تناولت صحيفة «الغارديان» البريطانية فوز حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي وحلفائه بنسبة أكثر من 80% من أصوات الناخبين في ولاية أوتار براديش الهندية التي يزيد عدد سكانها على 200 مليون نسمة.

وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي حمل عنوان «متطرف معاد للإسلام يفوز بأكبر انتخابات هذا العام»: «إذا كان العالم قد تنفس الصعداء إثر فشل السياسي الشعبوي المعادي للإسلام، خيرت فيلدرز، في أن يصبح زعيم أكبر حزب في هولندا، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا، إذ أعقب ذلك فوز حزب معاد للإسلام في أكبر انتخابات جرت هذا العام».

وأضافت أن ولاية أوتار براديش ليست دولة مستقلة لكنها تشكل أكبر وأهم ولايات الهند، وتعد الانتخابات فيها رابع أكبر انتخابات ديمقراطية في العالم بعد بقية الهند والولايات المتحدة وإندونيسيا، مشيرة إلى أن الانتخابات في هذه الولاية تعد الأهم في الهند، ولها حصة 80 مقعدا في البرلمان الهندي الذي يبلغ عدد مقاعده 545 مقعدا.

وأوضحت الصحيفة أن الرجل الذي اختاره رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي»، لقيادة ولاية أوتار براديش، موطن نهر الغانغ الهندوسي المقدس وضريح تاج محل رمز عمارة السلاطين المغول المسلمين، هو القومي الهندوسي «يوغي أديتياناث»، وهو رجل دين هندوسي وسياسي انتخب لخمس مرات سابقة، واتهم بمحاولات قتل وتحريض على عمليات إجرامية وأعمال شغب.

وذكرت أن «أديتياناث» عرف بقوله إن الشباب المسلمين يشنون نوعا من «جهاد الحب» لخداع وغواية النساء الهندوسيات وتحويلهن إلى الإسلام، كما اتهم الأم «تريزا» بأنها تريد تنصير الهند.

لافتة، أن «أديتياناث» يدعم إجراءات على طريقة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، لمنع من يسميهم «الإرهابيين» من الدخول إلى الهند.

وأشارت الصحيفة إلى ما صرح به «أديتياناث» في حملته الانتخابية حيث قال: «إذا قتل المسلمون رجلا هندوسيا سنقتل 100 من الرجال المسلمين».

واتهمت الصحيفة في افتتاحيتها حزب «بهاراتيا جاناتا» بافتعال الأزمات دائما لتحويل الانتباه عن واقع الفقر الذي تعيشه البلاد.

وقالت إن ثمة من يدعو إلى بناء معبد هندوسي في موقع جامع إسلامي هدمته حشود قادها حزب «بهاراتيا جاناتا» في عام 1992، بحجة أنه مكان ولادة إله مقدس لديهم، وكان ينبغي أن تصرف مثل هذه الأموال لتجهيز الطاقة الكهربائية لأكثر من نصف بيوت الولاية التي تفتقد إليها، أو لتخفيض معدل وفيات الأطفال فيها وهو الأعلى بين ولايات الهند.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى إن هذه الأمة التي كان يقال عنها يوما ما، إنها تنجح على الرغم من آلهتها المتعددة، فإنها تتراجع اليوم بسبب هذه الآلهة المختلفة.