بـ«تحية عسكرية» من والده.. آلاف الفلسطينيين يزفون الشهيد «باسل الأعرج» لمثواه الأخير (فيديو)

الجمعة 17 مارس 2017 10:03 ص

بتحية عسكرية أداها والده له، كآخر ذكرى لهما في الحياة، وبحضور مهيب شارك فيه الآلاف.. شُيع، يوم الجمعة، جثمان الشهيد «باسل الأعرج» (31 عاماً) إلى مثواه الأخير في قرية الولجة، شمال غرب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة. (شاهد مقطع فيديو من تشييع الجنازة)

ولاقت هذه التحية تعليقات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي التي أشادت بكفاح الشهيد ضد الاحتلال.

وعن هذه التحية العسكرية، قال الناشطة الفلسطينية «صمود سعدات» عبر حسابها على «تويتر»: «وهل هناك أبلغ من فعل الشهيد!!! والد الشهيد المقاوم باسل الأعرج يؤدي تحية عسكرية في وداع الباسل اليوم».

بينما علق حساب «أبو فريح» على هذه التحية، معتبراً أنها «تحية العروبة والوطن والتحرير».

وسلم جيش الاحتلال «الإسرائيلي» جثمان الشاب «باسل» (33 عاماً)، الجمعة، للجانب الفلسطيني، عند «حاجز 300» شمالي بيت لحم، بعد احتجازه منذ استشهاده بنيران جيش الاحتلال قبل نحو 10 أيام.

وعن هذه اللحظة قال ناشطون على موقع «تويتر» إن الضابط «الإسرائيلي» تحدّث لوالد الشهيد قائلاً: «قبل ما تشوف صورة الجثة عشان تتعرّف عليها لازم تكون فاهم إنها بتختلف حالياً عن صورته دائماً وممكن تكون مشوهة بفعل الرصاص والشظايا»، فرد الوالد بعد المعاينة: «الله يرضى عليه، عمري ما شفته أحلى من اليوم».

ونُقل الجثمان بعد تسليمه إلى مستشفى «بيت جالا» الحكومي في بلدة بيت جالا قرب بيت لحم.

وانطلق الموكب الجنائزي المهيب من أمام المستشفى صوب منزل عائلة الشهيد في قرية الولجة؛ حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة من قبل ذويه وأحبته وأصدقائه، قبل مواراته الثرى في مقبرة القرية.

ورفع المشيعون، الأعلام الفلسطينية، ونددوا بممارسات جيش الاحتلال، وهتفوا مطالبين بالوحدة الوطنية الفلسطينية.

واستشهد «باسل الأعرج»، في 6 مارس/آذار الجاري،  برصاص قوة خاصة من جيش الاحتلال في مدينة البيرة قرب رام الله، بعد اقتحام تلك القوة لمنزل تواجد فيه، اختطفت جثمانه، بعد أن قاتل لنحو ساعتين.

وشكل قتل «باسل» استنكارا واسعا في الشارع الفلسطيني؛ حيث خرج آلاف المنددين بمقتله، لدوره في قيادة الحراك الشبابي المناهض للاحتلال والاستيطان.

وكان «باسل» وخمسة من رفاقه اعتقلوا لدى أجهزة الأمن الفلسطينية لعدة شهور بتهمة قيادة خلية عسكرية، وأفرج عنهم بعد ضغط من الشارع الفلسطيني.

وسبق أن اعتقلت سلطات الاحتلال رفاق «باسل»، بينما لم تفلح باعتقاله.

وكانت شرطة الاحتلال قالت في حينه، إن «باسل»، كان مطلوبا لقوات الجيش لقيادته خلية خططت لتنفيذ هجمات ضد أهداف «إسرائيلية»، على حد تعبيرها.

من هو «باسل الأعرج»؟

«باسل» هو أحد الذين عبّروا بالمشاركة في تأسيس «الحراك الشبابي الشعبي» عن رفضهم لتقاعس بقية الفصائل عن أخذ دورها في «انتفاضة القدس»، التي كان يسميها «الانتفاضة المظلومة».

وتعود جذوره إلى قرية الولجة شمال غربي بيت لحم، وفي بداياته اشتهر بأنه ناشط شبابي في رفض التطبيع والتعايش مع الاحتلال، علماً بأنه نال شهادة البكالوريوس في الصيدلة من إحدى الجامعات المصرية، ثم عمل بالصيدلة في مخيم شعفاط في القدس لمدة قصيرة.

ومن أبرز الفعاليات التي سطع فيها نجمه، المظاهرات الاحتجاجية على زيارة كانت مقررة لوزير الأمن «الإسرائيلي» السابق «شاؤول موفاز»، خلال عام 2012 إلى الضفة، وتعرض للضرب آنذاك على يد الأمن. وكان قد شرع خلال السنوات الثلاث الماضية في مشروع «توثيق محطات الثورة الفلسطينية» منذ ثورة عام 1936 وصولاً إلى انتفاضة الأقصى عام 2000، وأطلق لهذا الغرض رحلات ميدانية استهدفت زيارة المناطق التي وقعت فيها العمليات والمعارك الفدائية، مثل موقع عملية زقاق الموت التي نفذها ثلاثة من «حركة الجهاد الإسلامي» في الخليل عام 2002، ومعركة الولجة في بيت لحم، ونموذج ريف جنين في جدوى المقاومة، وغيرها.

في موازاة ذلك، حرص «باسل» على تنظيم ندوات تثقيفية في عدد من محافظات الضفة، كما نشط في «دائرة سليمان الحلبي» التي كانت تنظم محاضرات وطنية وتاريخية، وتناقش موضوعات تخص الفكر المقاوم.

كذلك، كان يحرص على أن يكتب باستمرار في عدة مواقع فلسطينية عدداً من المقالات المتنوعة، التي تتمحور حول مواجهة الاحتلال، ومن بينها مقالة تعكس شخصيته كباحث ومؤرخٍ، عنوَنها بـ«عش نيصاً... وقاتل كالبرغوث».

ومن أبرز مقولاته التي تداولها آلاف الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «بدك تصير مثقف، بدك تصير مُشتبك، ما بدك مُشتبك، بلا منك وبلا من ثقافتك».

طالع صور من الجنازة:

 

المصدر | الخليج الجديد + صحف ووكالات

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل شهيد باسل الأعرج