بعد 43 عاما..«كارلوس» الفنزويلي يحاكم بتهمة الإرهاب في القرن الماضي

الاثنين 13 مارس 2017 11:03 ص

43  عامًا مرت منذ الاعتداء على مقهى (دراغستور بوبليسيس) في باريس الذي أسفر عن قتيلين وعشرات الجرحى عام 1974، واليوم تبدأ محاكمة الفنزويلي «إيليتش راميريز سانشيز»، المعروف باسم «كارلوس» أمام محكمة خاصة للجنايات بتهمة ارتكاب عمليات «قتل مرتبطة بمنظمة إرهابية».

فقد قتل شخصان وجرح 34 آخرون في انفجار قنبلة يدوية رميت على مطعم (دراغستور بوبليسيس)، الواقع في قلب باريس، بعد ظهر 15 سبتمبر/أيلول 1974.

ويُحاكم المعروف باسم «كارلوس» (67 عاما)، لثلاثة أسابيع في باريس أمام محكمة اختير لها قضاة متخصصين لأقدم اعتداء تتهمه به فرنسا. وسيستمع القضاء لـ17 شاهدا وخبيرين في هذا الملف الضخم.

«كارلوس» الفنزويلي، مسجون في فرنسا منذ اعتقاله في السودان على يد الاستخبارات الفرنسية في 1994، ثم صدر عليه حكمان بالسجن المؤبد لقتله ثلاثة أشخاص بينهم شرطيين في 1975 في باريس، بالإضافة إلى أربع عمليات تفجير اسفرت عن سقوط 11 قتيلا ونحو 150 جريحا في 1982 و1983 في باريس ومارسيليا وفي قطارين؛ لذلك سيكون الرهان الأساسي في هذه المحاكمة ما ستقدمه من توضيحات تاريخية وتلبية تطلعات الضحايا.

ويبدو أن «كارلوس»، الذي خطط لعملية احتجاز الرهائن في لاهاي، بادر إلى إلقاء القنبلة اليدوية لإجبار الحكومة الفرنسية على تلبية مطالب المجموعة؛ وقد تمكن فعلاً من تحقيق هدفه وأفرج عن المعتقل الياباني الذي توجه إلى عدن (في اليمن) مع الأعضاء الآخرين لـ«الكوماندوز».

ويستند الاتهام ايضا الى شهادات رفاق درب سابقين لـ«كارلوس» بينهم الثوري السابق «هانس يواكيم كلاين» الذي أسر له الفنزويلي بأنه «يريد الضغط للإفراج عن الياباني».

ونجح المحققون في كشف مصدر القنبلة اليدوية التي استخدمت في الاعتداء إذ تبين أنها من أسلحة سرقت من ثكنة عسكرية أميركية في 1972، استخدم بعضها محتجزو الرهائن في لاهاي وعثر على أخرى في منزل صديقة «كارلوس» في باريس.

ومن جانبه قال المحامي «جورج هولو»، الذي يُمثل 18 من أطراف الادعاء المدني الثلاثين في المحاكمة وبينهم أرملتا ضحايا الاعتداء على المقهى في باريس، قال: «وأخيرا ستجرى محاكمة»، وأضاف: «الضحايا ينتظرون الحكم على كارلوس».

بينما يعترض الدفاع على إجراء هذه المحاكمة بحد ذاتها؛ فتقول «إيزابيل كوتان بير» محامية «كارلوس» متسائلة: «ما أهمية إجراء هذه المحاكمة بعد مرور هذا الوقت الطويل على الوقائع؟ إنه أمر غريب»؛ لكن المحكمة رفضت هذه الحجة معتبرةً أن التقادم قد توقف لأمور استجدت في ملفات أخرى لـ«كارلوس»، وأن الوقائع تندرج في إطار «الاستمرار في الالتزام بالإرهاب».

كما يندرج الاعتداء، في نظر الاتهام، في سياق احتجاز رهائن في سفارة فرنسا في لاهاي. وكان «كوماندوز» من الجيش الأحمر الياباني المرتبط بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كان «كارلوس» عضوًا في فرعها «للعمليات الخاصة» يُطالب بإطلاق سراح أحد أعضائه أوقف في مطار «أورلي» بالقرب من باريس قبلها بشهرين. وكان هذا الرجل ينقل وثائق تتعلق بعمليات خطف لطلب فدية لمدراء فروع شركات يابانية متمركزة في أوروبا من أجل تمويل الجيش الأحمر.

  كلمات مفتاحية

كارلوس محاكمة إرهاب القرن الماضي