قوات «حفتر» تخسر «رأس لانوف» و16عسكريا خلال معارك النفط شمال ليبيا

الأحد 5 مارس 2017 07:03 ص

قتل 16 عسكريا من القوات التابعة للجنرال الليبي المنشق اللواء «خليفة حفتر»، خلال الاشتباكات المندلعة على مدار اليومين الماضيين، مع تجمع «سرايا الدفاع عن بنغازي»، بمنطقة الهلال النفطي (شمال وسط)، والتي تضم أهم موانئ تصدير البترول في ليبيا.

وخسرت قوات «حفتر» المدعومة من مصر والإمارات، موقعا نفطيا هاما في شمال شرق ليبيا، بعد نجاح «سرايا الدفاع عن بنغازي» في السيطرة على موقع «رأس لانوف».

وقال مصدر طبي بمستشفى «محمد المقريف» الحكومي بمدينة أجدابيا القريبة من الهلال النفطي، إن «مسعفين من الهلال الأحمر الليبي جلبوا حتى مساء السبت 16 جثة لعسكريين قتلوا خلال الاشتباكات الجارية بالمنطقة، بالإضافة إلى 11 جريحا ».

ورجح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن تلك الحصيلة مرجحة للارتفاع كون الهلال الأحمر لم يدخل إلي جميع المناطق التي تدور بها المعارك، بحسب وكالة أنباء «الأناضول».

وأقر العقيد «أحمد المسماري» المتحدث باسم قوات «حفتر» بتعرض مطار «رأس لانوف» الرئيسي، (قريب من الهلال النفطي) لهجوم، قائلا: «إن سرايا الدفاع عن بنغازي وصلت الى مطار رأس لانوف الرئيسي وهي مزودة بمدرعات حديثة ورادار للتشويش على الدفاع الجوي».

وأضاف «المسماري»: «قررنا سحب كل الطائرات إلى مناطق خلفية آمنة»، وفق ما نقلته فرانس برس «أ ف ب».

وزعم «المسماري»، «تمكن قوات حفتر من السيطرة على الموقف وتدمير 40 % من آليات المهاجمين».

لكن المقدم طيار «شريف العوامي»، آمر غرفة عمليات القوات الجوية المنطقة الوسطى، أقر بالهزيمة، قائلا:«انسحبنا من المطار العسكري في رأس لانوف، ربما نخسر معركة لكن الحرب في الهلال النفطي بدأت من الآن».

وانهار أمس الحوار الليبي بعدما أعلن مجلس نواب طبرق شرق ليبيا التابع لـ«حفتر»، مقاطعته على نحو يهدد المساعي السياسية لإيجاد تسوية سلمية للأزمة الليبية، بعد دخول النفط الليبي بقوة على أجندة الصراع العسكري.

و«سرايا الدفاع عن بنغازي» عبارة عن تشكيل عسكري أعلنت عنه شخصيات بارزة، مطلع يونيو/ حزيران الماضي، لنصرة «مجلس شورى بنغازي» (تحالف كتائب شاركت في إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011) في مواجهة قوات «حفتر».

وعلى الصعيد الميداني، قال مسؤول أمني بقوات «حفتر»:«هم (سرايا بنغازي) لا يزالون يسيطرون على المنطقة السكنية بمدينة رأس لانوف حتي اللحظة ويقيمون نقاط تفتيش متفرقة، لكن قوات الجيش تستعد لاقتحامها».

ولفت إلى أن قواته عززت تواجدها بعناصر جديدة، وعلى الطرف الآخر عززت السرايا قواتها بـ«27 سيارة مسلحة إلى منطقة الجفرة باتجاه الهلال النفطي».

وأشار إلى أن «الطائرات الحربية (تابعة لقوات حفتر) تساندنا في القتال واستطاعت تدمير 16 سيارة مسلحة للسرايا»، دون تفاصيل.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من مصدر بالسرايا حول ما ذكره المسؤول الأمني التابع لقوات حفتر، غير أن إعلام محلي نقل أمس السبت عن قيادي بالسرايا أن قواته سيطرت على «النوفلية» و«بن جواد» و«السدرة» و«راس لانوف»، المحيطة بالهلال النفطي.

ويعد هذا الهجوم من قبل «سرايا الدفاع عن بنغازي» هو الثالث على مناطق الهلال النفطي منذ نحو 5 أشهر.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، سيطرت القوات الموالية لـ«حفتر» على الموانئ النفطية التي تعد المنفذ الرئيسي لتصدير النفط الليبي.

ويأتي الهجوم فيما اختتم «فائز السراج»، رئيس الحكومة المدعوم من الأمم المتحدة، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، لطلب وساطتها مع «حفتر».

ونفت حكومة «السراج» أي علاقة لها بهذا التصعيد العسكري، وقالت إنها لم تصدر أي تعليمات أو أوامر لأي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة، وأعلنت «إدانتها الشديدة لهذا التصعيد الخطير، الذي يحبط آمال الليبيين في حقن الدماء»، محذرة من أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر التصعيد في تلك المنطقة أو غيرها».

وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ إطاحة نظام «معمر القذافي» في 2011 ، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة الوفاق في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق لا تعترف بها وتتبع لها قوات مسلحة يقودها المشير «خليفة حفتر».

وكانت قوات حفتر سيطرت في سبتمبر/آيلول الماضي على موانئ النفط الأربعة في شمال شرق ليبيا (الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة) التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي.

من جهته دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا «مارتن كوبلر» إلى تجنب التصعيد.

وقال على حسابه في تويتر «أاطالب الطرفين بالامتناع عن أي تصعيد وضمان حماية المدنيين والموارد الطبيعية والمنشات النفطية الليبية».

وتراجع انتاج ليبيا من النفط إلى خمس ما كان في 2010، في الوقت الذي تملك فيه البلاد أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا يقدر بـ48 مليار برميل.

وأثار الهجوم مخاوف من تصعيد جديد للعنف حول الموانئ، وتعريض زيادة إنتاج ليبيا من النفط للخطر، إذ رغم إعادة فتح ميناءي السدر ورأس لانوف أمام التصدير فإن أضرارا بالغة لحقت بهما نتيجة قتال سابق، وأصبحا يعملان بأقل كثيرا من قدرتهما.

وعقدت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط اجتماعا طارئا، أول من أمس، بهدف بحث سبل حماية منشآت النفط في المنطقة ومراجعة جداول التحميل الحالية. لكن لم تذكر تفاصيل أي إجراءات محددة اتخذت، أو توضح ما إذا كان هناك أي تغيير في العمليات بالموانئ.

ويصل إنتاج ليبيا النفطي في الآونة الأخيرة إلى نحو 700 ألف برميل يوميا، وهو ما يزيد عن مثلي إنتاجها العام الماضي. لكنه لا يزال أقل بكثير من إنتاجها قبل انتفاضة عام 2011، حيث كان يبلغ وقتها 1.6 مليون برميل نفط يوميا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر طبرق رأس لانوف سرايا الدفاع عن بنغازي ليبيا فائز السراج