مصادر: وثيقة «حماس» تقبل بحدود 67 وتفك الارتباط مع «الإخوان» ولا تعترف بـ(إسرائيل)

الخميس 9 مارس 2017 10:03 ص

كشفت مصادر من حركة «حماس» أن الوثيقة التي تعدها الحركة الفلسطينية ستعترف بحدود عام 1967، لكن من دون الاعتراف بـ(إسرائيل)، كما ستعلن فك الارتباط بجماعة «الإخوان المسلمين».

وإذا صح حديث المصادر ستكون هذه هي المرة الأولى التي تعترف بها الحركة بحدود 67 وتفك ارتباطها مع «الإخوان».

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن مسودة الوثيقة التي صاغتها هيئات الحركة، تنتظر انتخاب المكتب السياسي ومجلس الشورى الجديدين الشهر المقبل، لإقرارها.

وتحاول «حماس» إعادة تعريف نفسها، سعيا إلى تجاوز الأزمات مع القوى الإقليمية والغرب، والخروج من أي عزلة عربية ودولية.

وتصيغ الحركة منذ شهور وثيقة يفترض أن تعبر عن هويتها، بعد 29 عاما على كتابة ميثاقها، وترفض اعتبار الوثيقة بديلا للميثاق، وتصر على أنها مكملة له.

وأوضحت مصادر في الحركة أن الوثيقة «ستكون بمثابة هوية حماس، لأنها كتبت أصلاً بهدف إجراء تعديلات على الميثاق تراعي الواقع الحالي للحركة التي أصبحت كبيرة وممتدة وتحكم قطاع غزة، ولها أذرع في الإقليم وعلاقات وعداوات، ما يختلف تماماً عن واقع حركة ناشئة قبل 30 عاما».

ومن المرتقب أن ترى الوثيقة النور بعد انتهاء الانتخابات المقررة الشهر المقبل لاختيار مكتب سياسي جديد، يرأسه شخص غير «خالد مشعل» الذي لا تسمح له اللائحة بالترشح لمرة ثالثة.

ويتوقع أن يفوز القيادي في «حماس» «إسماعيل هنية»، وهو نائب مشعل، بهذا المنصب الذي ترك منصبه قائداً لغزة لخلفه «يحيى السنوار».

وقالت المصادر إن «الوثيقة سيتم التصويت عليها في الهيئات الجديدة لحماس، رغم أنه تم إعدادها بمشاركة جميع المؤسسات المهمة في الحركة على المستوى السياسي والدعوي والعسكري، وأدخلت تعديلات عليها في اجتماعات جرت في الدوحة بين هنية ومشعل وأبو مرزوق وعدد آخر من قيادات الحركة».

وأوضحت أن «الوثيقة ستتضمن موافقة حماس على إقامة دولة على حدود 1967، لكن من دون الاعتراف بإسرائيل أو التفريط بالأرض، وستشدد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين».

وأضافت أن «الوثيقة ستعلن أيضاً انسلاخ الحركة عن أي ارتباط تنظيمي بأي جهة أو جماعة خارجية»، في إشارة إلى تنظيم «الإخوان المسلمين».

ولفتت إلى أن الحركة «ستقول إنها تنظيم فلسطيني إسلامي وطني مستقل بالقرار، وستؤكد أن علاقتها مع جميع الأطراف نابعة من قربها لفلسطين، وأنها لن تتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة أو جهة أو جماعة، وأن صراعها الوحيد وبندقيتها موجهة فقط إلى الاحتلال الإسرائيلي».

وتهدف الحركة من الوثيقة الجديدة إلى تجاوز أي اتهامات دولية لها بالإرهاب، وتريد رفع اسمها وأسماء مسؤوليها القوائم الدولية للإرهاب، أما تخليها عن «الإخوان» تنظيمياً، فيهدف إلى مد جسور أفضل مع مصر التي طالبت بفك هذا الارتباط، وفق المصادر ذاتها.

وهذه النقاط مخالفة تماماً لما ورد في ميثاق «حماس» الذي يؤكد أن الحركة «جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين... تعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية»،

من جهتها نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن ما قالت إنه مسؤول في الجناح السياسي لحركة «حماس» في غزة أن الوثيقة التي سيتم الموافقة عليها في الأسابيع المقبلة لن تقدم جديد، ولكنها ستلخص المواقف والمبادئ التي جاءت على مدى السنوات القليلة الماضية، في محادثات المصالحة وتفاهمات مع الفصائل الفلسطينية المختلفة الأخرى، وفي المحادثات مع مصر ودول عربية أخرى.

وقال المسؤول الذي لم تذكر اسمه الصحيفة، إن الوثيقة لن تغاير تصريحات «مشعل» وقادة حماس خلال الفترة الأخيرة، ولكنها تأتي في ضوء التغيرات الكبرى التي حدثت في المنطقة وداخل الساحة الفلسطينية.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قيادي معلوم بحماس حول ما ذكرته تلك المصادر، غير أن «إسماعيل رضوان»، القيادي في «حماس»، كشف في وقت سابق أن حركته تعكف في الوقت الحالي على إعداد «وثيقة»، تحمل فكرها السياسي، دون أن يحدد موعدا لنشرها.

وردا على سؤال، عمّا إذا كانت الوثيقة ستحمل نفيا لوجود علاقة إدارية وتنظيمية بين «حماس»، وجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي بدون ذكر «معاداة اليهود»، قال «رضوان»: «لا حديث في تفاصيل الوثيقة وعندما تنشر سيتم معرفة كافة بنودها».

ونفى «رضوان» أن تكون الوثيقة بديلا عن ميثاق الحركة، الذي صدر تزامنا مع تأسيسها، نهاية حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.

المصدر | الخليج الجديد+ الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

حماس الإخوان وثيقة مصر فلسطين