فلسطينيون يحيون ذكرى شهداء للمقاومة بالقراءة

الاثنين 20 مارس 2017 06:03 ص

أحيا عشرات الشبان في غزة للعام الثاني على التوالي سلسلة «القارئ الفلسطيني» التي أطلقها الشهيد «بهاء عليان قبل نحو 3 أعوام في القدس المحتلة مؤكدين على أهمية الوعي الثقافي كضرورة ملحّة لمقاومة الاحتلال (الإسرائيلي).

ولم تغب ذكرى الشهيد «باسل الأعرج» عن مُخيلة الشبان في السلسلة الثقافية، إذ شكلت شهادته حافزاً كبيراً لديهم للاهتمام بالثقافة والقراءة بعدما كرّس جلّ وقته في التنظير للمقاومة الفلسطينية، ومناهضة الاحتلال وسياساته، بحسب وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».

واستشهد «عليان» مع رفيقه «بلال غانم» في عملية فدائية في القدس المحتلة العام الماضي، في حين قضى الشهيد «باسل الأعرج» مطلع الشهر الجاري في اشتباك مسلح مع الاحتلال بمدينة رام الله وسط الضفة المحتلة.

سلسلة ثقافية

وتجمع عشرات الشبان على شكل سلسلة بشرية امتدت على أحد أرصفة ميناء غزة للقراءة ومطالعة الكتب الثقافية، وسط حضور ومشاركة واسعة.

وتقول منسقة الفعالية «مجدولين حسنة» «إن تنظيم سلسلة القارئ الفلسطيني في غزة تأتي تخليداً لوصية الشهيد بهاء عليان الذي أطلقها في القدس لتعزيز الثقافة الفلسطينية، وإحياءً لثقافة المقاومة التي خطها الشهيد باسل الأعرج».

وأضافت «حسنة»: «ويرجع الفضل الرئيسي لسلسلة القارئ للشهيد بهاء العليان وذلك بعد تنظيم فعالية (أطول سلسلة بشرية لقّراء حول أسوار القدس)، وهي فكرة انطلقت بها مؤسسة مبادرة شباب البلد».

وتوضح «حسنة» أن شبان غزة يعتزمون للعام الثاني على التوالي إحياء فكرة الشهيد «عليان» الثقافية لأن الفكرة لا تموت كما تقول.

وما يُميز «سلسلة القارئ الفلسطيني» هذا العام هو تدشين الشبان لمكتبة في ساحة الميناء، حيث يتمكن القارئ من استعارة كتاب جديد بترك كتاب لديه للاستفادة.

وتؤكد «حسنة» أن هدف الفعالية يأتي لتعزيز ثقافة القراءة ونشرها بين المجتمع الفلسطيني من خلال التأكيد على أهمية القراءة واتخاذها كسلاح فعّال بجانب المقاومة.

وتتيح السلسلة لجميع المواطنين اقتناء الكتب وقرائتها بشرط إرجاعها إلى المكتبة وكذلك التبادل الثقافي دون التركيز على فئة معينة من الشباب أو صنف معين من الكتب الثقافية.

نموذج يعتز به

ويؤكد الصحفي والكاتب «أحمد أبورتيمة» أن «سلسلة القارئ الفلسطيني» نموذج فلسطيني يعتز به وذلك بعد تأكيد الشهيدين على ذات النهج الثقافي لمقارعة الاحتلال (الإسرائيلي).

ويبين «أبورتيمة» أنه بإمكان الشاب المثقف أن يكون مُبادراً لبناء مجتمعه وشعبه، وأن يتقدم للصفوف ويستثمر علمه من أجل أن يحرر أرضه ومقدساته.

ويحث الشباب على القراءة والمطالعة لما لها من أثر كبير في هزيمة الاحتلال (الإسرائيلي) بالفكر والعقل ليتمكنوا من رفع رسالة شعبهم عبر المنصات المختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي.

ويتابع «أبورتيمة» كلماته قائلاً: «إن ما أردنا تحرير فلسطين وإصلاح أنفسنا؛ فالبداية بالقراءة، وادعوا الجميع لتخصيص ساعة أو اثنتين للقراءة يوميا من أي كتاب».

مبادرة إيجابية

ورأى «طارق الخوري»، وهو خريج صحافة وعلاقات عامة، أن «سلسلة القارئ الفلسطيني هي مبادرة إيجابية للتشجيع على القراءة والمطالعة».

وأوضح «الخوري» أن رسالة الشبان اليوم بمشاركتهم بالسلسلة الثقافية ليست للاحتلال فقط؛ بل للعالم أجمع أن فلسطين قادرة بالعلم والقراءة أن تنهض بمجتمعها للوعي والحضارة.

ويختتم «الخوري» حديثه بالقول إنه: «من الجميل أن نحيي اليوم فكرة شهيدين مثقفين، فوطن لا يقرأ لا يمكن له أن يتحرر من قيد الاحتلال».

في حين عبّرت «دعاء عمار» عن سعادتها بالمشاركة بالسلسلة الثقافية، مؤكدةً أنها احضرت أبنائها لتشجيعهم على القراءة والثقافة وما لها من أثر كبير في إحياء المجتمعات.

وتضيف «سعيد» «شهداؤونا في الضفة أمثال بهاء وباسل جمعوا بين وعي المقاومة والفكر والثقافة، لذا يجب على كل فلسطيني أن يكون له رافداً بالقراءة كما المقاومة».

المصدر | صفا

  كلمات مفتاحية

فلسطينيون إحياء ذكرى شهداء للمقاومة القراءة