الولايات المتحدة تعزز وجودها في منبج وتركيا تدفع بالمزيد من قواتها بنفس الاتجاه

الأحد 5 مارس 2017 07:03 ص

دفعت روسيا والنظام السوري بآليات ومدرعات عسكرية إلى ريف منبج الغربي للسيطرة على القرى والبلدات التي سلمها إياها «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المشكلة من مقاتلي «الاتحاد الديمقراطي الكردي» وفصائل كردية أخرى، مما تسبب بنزوح عشرات آلاف المدنيين من سكان هذه القرى إلى داخل مدينة منبج.

وقال المتحدث باسم التحالف المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة الولايات المتحدة، «جون دوريان»، عبر موقع «تويتر»، إن الجيش «عزز وجوده في منبج وحولها لردع الأعمال العدائية وتعزيز الحكم وضمان ألا يكون هناك وجود مستمر لوحدات حماية الشعب (الكردية)».

ووفقا لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أكد «دوريان» الصور التي انتشرت عبر الإنترنت وتظهر مركبات للجيش الأمريكي تتحرك إلى منبج، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تهدف إلى «ردع العدوان وجعل التركيز ينصب على هزيمة» تنظيم «الدولة الإسلامية».

جاء ذلك غداة إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «جيف ديفيس» أن واشنطن على علم بأن هناك قوافل إنسانية يدعمها الروس والنظام السوري متجهة إلى منبج، مشيرا إلى أن هذه القوافل تشتمل على سيارات مصفحة.

من جهة أخرى، واصلت أنقرة تحذيراتها للقوات الكردية في منبج ومطالباتها لواشنطن بإخراج عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» من المدينة الواقعة شرق حلب إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، ولوحت بضربة قاضية لهم إذا لم ينفذوا الانسحاب.

وقال وزير الدفاع التركي «فكري إيشق»، في تصريحات أمس السبت: «إن بلاده تدرك جيدا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يسعى لتشكيل منطقة خاصة به في شمال سوريا ويظهر جرأة في ذلك، لكن القوات المسلحة التركية ستنزل الضربة القاضية بهم حين يجرؤون على مثل هذه الأمور».

ولفت «إيشق» إلى العملية التي نفذت ضد قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» عندما حاول التقدم من عفرين نحو الشرق ومن منبج نحو الغرب، حيث تم تحييد أكثر من 200 من عناصره (التحييد يشمل القتل والإصابة والاعتقال والاستسلام)، قائلا إنهم لم يجرؤوا بعدها على القيام بحملات كبيرة ضد الجيش التركي لأنهم يعلمون جيدا ماذا سيواجهون.

واعتبر «إيشق» أن عناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» اتفقت مع النظام السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية»، عندما شعروا بجدية تركيا في اقتلاعهم من مدينة منبج، في إشارة إلى تسليم قرى منبج التي يسيطرون عليها إلى جيش النظام السوري، لافتا إلى أن مناطق الشمال السوري تشهد حاليا تحركا عسكريا كبيرا.

وقال «إيشق» إن «وحدات حماية الشعب الكردية» لا تمثل أكراد سوريا ولا تعمل من أجل تأمين مصالحهم وإنها الأكثر إجراما بحقهم، داعيا الولايات المتحدة وجميع الدول المشاركة في «التحالف الدولي» لمكافحة «الدولة الإسلامية»، إلى الحذر من التطورات الخطيرة الحاصلة في الشمال السوري، محذرا من عواقب التحرش بالجيش التركي في تلك المناطق.

من جهة ثانية، أعلنت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، أن قوات روسية دخلت مع قوات النظام إلى المناطق التي أعلن «مجلس منبج العسكري» الانسحاب منها.

وبث ناشطون صورا لمدرعات عسكرية روسية وأخرى تابعة لقوات النظام لحظة دخولها إلى القرى السورية في ريف منبج الغربي، كما نشروا صورا تظهر مدرعات أمريكية، تنتشر في ذات المنطقة.

وأفادت «شبكة شام» أيضا بأن أنقرة دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية من مدرعات ودبابات إلى المنطقة نفسها، في مشهد هو الأول من نوعه في سوريا.

وساد التوتر خط التماس في ريف منبج الغربي والجنوبي، وعلى طول محاور سيطرة «مجلس منبج العسكري» وقوات عملية «درع الفرات».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن معارك الكر والفر تواصلت بين الطرفين، قائلا إن مقاتلي «مجلس منبج العسكري» تمكنوا من فرض سيطرتهم على قرية جب الحميرا الواقعة بين خط السيطرة الذي تقدمت إليه قوات النظام، وبين أوتوستراد حلب-الحسكة الذي يمر في منطقة الباب.

وتزامنت الاشتباكات مع حركة نزوح واسعة نحو مناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري»، حيث قال «المرصد السوري» إن عشرات آلاف من المدنيين بينهم آلاف الأطفال والنساء، فروا إلى مناطق سيطرة مجلس منبج في المدينة وريفها، وسط ضعف في إمكانيات تقديم المساعدات الكاملة للمدنيين النازحين، لافتا في الوقت نفسه إلى أن مئات المدنيين الآخرين، فروا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات (درع الفرات) في مدينة أعزاز وريفها بريف حلب الشمالي.

وتقع منبج شمال شرق مدينة الباب وتبعد عنها نحو 45 كيلومترا، وكانت المدينة تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» حتى أغسطس/آب الماضي.

وسبق للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أن أعلن مرارا أنه بعد الباب، تنوي قواته التوجه إلى منبج، ومنها إلى الرقة (شمال)، المعقل الأبرز لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا.

المصدر | الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا روسيا الولايات المتحدة منبج قوات سوريا الديمقراطية الأكراد