث السيدات على إرسال القصص الخاصة بكل واحدة منهن ومعاناتهن عبر الهاشتاج الذي يحمل نفس الاسم، ويتولى القائمون على الحملة خلق مَثل جديد لكل قصة ويتم نشرها على الصفحة الرسمية للمنتج عبر فيسبوك، كنوع من الدعم.

وأشار إلى أن هناك سوء فهم ولكن من لم يفهم فكرة الحملة عندما يدخل على الصفحة الرسمية للمنتج يدرك أننا ندعم السيدة المصرية، نريد خلق أمثال جديدة حتى يمتنع الناس عن استخدام الأمثلة الشعبية القديمة التي تقلل من السيدة المصرية.

وفي عام 2016، قال الجهاز القومي للإحصاء والتعبئة (حكومي) إن إجمالى عدد النساء فى مصر يبلغ 44 مليونا و100 امرأة، وسط تقارير رسمية مماثلة تتحدث عن وجود 13 مليون فتاة في سن الزواج ولم يتزوجن بعد، وهو ما يشير البعض إليهن بالعوانس.

إساءة للمرأة

وبحسب «هافنغتون بوست» قالت الناشطة «علياء الحديدي» إن هذا اللفظ المستخدم في الإعلان «إنتي عانس» يسيء للمرأة، مضيفة: «ارتباط اللفظ بالأنثى التي لم يسبق لها زواج، هو العار نفسه».

أما «نهاد أبو القمصان» رئيسة «المركز المصري لحقوق المرأة» (مستقل)، فقالت إن «الحملة (الإعلانية) لها بعد إنساني واجتماعي مهم وجميل، لكن الدعاية المصاحبة لها ليست لها علاقة بحقوق المرأة، وتكرس ثقافة عنصرية كانت الحملة تستهدف محاربتها».

وأضافت، في تصريحات صحفية، أن «منظمي الحملة يجب عليهم إزالة تلك اللافتات المسيئة لكرامة المرأة، واختيار شعارات مناسبة تؤدي الغرض وتحقق الهدف المناسب والمرجو منها».

وكانت الشركة المسؤولة عن تنفيذ الحملة، تستعد إلى إطلاق المزيد من اللوحات الإعلانية المشابهة في شوارع وميادين العاصمة في الفترة القليلة المقبلة، والتي تؤكد هدف الحملة في مناهضة استخدام الألفاظ والأمثلة الشعبية المسيئة للمرأة.