«أولاد المختار»..دراما رمضانية تصور طرفا من القضية الفلسطينية

الثلاثاء 14 مارس 2017 12:03 م

وسط أجواء الطبيعة القروية، ينتشر ممثلو «أولاد المختار» في مواقع التصوير بقرية رابا، قرب جنين شمال الضفة الغربية، يرتدون الملابس التقليدية الفلسطينية التي تحاكي سنوات ما قبل احتلال (إسرائيل) لأراضيهم عام 1948م. 

ويسعى فريق عمل مسلسل «أولاد المختار»، بالخروج بعمل نوعي وبإمكانيات محدودة، لإنتاج مسلسل يقول القائمون عليه إنه الأكبر على مستوى الأعمال التي أنتجت داخل فلسطين.

عدد حلقات المسلسل 30، ومدة الحلقة الواحدة قرابة 50 دقيقة، وسيُعرض في شهر رمضان المقبل. 

ويشارك في العمل 40 ممثل وممثلة من مختلف مناطق الضفة الغربية، وقطاع غزة، بإلاضافة إلى مشاركة الفنانة الأردنية «سهير فهد»

وبينما ينشغل المُخرج الشاب «بشار النجار»، بإعطاء ملاحظاته قبيل البدء بتمثيل أحد مشاهد المسلسل، أخذت «الأناضول» منه بعض الوقت، لتسأله عما يميّز هذا العمل عمّا سبقه من أعمال درامية فلسطينية. 

ويجيب مُخرجه قائلًا: «نريد أن نؤكد أننا كشباب فلسطينيين قادرين على إنتاج دراما فلسطينية حقيقية تليق بقضيتنا، وتكون قادرة على منافسة أعمال عربية، في ظل الظروف الإنتاجية والسياسية الحالية». 

ويتناول المسلسل قصتين، الأولى عن خربة (قرية صغيرة) اسمها (أم اللوز)، وهي القرية الفلسطينية التي تم (تهويدها) في مدينة القدس. 

والقصة الأخرى عن قرية (زُهرة)، التي تدور فيها أحداث المسلسل، وعن صندوق (الكواشين) (الأوراق الثبوتية) والحجج، الذي يخرج مع مجموعة من الفلسطينيين الذين تمكنوا من الهروب من العصابات الصهيونية، ويصل الصندوق إلى القرية. 

وتبدأ الحكاية بمحاولات إيصال (الكواشين) إلى أصحابها، حتى لا يتم الاستيلاء عليها من قبل (إسرائيل. (

ويقول المخرج «بشار النجار»: «نحن كفلسطينيين أحق من غيرنا بالحديث عن قضيتنا ونكبتنا، ونتناول المواضيع التي نحن أقرب لها من أي شخص آخر، هذا ما يدفعنا لنكافح ولا ننام الليل لننتج هذا العمل». 

وأشار «النجار» إلى أن التكلفة الإنتاجية لمسلسل «أولاد المختار» وصلت إلى نصف المليون دولار، وهي الأعلى بين تكلفة الأعمال التي أنتجت داخل فلسطين، حسب قوله. 

وقال مخرج المسلسل إنه: «بحاجة إلى أكثر من نصف المليون دولار، لكن هناك عوامل عدة تساعدنا على تخطي هذه الصعوبة، فبعد توفيق الله، وقف أهالي قرية (رابا) إلى جانبنا، وقدموا كل ما يستطيعون عليه لفريق العمل، فتحوا بيوتهم لنا، ووفروا لنا الكثير من المعدات». 

وتابع «النجار»: «العامل الآخر الذي ساعدنا، هي همة طاقم المسلسل، الذي يعمل بأقل الإيرادات في سبيل أن نخرج بهذا العمل». 

وتوقع «النجار» أن يكون العمل ناجحاً ويحقق نقلة نوعية، على مستوى الدراما الفلسطينية. 

وقال المخرج الفلسطيني: «جمالية النص ومتانته، وجمالية المكان، والثقة التي بدأنا نكسبها من الناس بعد عدة أعمال سابقة، عوامل أخرى ستساهم في نجاح هذا العمل». 

وأضاف «النجار»: «لم يكن هناك دراما فلسطينية بهذا المستوى من الإنتاج، وبإذن الله سنكون من أوائل الذين يضعون بصمتهم بأعمال درامية فلسطينية كبيرة». 

وتابع: «كانت هناك تجارب عربية تناولت القضية الفلسطينية، سواء حالية أو قديمة، فلماذا لا نقدّم نحن الصورة الأقرب للواقع لأننا الأقرب لها». 

ويجري تصوير المسلسل في 53 موقع تصويري، يتوزع بين أبنية، أو إعادة إعمار أو ترميم أو صناعة من الصفر. 

وعن الصعوبات التي تواجه «أولاد المختار»، أشار المخرج إلى أن أكثرها هي تحضير الإكسسوارات، فالمسلسل يتناول ثلاث حقب زمنية، وذلك يتطلب قلب الموقع والملابس ثلاث مرات. 

وتفتح الحلقات الأولى من المسلسل، الحقبة منذ عام 1947م، لحظة تسليم الانتداب البريطاني فلسطين لليهود، وينتقل لحقبة الـ1967م واحتلال الضفة الغربية والقدس، وصولاً لعام 1980م. 

من ناحيته، أشار مدير إنتاج المسلسل «سعيد النجار»، إلى أن «أولاد المختار» يعد العمل الفلسطيني الدرامي الأول الذي يتحدث عن القصة الفلسطينية. 

وقال لوكالة الأناضول: «دائماً ما نطالب غيرنا بإنتاج دراما تروي حكاية الشعب الفلسطيني ومعاناته، لكن بمسلسل (أولاد المختار) سنرويها نحن من واقعنا وأرضنا». 

بدوره، أشار الكاتب والناقد «سعيد أبومعلا»، إلى أن الأعمال الدرامية الفلسطينية بالمجمل، التي تنتج في فلسطين وعنها، قليلة. 

وأضاف «أبومعلا»: «ببساطة النتاج الدرامي (الفلسطيني) شبه غائب، وما ينتج سنويًا من أعمال يُعرض في شهر رمضان، ولا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وبالتالي نحن ما زلنا نحبوا في الإنتاج الدرامي للأسف الشديد». 

وأضاف الكاتب والناقد: «تجربتنا الدرامية عمرها قليل نسبيًا، بمعنى إن قارنّا ما ننتجه كفلسطينيين مع ما يُنتج سورياً أو مصرياً أو حتى خليجياً فالمقارنة تكون ظالمة، السياقات مختلفة والحال مختلف والتجارب الفنية مختلفة أيضًا». 

وتابع «أبومعلا»: «من خلال متابعاتي في شهر رمضان الماضي، فإن جزءاً مما أُنتج كان تقليداً لنماذج من الدراما السورية أو العربية، ولكنه تقليد أعمي ويفتقر إلى الكثير من الأمور الفنية مثل السيناريو الجيد، التمثيل الاحترافي، والإخراج المحترف». 

وأضاف: «كما أن الأمر فقير على مستوى الإنتاج، فالميزانيات ضعيفة، وتكاد ميزانية عمل من 30 حلقة تساوي أجر أصغر فنان عربي في مسلسل خليجي». 

ومضى «أبومعلا» قائلاً: «نحن نمتلك حكاية تهم الجماهير العربية، وليكون السؤال كيف نصل إلى هذه الجماهير، بداية نحتاج الاحتراف الفني تمثيلاً وكتابة وتصويرًا...الخ، ومن ثم نحتاج التمويل حتى نسير في مسار تصبح الدراما صناعة، ونحتاج رعاية أو اهتمام رسمي وخاص». 

وعن «أولاد المختار» قال الكاتب والناقد: «بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة، فإننا لا نريد أن نظلمه ونعتقد أنه سيكون نقلة نوعية، ولا يجب أن نتعامل معه على هذا الأساس». 

وأضاف: «آمل أن يكون عملا فنيًا جميلاً ومُبدعًا في مشوار الدراما الفلسطينية، وأن يستمر العاملون فيه في مسيرة الإنتاج حتى تتراكم الخبرات». 

  كلمات مفتاحية

أولا المختار دراما رمضانية طرف من القضية الفلسطينية