«الخارجية» العراقية: السعودية اقترحت تشكيل لجنة تعزيز علاقات بين البلدين

الاثنين 13 مارس 2017 07:03 ص

كشف وكيل وزارة الخارجية العراقية «نزار الخير الله»، أن السعودية اقترحت إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين تكون «مظلة لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وأعلن «الخير الله»، الذي زار الرياض أمس على رأس وفد من وزارته، «ترحيب العراق» بالاقتراح، وفقا لـ«الشرق الأوسط».

والتقى وفد من وزارة الخارجية العراقية، يترأسه «الخير الله»، مسؤولين في وزارة الخارجية السعودية ،الأحد، لمتابعة الملفات التي فتحها البلدان خلال زيارة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى بغداد الشهر الماضي.

وأكد «الخير الله»، أن المحادثات «كانت صريحة جداً، وحاولنا أن نجد أفضل الآليات لتطوير هذه العلاقات».

وأوضح أن الاتصالات تركز حالياً على «بناء الثقة»، لافتاً إلى أن هذا «يتطلب إجراءات عملية، ولا شك لدينا بأن تبادل الزيارات سيكون له دور كبير في إيجاد حوار مباشر، وثقة متبادلة بين البلدين، وآليات عملية للتعاون».

وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بغداد «كانت محل ترحيب من الحكومة العراقية، والمجتمع العراقي، على اعتبار أن السعودية والعراق إخوة وجيران، وهناك مصالح كثيرة ومخاطر مشتركة. وشكلت بداية حقيقية للعلاقات بين الإخوة والجيران». وأوضح «ننظر إلى تلك الزيارة بإيجابية كبيرة، وكان هناك ارتياح في أركان الدولة العراقية كافة... نعتبرها زيارة من الجبير لبلده الثاني. وكونها زيارة اقتصرت على الجانب الرسمي في الحكومة العراقية مثّل لنا رسالة مهمة في جانب التعاون بين الدول؛ ما يظهر وجود جدية لإنشاء علاقات بين الحكومتين».

وأضاف، أن«توقيت الزيارة مهم للغاية، في مرحلة مفصلية من تاريخ المنطقة، ومرحلة مهمة في مكافحة الإرهاب، ومرحلة مهمة أيضاً في التحديات الموجودة للعراق والسعودية، فتنظيم الدولة الإسلامية والجهات الإرهابية الأخرى خطر حقيقي، ونحتاج إلى تعاون أمني واستخباراتي لمكافحة تلك التنظيمات الإرهابية، والمفاجأة الحقيقية هو وجود ارتياح رسمي عراقي للزيارة، وهذا الأمر ليس مقتصراً على الجانب الحكومي الرسمي فحسب، بل واكب هذا الارتياح الجانب الشعبي العراقي، وهذه الزيارة نعتبرها فاتحة خير، كما أن زيارتنا كوفد عراقي اليوم بتوجيه من الحكومة تعزز من جدية بغداد لبناء هذه العلاقات».

وتابع «سنبحث بشكل متواصل مع المسؤولين في السعودية آفاق التعاون المشترك، وليس خافياً عليكم ما تعيشه المنطقة من متغيرات كثيرة؛ ولذلك نحتاج إلى وجود رؤية مشتركة بين البلدين».

وأوضح أن زيارته للرياض «أتت بناء على توجيه من الحكومة العراقية للتواصل مع المسؤولين في السعودية، وكانت مباحثاتنا مع المسؤولين بالخارجية موفقة، وتباحثنا مع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية بشكل معمق لإيجاد مشتركات، وتحديد الأولويات بين البلدين الجارين».

وأردف «نحن في العراق حريصون على التعاون مع السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى التعاون في المجال الأمني والاستخباراتي. وحقيقة، فإن التعاون بين البلدين قائم وحاصل، ومسألة التعاون ضرورية؛ نظراً إلى ما تعيشه المنطقة، خصوصاً أن بيننا شريطاً حدودياً طويلاً، يحتاج إلى أن تصاحبه تفاهمات مستمرة، وإيجاد آليات عمل ورؤية مشتركة».

والشهر الماضي، اجتمع «الجبير» خلال زيارته لبغداد مع رئيس الوزراء العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

وقال «الجبير» خلال الزيارة إن بلاده تتطلع إلى بناء علاقات مميزة مع العراق وثمة رغبة مشتركة للعمل معا في الحرب ضد الإرهاب.

وجاءت الزيارة في وقت تمر فيه العلاقات العراقية السعودية بتوتر أججته اتهامات من مسؤولين عراقيين للرياض بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها، وانتقادات من مسؤولين سعوديين للانتهاكات المرتكبة من قبل ميليشيات «الحشد الشعبي» (الشيعية) في مناطق سنية بالعراق، ولزيادة النفوذ الإيراني في العراق.

وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت حالة من التوتر بعد طلب العراق تغيير سفير المملكة «ثامر السبهان»، على خلفية تصريحاته التي وصفت بالطائفية من قبل الأحزاب العراقية.

وسبق أن أعلنت الرياض في يونيو/حزيران الماضي، أن «السبهان» تعرض إلى محاولة اغتيال في العراق، واتهم ميليشيات عراقية بالوقوف وراء المحاولة، لكن وزارة الخارجية العراقية وصفت الأمر بأنه مجرد فبركة إعلامية تهدف إلى الإساءة إلى العلاقة بين بغداد والرياض.

جدير بالذكر، أن السبهان تسلم مهام منصبه كأول سفير للسعودية في العراق، بعد 25 عامًا من القطيعة، في ديسمبر/كانون أول 2015 وحتى تاريخ سحبه في أكتوبر/تشرين أول الماضي.

 

  كلمات مفتاحية

بغداد السعودية العراق لجنة تعاون مشترك

السعودية تعتزم شطب ديون العراق وفتح خط جوي بين البلدين