المعارض المصري «عصام سلطان» يرسل قصيدة من سجن العقرب واصفا قسوته

الثلاثاء 7 مارس 2017 06:03 ص

أرسل المحامي المصري المُعتقل «عصام سلطان»، نائب رئيس حزب «الوسط» برسالة من محبسه، تحتوي على قصيدة طويلة خطها بيده من داخل سجن العقرب.

وعبر «سلطان» في بداية قصيدته عن الظلم الذي يتعرض له المعتقلون داخل السجن، الذي وصف نهاره بالجمرة الحمراء وجدرانه صخر صلب، مؤكدًا أنه من اشتكي الواحد منهم من أي داء «فهو متروك للموت».

وافتتح «سلطان» أبيات القصيدة بالقول:

نادِ الخلائق تشهد الشعر .. العقرب الشـــمس ناظمِ الكلم

حكاية سجنٍ شاع ظلامهُ .. وذاع عذابــــــهُ بالوادِ والقممِ

بين السجون لا يضارع له .. حـــــــقدٌ وكرهٌ وروح منتقمِ

هو الجمرة الحمراء نهار صيفه..والزمهرير شتاه بلا رحمِ

جدرانه الصخر وأبوابه الصُلب ..كبِنَا ثمود وعـادٍ بذي إرمِ

الجوع يفترس البطون توحشًا ..حتى بدا الأُسَارى جلدا على عظمِ

والمنعُ أصلٌ والبينُ فصلٌ .. فلا وصالُ ولا اتصالٌ بذي رحمِ

وأسرابُ البعوضِ لا نهاية لها .. تشربُ دماءً وخزًا بلا سأمِ

 فإذا أصابك داءٌ فأنت متروكٌ .. نهبًا إلى الموتِ أو موتًا من الورمِ

والفكرُ محظورٌ والرأيُ ملفوظٌ .. فلا يحلمن بنانك لمسة القلمِ

فإن ضبطت لديك قصاصةٌ .. فأنت مرتكبٌ لأبشع الجرمِ

 تزيدك منعًا إلى مــنعِ .. تكيلك تهـمًا إلى تهمِ

 ذق العذاب ألوانًا مبرمجة .. هو في المناهج موضوعٌ من القدمِ

واصرخ بصوتك تحت السوط منفجرًا .. إنَّ الصراخ ضربٌ من الألمِ

هذا اختيارك يا قائد الثوَّار .. منه فاشرب ولا تشـــــــكو ولا تلُمِ

 وإن شكوت إلى القاضي بمظلمةٍ .. سمع الــعدالة داءٌ من الصممِ

 فلا تأمل بشكواك عدلهُمُ .. بعض القضاة نوعٌ مـن البُهمِ

نحن الزبانيةُ وهم حماة فعلتنا .. إنَّا وهم عزفٌ علـى نغمِ

متى أُمِرنا صدعنا لسيدنا .. بالانبطاح لعــقًا فلا لممِ

أو قل إن شئت تعبده .. هو العجـل في هيئة الصنمِ

أما الحقيقة وفقاً لما أقره «سلطان» في القصيدة التي أرسلها إلى شبكة «رصد» فإن المُعتقل يحيا في شرف ونور، يجعل من زنزانته الانفرادية مفتوحة على الحرم الشريف، فيما كلماته سوط يسقط على رأس السجان، مضيفاً:

قف أيها السجان عمَّا تقارفه .. حديثك الغزَ شيء من السقمِ

زنزانتي نورٌ يستضاءُ به .. محمولٌ موصولٌ إلى الحرمِ

خزق عينيك يوم فتحت بابها .. مطأطأ الرأس مغلق الفمِ

أدماك قولي كأنه سوط .. هوى عليك فكنت هارب الدمِ

تسائل نفسك كل ليلة .. من المسجون ومن السجان عن رغمِ؟

ومفتخراً بموقفه أمام الظلم أكد «سلطان» على فخره بأن يكون قائداً للثوار، راغباً في إحياء الملايين من الموات، وهو ما يختلف فيه عن الخائن الذي يبيع الأوطان ويقف ضد حريتها.

نعم أنا هو قائد الثوار .. أو قائد الأحرار في مصر والأممِ

أتيه فخرا بعقيدتي التي .. أحيت ملايين طهرا من الرممِ

وحضارتي التي احتوت فيها .. على رشيدٍ ومأمونٍ ومعتصمِ

لسنا كمثل من باع بلاده .. يا فاقد الحس بل يا عادمَ الفهمِ

 فشلت في كل الأمور فليتك .. في بيت أمك لا في سدة الحكم

ويعير «سلطان» سجانه بفشله في إدارة شؤون مصر، مع كونه المسجون أرفع شرفاً منه:

مراهقٌ أنت في كل سعيك .. أو شبه كهل لمَّا ينفطمِ

سيصدق فيك قول جدتي .. من يخدم الغزَّ ينداس بالقدمِ

لو جئتني حملا بألف عقربٍ .. لشكرتُ فيك خصلة الكرمِ

إن العقارب لا تقرب دمى الحر .. فإن فعلت ماتت من السمِ

 فلا تعجبن لعقرب منهم .. يلدغك بالشعر أو يقذفك بالحممِ

قرضت القصيد ولستُ بشاعر .. فلبردة النبي نسبي ومختتمي

الجدير بالذكر أنه تم القبض على «عصام سلطان»، يوم 29 من يوليو/تموز 2013 بمنطقة المقطم بالقاهرة، وتم نقله إلى سجن طرة، وتم اتهامه بأكثر من 15 قضية، أبرزها إهانة القضاء وقلب نظام الحكم، بالاضافة إلي القضية المعروفة إعلاميًا بـ«غرفة عمليات رابعة العدوية».

وفي 25 فبراير/شباط 2016 بدأ «عصام سلطان» وعدد من المعتقلين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، احتجاجًا على الأوضاع السيئة وغير الإنسانية التي يتعرضون لها داخل سجن «العقرب.

وعلقت زوجته على الإضراب قائلة: «احتجاجًا على الأوضاع اللإنسانية في مقبرة العقرب؛ حيث يتم منع كل المستلزمات والملابس الشخصية، ومنع خروجهم للتريض في الشمس في معظم الأحيان، ومنع دخول الطعام أو الماء من خارج السجن ما يجبرهم على تناول طعام السجن القاتل وبكمية لا تكفي للبقاء على قيد الحياة مع دفع مبالغ طائلة تعجز معظم الأسر عن توفير ثمنها للمعتقل».

 وأردفت زوجة «سلطان»: «أكثر من عامين ونصف العام في هذه الظروف القاسية في مقابر انفرادية لا ترى الشمس وليس فيها نافذة..وحديثًا يتم غلق الفتحة الوحيدة الموجودة في الباب التي يقدم من خلالها الطعام للسجين ما يجعل المعتقل في عزلة تامة لن يصل صوته للخارج إذا أصيب بأي مكروه، كل ذلك بالإضافة إلى المعاملة المهينة لهم ولأهالي المعتقلين وظروف الزيارة المستحيلة التي تستلزم المبيت أمام السجن قبلها وتكون من خلف حائل زجاجي ولدقائق معدودة مع غلقها لفترات طويلة». 

 

  كلمات مفتاحية

قصيدة سجن العقرب

«عصام سلطان» من «العقرب»: لن أؤيد الانقلاب.. ومرحبا بالبدلة الحمراء

مساومة قيادات الإخوان بالسجون على تأييد النظام مقابل النجاة.. وحقوقي: التعذيب بالسجون ممنهج