«يهود عراقيون»..كتاب يصور آلام أدباء (إسرائيليين) حنينا إلى بلاد الرافدين

الثلاثاء 7 مارس 2017 10:03 ص

صدرت عن «دار ميزوبوتاميا» العراقية للنشر والتوزيع الطبعة الأولى من كتاب «يهود عراقيون/ أدباء تجري في عروقهم مياه الرافدين» الذي أعده وحرره «مازن لطيف»، ويُعد الكتاب الأول من نوعه كونه يُحاور كُتّابًا وأدباءً يهودًا عراقيين.

من خلال العنوان يتضح أن الكتاب يضم بين جانبيه كلمات لأدباء ومثقفين عراقيين يهود ما زالت عراقيتهم تتوهج في داخلهم برغم المسافات التي صارت تفصلهم عن بغداد، بحسب موقع «إيلاف».

يقع الكتاب في ١٦٨ صفحة من الحجم المتوسط ، ويتضمن حوارات مع عدد الأدباء من اليهود العراقيين منهم : «مير بصري»، المُولود في بغداد لعائلة عريقة قديمة، ودرس في مدرسة «تاون» الأهلية ثم في مدرسة «الإليانس» الفرنسية المتوسطة والثانوية، وهو يقول عن تلك الفترة: «نشأت في بيئة عراقية حرة ناهضة، لا تفريق فيها بين المذاهب والأديان.

أما «شمعون بلاص» فروائي وناقد يهودي عراقي، من مواليد بغداد، أيضاً، عام ١٩٣٠، وهو يقول : «نزوحي عن العراق كان اضطرارياً عام 1951، و(ما يُعرفُ) بحق العيش في فلسطين أُجبرت عليه، والمهاجرون اليهود من العراق، أو المُهجرون، على الأصح، من العراق إلى (إسرائيل)، والذين عاشوا في الخارج لأسباب سياسية وتراكمات أخرى، وكل له دوافعه وأسبابه».

يُعرفُ «سمير نقاش»، بأفضل أديب في (إسرائيل) يكتب بالعربية، كما يصفه الراحل «نجيب محفوظ»، نزح مع أهله من العراق إلى (إسرائيل) عام ١٩٥١، وهو في الثانية عشرة من عمره، وهو يقول: «تهجيرنا من العراق كان مأساة، بجميع المعاني وهي ليست مأساتي وحدي، بل مأساة يهود العراق لقد كانت هجرتهم أسوأ هجرة إلى (إسرائيل) فكل مهاجر من بلد آخر كان يحمل جواز بلده وكان بوسعه مغادرة (إسرائيل) إذا لم تعجبه الأحـوال، أما يهود العراق فقد بيعوا إلى (إسرائيل) بكل معنى الكلمة».

ومن جانبه يقول «نعيم قطان»: «على الشعوب مراجعة تاريخها، وإذا ما حلمتُ بالعودة إلى بغداد أفكر بزيارة الكرادة، والبتاوين، وشارع ابونواس، وتلك الازقة التي عشت فيها، وصارت صورها مؤلمة جدًا ،اليوم؛ وحزني على العراق هو حزن طفولتي وشبابي الأول، كحزني على الأصدقاء الذين عشت وعملت معهم ولدي رسائل أدبية فيما بيننا».

ويروي «شموئيل موريه» المُولود في بغداد عام ١٩٣٣: «تركتُ في العراق طفولتي ومطلع شبابي وذكريات حلوة ومرة؛ تركتُ صداقات جميلة وجراحات عميقة، بخاصة بعد «مذبحة الفرهود، وتفاقم الكراهية والاضطهاد لليهود بسبب انتشار الآراء النازية واشتعالها من جديد بعد قيام (إسرائيل)» .

أما «ساسون سوميخ»، المُولود في بغداد عام ١٩٣٣ والمتخرج عام ١٩٥١فيقول: عام تخرجي عام سفري إلى (إسرائيل) عائلتي البغدادية كانت علمانية رغم انتمائها إلى الجالية اليهودية، تعرفتُ على الراحل «محمود درويش»، وهو بعد شاعر ناشيء، وذلك حين انتقل للسكن في حيفا في أواخر الخمسينيات، وكان أحيانًا يفاجئني بقصيدة جديدة من قصائده قبل نشرها، وأنا من جماهير عشاق شعر «درويش».

ويلتقط طرف الخيط «سامي ميخائيل» قائلاً: «لو تحققت الأحلام لكنتُ طلبتُ قضاء الأسبوع الأخير من أيامي في هذا الكون في بغداد، استنشق فيها رائحة دجلة، ثم أتمعن في وجوه أبناء وبنات أصدقائي الذين قُتِلوا بالرصاص، أو أُعدموا أو لقوا حتفهم في السجون من مسلمين ومسيحيين ويهود، فداءً للشعب العراقي».

«إيلي عمير» (واسمه في سجل النفوس البغدادي: فؤاد الياس خلاصجي)، روائي عراقي، وهو كاتب وناشط (إسرائيلي)/ عراقي، وُلد في بغداد في٢٦ من سبتمبر/ أيلول عام ١٩٣٧، وهاجر مع أسرته إلى (إسرائيل) عام ١٩٥٠م، يقول: «بغداد مسقط راسي وتعشش في ذاكرتي وفي مخيلتي، استنادًا إلى تجربتي وتمسكي بالتراث العراقي الذي يلازمني ويغشو جلدي وصميمي، فإنني لاعتقد ان الجذورالعراقية الروحية ستلازم الأجيال القادمة بفضل الكتب والبحوث لأدباء وشعراء من يهود العراق إلى جانب التقاليد والتراث التي تنتقل بصورة شفوية.

تقول «ألموج بيهار وتسيونيت»: «إنني ابنة لعائلة من مواليد بغداد غـادرت إلى (إسرائيل) عام ١٩٥١ مع معظم العائلات اليهودية في العراق، بعد إسقاط جنسيتهم ومصادرة ممتلكاتهم، وقبل سنة صدرت لي رواية «صور على الحائط»، وتدور أحداثها في بغداد في النصف الأول من القرن العشرين، وهذه الرواية هي نتيجة الشوق إلى والديّ اللذينِ توفيا فجأة قبل عشر سنوات».

وتضمن الكتاب مقدمة جاء فيها : «مضى على تسفير يهود العراق مُكرهين ستة عقود، وثمة القليل ممن ما يزال بين الأحياء من الأجيال السالفة يتذكر ويذكر وهجهم الذي زها به الطيف العراقي، وأنتج في حينها ثقافة وصحافة هي الأرقى في تاريخ العراق منذ بداية أزمنة الدعة الحضارية قبل سبعة قرون خلت».

وأضاف المؤلف: «لقد خسر العراق بتهجير هذا الرعيل المثقف والواعد في منتصف القرن العشرين الكثير من الكفاءات الأدبية والثقافية والصحفية».

المصدر | إيلاف السعودي

  كلمات مفتاحية

يهود عراقيون أدباء حنين (إسرائيل)