الكويت منزعجة من الاحتقان بين السعودية ومصر وتكشف عن مساع لاحتواء الخلاف

الثلاثاء 14 مارس 2017 01:03 ص

أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي «خالد الجار الله» عن قلق بلاده وانزعاجها من حالة الاحتقان التي تنتاب العلاقات السعودية المصرية، كاشفا عن مساع قامت بها الكويت لاحتواء هذا الاحتقان.

ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن «الجار الله» أن الكويت تدعم مصر وتقف إلى جوارها كما وقفت مصر إلى جانب الكويت في أحلك الظروف.

وقال: «نأمل في أن تشكل القمة العربية نقطة تحول في عملنا لمستقبل الأمة العربية، ولذلك ستكون مشاركة الكويت في القمة على أعلى مستوى، وستكون مشاركة فاعلة».

وأضاف: «الكويت منذ نشأتها ومنذ استقلالها دأبت على تنقية الأجواء العربية، وجهودها لتنقية هذه الأجواء لم تنقطع ولن تنقطع، وبالتالي فهذا التزام للسياسة الخارجية الكويتية التي وضع أسسها أمير البلاد، وعندما تتحرك الكويت لاحتواء أي خلاف أو تصعيد في أفق العلاقات الخارجية العربية، فهذا تحرك منطقي وطبيعي ومتوقع دائما منها».

وأضح أن الكويت تلعب دورا مهما جدا فيما يتعلق بالتوتر والاحتقان والعلاقات غير السوية بين إيران ودول الخليج، حيث تسعى الكويت لترطيب الأجواء بين دول الخليج وإيران.

وأكد «الجار الله» أن بلاده تربطها مع مصر علاقات تاريخية ومتميزة جدا، قائلا: «العلاقات الكويتية المصرية هي علاقات أخوية وعلاقات بين أشقاء، ونحن في الكويت نتذكر دائمًا دور مصر وعطاءها للكويت، ونتذكر البعثة المصرية التي جاءت للكويت عند بدايات الدولة الكويتية، حيث علمت أبناء الكويت وثقفتهم ومكنتهم بالفعل من الاطلاع على آفاق المعرفة والعلم، ومن هذا المنطلق نحن نتذكر البعد التاريخي لهذه العلاقة وأثره على ترابط العلاقات بين الأشقاء في الكويت ومصر».

وأضاف: «لقد ساهمت مصر بلا شك بدور رائد وكبير عندما امتزج الدم المصري بالدم الكويتي، كما سبق أن امتزج الدم الكويتي بالدم المصري عندما شارك أبناء الكويت في العمليات العسكرية في حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 ضد إسرائيل، ومراحل ومحطات العلاقات المصرية الكويتية مشرفة، ونحن لدينا رصيد كبير نستطيع البناء عليه في هذه العلاقات».

واستطرد: «واليوم مصر في حاجة إلى أشقائها في دول الخليج وإلى أشقائها في دولة الكويت، وأود التأكيد هنا على أننا في الكويت نقف إلى جوار مصر وشعبها وقيادتها، هذه القيادة الواعدة بمستقبل مزهر وبراق لمصر، ونحن في الكويت ندعم هذه القيادة ونشد على يدها لمواصلة دورها في بناء مصر واستقرارها وأمنها ودورها في محيطها العربي، ونحن عندما نقدم الدعم لمصر نرد بعض الدين إلى أشقائنا المصريين، ولذلك فأنا متفائل وأنظر بمزيد من الأمل لهذه العلاقات التاريخية المميزة بين الكويت ومصر، وهناك لقاءات عديدة جمعت أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مناسبات عديدة، وهذه اللقاءات جسدت عمق هذه العلاقات، وحجم التفاهم والترابط بين القيادتين وشعبي البلدين».

وكشف «الجار الله» أنه كانت هناك ترتيبات لقيام أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» بزيارة للقاهرة، مرجحا أنها مازالت قائمة من ضمن برنامج «الصباح»، إلا أنه استبعد إتمامها قبل القمة العربية المقبلة في الأردن.

وأوضح نائب وزير الخارجية الكويتي أن هناك استثمارات كويتية في مصر، مشيرا إلى مصر سوق واعدة للاستثمار، وتتمتع بدرجة عالية من الاستقرار السياسي والمالي، وهناك العديد من القوانين التي تم اعتمادها لتشجيع الاستثمار، معربا عن تطلع بلاده لمزيد من العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع مصر.

وكان مصدر رفيع المستوى، كشف مطلع مارس/آذار الجاري أن مصر تلقت خلال الأيام الماضية، اتصالات من عدة دول عربية لترتيب لقاء مصري سعودي، بهدف إزالة الشوائب وتصفية الأجواء بين البلدين، مشيرا إلى أنه في حالة عدم عقد اللقاء خلال هذه الأيام، فسيكون هناك لقاء بين وزيري الخارجية المصري «سامح شكري» والسعودي «عادل الجبير»، تحت رعاية الأردن، والإمارات، والكويت، وأمين عام «الجامعة العربية»، «أحمد أبوالغيط»، قبيل انعقاد القمة العربية بعمان الشهر الجاري.

وقال المصدر إن اللقاء لم يتحدد موعده حتى الآن، كما لم يتم إبلاغ «شكري» بزيارة مرتقبة لـ«الجبير» إلى مصر.

وأكد المصدر أن المصالحة المصرية السعودية، تشمل إزالة الخلافات وعودة الاستثمارات بين البلدين، بالإضافة إلى عودة شركة «أرامكو» لضخ البترول لمصر، بالإضافة إلى أن الدول العربية، طلبت أن يكون هناك تعاون مصر سعودي، في القضية السورية خلال الفترة المقبلة، وذلك ضمن نقاط المصالحة بين الجانبين.

وقال المصدر إن المملكة العربية السعودية، كانت ستقيم عدة مشروعات في سيناء، ولكن تم تجميد هذه المشروعات، والتي كانت تضم تجمعات سكنية وزراعية وشبكة طرق سريعة.

ونفى المصدر، ما تردد عن أن المملكة، تخطط لاسترداد وديعة لها بمصر، بقيمة ٢ مليار دولار، مشيرا إلى أنه لم يتم التطرق لهذا الأمر من قبل أي مسؤول سعودي حتى الآن.

وتمر العلاقات السعودية المصرية بأسوأ أطوارها منذ انقلاب يوليو/تموز 2013 في مصر، إذ أخذ كل فريق بالتلويح بالأوراق البديلة التي يملكها في وجه الآخر، فيما باتت خريطة التقارب بين الدول الإقليمية الكبرى (مصر والسعودية وتركيا وإيران) آخذة في التشكل من جديد في ضوء المعطيات الجديدة.

ولا تبدو العلاقات السعودية المصرية في أوج الود خلال الفترة الأخيرة بعد أن بلغ الخطاب الإعلامي، خاصة المصري مرحلة متقدمة من الحدة عقب قطع شركة «أرامكو» السعودية للإمدادات البترولية التي كانت تمد بها القاهرة دون تقديم أي مبررات، قيل حينها بأن تصويت مصر على قرار لا يتفق مع التوجه السعودي كان سببا في هذا الجفاء، لكن مراقبين أرجعوا الأمر إلى أسباب أكثر تعقيدا مما هو ظاهر، ذلك أن مصر حسبما يرى البعض أخذت تغير دفة الإبحار نحو سوريا وإيران.

  كلمات مفتاحية

السعودية الكويت مصر خالد الجار الله العلاقات السعودية المصرية العلاقات الكويتية المصرية