استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قوة الإقليم من ضعف العرب

الاثنين 13 مارس 2017 04:03 ص

الرائي لتوازنات القوى في الإقليم الشرق أوسطي، الذي للعالم العربي منه موقع القلب، الجغرافي على الأقل، سيلاحظ صعودا لنفوذ القوتين الإقليميتين اللصيقتين بالبلاد العربية، ولكل منهما حدود مع دول عربية، ونعني بهما: إيران وتركيا، اللتين ترتبطان بالعرب بعلاقات تاريخية ودينية، وبعلاقات سياسية كانت، على الدوام، ملتبسة.

صعود هاتين القوتين لا يلغي ما تواجهه كل واحدة منهما من متاعب جدية، إن على صعيد الأوضاع الداخلية، وإن على صعيد علاقاتهما الدولية، وهذا أمر يمكن التفصيل فيه وتقديم الشواهد عليه.

تركيا كانت قبل شهور قليلة ساحة لانقلاب عسكري أوشك أن يطيح بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، برهن على أن لخصومه الداخليين نفوذا لا يستهان به في الجيش وقوى الأمن، ناهيك عن نفوذهم في المجتمع.

إيران تواجه، هي الأخرى، وضعا اقتصاديا حرجا بحكم العقوبات التي ما زال الكثير منها مفروضا عليها رغم توقيع الاتفاق النووي، الذي يواجه، هو الآخر، تحديات جدية مع مجيء إدارة ترامب، وتتوسل السلطات بالقمع الدموي لإسكات المعارضة، بما فيها تلك التي من داخل النظام، كما حدث مع ما عرف ب «الثورة الخضراء» قبل أعوام.

رغم هذه التحديات نجد أن نفوذ الدولتين الإقليمي يتمدد، ولولا إقصاء «الإخوان المسلمين» من الحكم في مصر، لكان دور تركيا اليوم أوسع وأخطر بكثير، فيما النفوذ الإيراني إلى ازدياد في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

البلدان يتصرفان كأنهما معنيان مباشرة بتقرير مسار الأمور في العراق وسوريا، ولا يأبهان بمبدأ السيادة الوطنية للبلدين، ولا بأي بلد يطاله نفوذهما، والبلدان يتصرفان على أساس أنه لا قرار عربيا مستقلا يؤخذ بالاعتبار.

حين نفتش في أحد أهم عوامل قوة الإقليم سنجدها في ضعف العالم العربي، وتفكك منظومته الأمنية كما لم يحدث من قبل.

في عبارات أخرى: تبني تركيا وإيران نفوذهما في المنطقة على قاعدة إضعاف الدور العربي وتهميشه، ويوظف كل منهما العامل المذهبي لصالحه.

ثمة قوة إقليمية ثالثة أكثر خطورة مستفيدة من التصدع العربي، ومن التجاذب الإقليمي، هي «الدولة العبرية» التي لم يسبق أن كانت في هذا الوضع المريح، حيث يتصارع العرب فيما بينهم، ولا تقول إنها تقف متفرجة، بل تستمر في قضم ما استطاعت من الأراضي وفرض ما كانت لا تحلم به من شروط.

* د. حسن مدن كاتب بحريني. 

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

المشرق العرب توازنات قوى الشرق الأوسط العالم العربي تركيا إيران العامل المذهبي