استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السيستاني يربك طهران

الاثنين 1 ديسمبر 2014 03:12 ص

كان لافتاً اتهام مستشار وزارة الخارجية الإيراني محمد سبحاني، للمالكي بأنه سبب ظهور «داعش» ونموه، نتيجة سياساته المذهبية في إقصاء السنّة، وأن التنظيم استفاد من «المظالم التي تعرض لها أهل السُنّة، وتحولهم إلى دعم «داعش»، الذي وعدهم بالانتقام».

هذا التحول المفاجئ رسالة خجولة تحاول طهران من خلالها استعادة وهج حضورها في العراق، ولم يكن لهذا التصريح، الذي جاء من دون مقدمات، أن يرى النور لولا تزايد الدور القوي للسيد السيستاني الذي كسر عزلته السياسية ودشن حضوراً ضاغطاً أبعد المالكي عن رئاسة ثالثة، على رغم دعم طهران الكامل له. هو شجع التقارب مع دول الجوار، وشدد على ألا تدخل في العراق حتى من إيران ذاتها.

السيد السيستاني إيراني الجنسية، وتعتبره التيارات الشيعية العروبية ممثلاً للمرجعية الإيرانية في العراق، إلا أن رسائله خلال هذا العام تكشف عن ملامح خط لا يتماهى مع طهران، إن لم يكن على وشك الصدام معها. تشير مصادر إلى أن السيستاني لم يكن متوافقاً مع السياسة الإيرانية في العراق، وخصوصاً أنه معارض أصيل لفكرة «ولاية الفقيه»، إلا أن الظروف حينها لم تكن تساعده على إظهار هذه المخالفة، وهو ما تبدل الآن بعد أن فرض اسمه كلياً وعرف حجم تأثيره، من خلال قياس «الخمس»، لذلك بدأ يضع خطوطاً جديدة تربك طهران، على الأقل ظاهرياً، وتشي بالتفلت من القبضة الإيرانية القوية.

عندما استقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، كان يريد إشهار أنه ليس مرجعاً شيعياً فقط، بل يشمل نفوذه جميع العراقيين، لذلك كان اللقاء استعراضاً لقوته، ثم أوصى بضرورة توثيق العلاقات مع دول الجوار، والسعودية أساساً، وهو ما انعكس في اللغة الترحيبية العالية من رموز النجف لهذه الزيارة ونتائجها، كأنه يعلن أن هذه ثمار عمله ونتيجة مواقفه.

جميع المؤشرات الظاهرة أنه لم يبق من إيرانية السيد السيستاني سوى الجنسية، أما نشاطاته فهي تحاول النأي ببغداد عن طهران وتأكيد استقلالها وانفتاحها على محيطها الطبيعي، كي لا تكون مجرد أداة لتحقيق طموحات إيران. السياسيون الجدد يتناغمون مع هذا التوجه -بحسب الخطوات المعلنة- إذ أقصى رئيس الوزراء السيد العبادي جميع القوى الموالية للمالكي، وخرج من الدائرة الطائفية الضيقة التي كان حزب الدعوة يسير عليها، كما أن رئيس مجلس النواب السيد الجبوري يبث رسائل مماثلة.

عودة إلى تصريح السيد سبحاني، فإنه لا يزال الصوت الوحيد الذي انتقد المالكي مباشرة، وربما كان مجرد جس نبض لم يحقق غايته، لأن طهران استرضت المالكي بزيارة فاخرة إلى لبنان، استشعاراً أنه آخر أوراقها القوية في العراق. المشهد العراقي يمر بتحولات جذرية يرعاها السيستاني، ومن المرجح أنه لن يعود إلى الصمت مرة أخرى، فهل سينجح في التفوق على الصوت الإيراني؟ وهل ستقبل طهران هذا التحول، أم أنه يخدم أغراضها ويعيد صياغة سياستها؟

الجواب عند السيستاني، وربما يكون في رسالة جديدة تزيح جانباً من الغموض وتزيد الموقف جلاء.

 

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

إيران العراق السيستاني محمد سبحاني داعش إقصاء السنة