«الشنقيطي»: تحالف الخليج مع تركيا يغني عن المظلة الأمريكية ويصد التوسع الإيراني

الخميس 9 مارس 2017 11:03 ص

اعتبر المفكر الموريتاني، «محمد الشنقيطي» أن تحالف دول الجزيرة العربية مع تركيا، يوفر فرصة للاستغناء عن المظلة الأمريكية، التي كانت تحتمي بها بعض الدول، وكانت مضرة ببعض الدول بشكل عام، كما أنه سيكون قادر على إلجام التوسع الإيراني في المنظقة.

وأشار «الشنقيطي»، في مقابلة مع الأناضول في إسطنبول، إلى أن هناك توجه حقيقي نحو حلف استراتيجي لحلف الجزيرة العربية وتركيا، ولأول مرة منذ 100 عام تأتي قوات تركية إلى الجزيرة العربية بعد أن انسحب منها العثمانيون، وذلك في القاعدة العسكرية في قطر.

وأضاف أن السعودية بدأت في التعاون العسكري مع تركيا، ولاسيما في مجال التصنيع العسكري، وهذه بادرة تدل على تغير عميق في معادلات المنطقة، مع أنه ما زال في بدايته، ولكن سيكون له ما بعده.

وحول المصالح المشتركة بين دول الخليج وتركيا، أكد المفكر الموريتاني أن المصالح بين منطقة الجزيرة العربية وتركيا كثيرة، والمصالح السياسية لا يمكن فصلها عن المصالح الاقتصادية، ودول الخليج بحاجة إلى مظلة استراتيجية قوية، لاسيما بعد الانحساب الأمريكي تارةً، والغدر الأمريكي أحياناً بها، كما أن تركيا بحاجة إلى الطاقة، بالإضافة إلى أنها بحاجة إلى العمق الاستراتيجي.

ولفت إلى أن هناك تلاقي استراتيجي بين الجزيرة العربية ومنطقة الأناضول، لاسيما أن تركيا تمتلك إمكانيات اقتصادية وسياسية وإدارية وعسكرية، كما أن منطقة الجزيرة العربية لديها من الإمكانيات في الطاقة بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجي، وهذه الأسباب والمصالح ستكون بادرة استراتيجية لقوة قوية جدا تستغني بها المنطقة بحماية ذاتها عن المظلة الأجنبية.

وأضاف أن حرائق المنطقة من الممكن أن تسهم تركيا في إطفائها، وإلا فإنها سوف تصل إلى تركيا نفسها.

وحول سياسة تركيا الخارجية، قال «الشنقيطي»، إن تركيا كان ينقصها مستوى من المبادرة والمخاطرة على صعيد سياستها الخارجية، لكن عملية درع الفرات، دليل على أن تركيا بدأت فعلاً بترجمة رؤيتها السياسية إلى فعلٍ عملي، وأصبحت أنها مستعدة للمخاطرة من أجل رؤيتها السياسية.

وبخصوص مستقبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، في المنطقة عبر «الشنقيطي» أنه «انتهى من الناحية الجغرافية، وسيفقد الأرض في مدينتي الموصل (شمالي العراق) والرقة (شمال شرقي سوريا)، وستتحول إلى حركة عالمية على نمط القاعدة، لكن بشكل أشرس من أساليب القاعدة، لأنهم يمتلكون المهارة العسكرية، وربما ينتقل ضررها إلى الآخرين بدل من المنطقة".

وفيما يتعلق بعملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا لدعم الجيش السوري الحر شمالي سوريا، أكد «الشنقيطي» أن العملية أثبتت أن هناك توجه استراتيجي جديد لتحول تركيا وجودها في سوريا إلى ورقة استراتيجية وسياسية، وكذلك وجودها في العراق، وأتوقع أن هذا الوجود سيتمدد، وسيمكن تركيا من لعب دور مهم على طاولة المفاوضات السورية.

وأردف المفكر الموريتاني، قائلا إن تركيا تمتلك القوة والمكانة والمكنة للقيام بهذا الدور، والذي كان ينقصها هو أن تطمئن أولاً لحلفائها الغربيين بأن لن يغدروا بها إذا تدخلت في المنطقة، بالإضافة إلى إطمئنانها على جبهتها الداخلية.

وأشار إلى أن تركيا أصبحت بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة (في 15 يوليو/ تموز 2016)، أكثر إطمأناناً على جبهتها الداخلية، لاسيما بعد أن حيدّت روسيا نسبياً وانتهاء إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجميع هذه العوامل ستساعدها على أن تحقق أهدافها من خلال عملية درع الفرات.

وتابع «لا أظن أن عملية درع الفرات سيكون هدفها حزام حدودي لتركيا فقط، ولكنه أيضاً استثمار استراتيجي لتركيا، بالإضافة إلى بناء نواة سياسية وعسكرية وإدارية لسوريا المستقبل، سواءً بحصول بعض السوريين على الجنسية والخدمات في المنطقة، أو إعادة تأهيل الجيش الحر بشكل أفضل، وربما تتوسع المنطقة إلى الرقة، لو تعامل معها الأمريكيون، وبهذه الحالة سيكون نوع من الحصار للنظام ليس من الشمال فقط، بل من الشرق أيضا، بالإضافة إلى وضع سد لجبهة الإمداد العراقية».

ودعما لقوات الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 أغسطس/آب العام الماضي، حملة عسكرية شمالي سوريا.

وانطلقت العملية تحت اسم درع الفرات، بهدف تطهير المنطقة من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وفي وقت سابق، اعتبر المفكر الموريتاني أن الحضارة الإسلامية تعاني من فراغ وفوضى وأن تركيا باتت «الأمل الوحيد»، ورأى أن السعودية بحاجة إلى تركيا كحليف استراتيجي موثوق.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية الخليج الشنقيطي