وثائق «ويكيليكس»...صمت استخباراتي أمريكي يزيد فقدان الثقة في شركات الهواتف والبرمجة

الخميس 9 مارس 2017 06:03 ص

حالة كبيرة من الجدل تلك التي أثارتها الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس» مؤخرا عن أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تشغل برامج تمكنها من تحويل التلفزيون في أي منزل إلى جهاز للتنصت والالتفاف على كل تطبيقات التشفير وحتى التحكم بأي سيارة، جدلاً واسعا في أمريكا وخارجها.

وفي حين التزمت الوكالة الاستخباراتية الصمت حيال هذه التسريبات، سارعت شركة «آبل» لتأكيد أنها ستتعامل مع أي ثغرات أمنية تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في اختراق هواتف الآيفون، غير أن الصمت يزيد فقدان الثقة ثقة العملاء في الشركة وغيرها.

ونشر الموقع نحو تسعة آلاف وثيقة، قال إنها جاءت من وكالة الاستخبارات المركزية وأكد أنها إحدى أضخم عملية نشر لوثائق سرية استخباراتية جرت حتى الآن، بحسب «الشرق الأسط».

وقال الموقع الذي أسّسه الأسترالي «جوليان أسانج» إن هذه الوثائق تثبت أن وكالة الاستخبارات المركزية تعمل مثل وكالة الأمن القومي، التي تتولى بشكل أساسي أنشطة المراقبة الإلكترونية في الولايات المتحدة، لكنها تخضع لدرجة أقل من الإشراف.

ووفقا لصحيفة «بوليتكو» الأمريكية، فإن مصدرا سابقا في الاستخبارات الأمريكية اعتبر ما حصل من تسريبات «ويكيليكس» تجاوزا غير مشروع.

فيما قال «مايكل هايدن»، مدير وكالة المخابرات المركزية السابق خلال مقابلة تلفزيونية، إنه إذا تم إثبات ما نشر فإن ذلك سيكون مضرا للغاية، مضيفا أن «هذه التقنيات قد تستخدم ضد شخصيات أجنبية أو تهديدات خارجية».

وأكد أن «حقوق الأمريكيين محفوظة، وهذه التسريبات لم تفاجئني؛ إذ أن ويكيليكس يركز أعماله فقط على الاستخبارات الأمريكية».

من جانبه، قال السيناتور «جون ماكين»، رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أمام مجموعة من الصحفيين أول من أمس، إن هذه التسريبات شديدة الخطورة، ملمحا إلى عدم صحتها.

وأضاف أن «هذه التسريبات تشير إلى أمر خطير وهو اختراق الاستخبارات الأمريكية، وهذا يعني تعرض أي شخص للتهديد نفسه في المستقبل، ويجب على الكونغرس أخذ خطوة فعلية لمناقشة ذلك».

من جهته، اكتفى شون سبايسر، المتحدث الرسمي للبيت الأبيض، أول من أمس، بالقول إن هذا الأمر لم يتحقق منه بعد، «وإذا ثبت صحة اختراق المخابرات أو الوثائق فهذا أمر لا أستطيع التعليق عليه هنا».

وأوضحت وثائق «ويكيليكس» أن «الفايروسات» الإلكترونية التي أنتجتها وكالة الاستخبارات الأمريكية تعمل على استهداف الهواتف الذكية مباشرة، وذلك بالتنصت على المحادثات خلال تطبيقات المراسلة الآمنة، مثل «واتساب» وغيره، مشيرة إلى أن هذا «الاختراق» لا يغطي سوى التطبيقات التي تعتمد على الاتصالات التي تتطلب شبكة الإنترنت.

في المقابل، قالت شركة «آبل»، إن كثيرا من الثغرات المذكورة في الوثائق المسربة قد تم بالفعل إصلاحها في النسخة الأخيرة المنتجة من هاتفها الذي يعمل بنظام تشغيل «آي أو إس»، وتهدف الشركة إلى طمأنة العملاء بأنها تعمل على إصلاح ما تبقى من الثغرات.

وأضافت الشركة في بيانها أنه «في حين أن تحليلاتنا الأولية تشير إلى أن كثيرا من الوثائق المسربة قد جرى التعامل معها في آخر نسخة منتجة من نظام (آي أو إس)، إلا أننا مستمرون في العمل السريع للتعامل مع أي نقاط ضعف أخرى نقف عليها في هذا النظام... وإننا نحث العملاء باستمرار على تحميل آخر نسخة من نظام التشغيل لضمان حصولهم على التحديثات الأمنية الأخيرة في هواتفهم».

كما أصدرت كل من «مايكروسوفت» و«سامسونغ» بيانات مقتضبة، وقالت الأولى في بيانها: «نحن على علم بذلك التقرير ونمعن النظر فيه»، في حين قالت الثانية إن «حماية خصوصية العملاء وأمن الأجهزة التي ننتجها من أهم الأولويات لدى شركة سامسونغ».

  كلمات مفتاحية

ويكيليكس تسريبات تنصت أمريكا اختراق قرصنة