دراسة إسرائيلية: إعلان خلافة البغدادي رد فعل على شعور المسلمين بالمهانة

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 07:12 ص

 الناصرة | فلسطين المحتلة | من زهير أندراوس: ما زالت مراكز الأبحاث الإستراتيجيّة الإسرائيليّة تنشر الدراسات الـ”علميّة” عن تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، في محاولة لسبر غور هذه الظاهرة، والمُلاحظ أنّ جميع الدراسات التي صدرت حتى الآن، تُشدّد على أنّ خطر تنظيم الدولة الإسلاميّة لا يقتصر على منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على العالم برّمته.

ومع أنّ جميع مراكز الأبحاث في تل أبيب تُجمع على أنّ إسرائيل ليست موجودة حتى اللحظة على سلّم أولويات هذا التنظيم، فإنّها تُحذّر من أنّه عاجلاً أمْ أجلاً، ستتحوّل إسرائيل إلى هدف من أهداف التنظيم، وخصوصًا من شبه جزيرة سيناء، بعد إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس، الناشط هناك، مبايعته لزعيم الدولة الإسلاميّة، أبو بكر البغداديّ.

الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب "الإسلاميّ" المتطرّف، يورام شفايتسر، من مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، والمُرتبط عضويًا مع المؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في الدولة العبريّة، أصدر دراسةً جديدةً عن تنظيم الدولة الإسلاميّة، ونشرها على الموقع الالكترونيّ للمركز، والتي قال فيها إنّ الروح الشريرة التي تصدر عن تنظيم الدولة الإسلاميّة، بما يتعلّق بكيفية عملها، أهدافها وقيمها المعلنة، ليس سريّة، وبالتالي فإنّ هذه القضايا التي يطرحها التنظيم تُشكّل خطرًا على العالم قاطبةً.

برأيه، من أجل الحدّ من انتشار هذه الظاهرة، يتحتّم خوض معركة عالميّة ضدّها أكثر إصرارًا وهجوميّة، والتي تُحارب على عدّة جبهات، وهي العسكريّة، السياسيّة، القضائيّة والأيدلوجيّة القيميّة.

ولفت شفايتسر إلى أنّه ما زال مبكرًا القول والفصل أيضًا فيما إذا كانت تقديرات زعيم التنظيم البغدادي الإيجابيّة حول ميزان الربح والخسارة، ولكن بالمقابل يُقّر الباحث الإسرائيليّ بأنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة تمكّن من فرض سيطرته ونفوذه في المناطق التي قام باحتلالها في كلّ من العراق وسوريّة، علاوة على ذلك، استطاع التنظيم إقناع عشرات الآلاف من الشباب المسلم من جميع أنحاء العالم بالانخراط في صفوفه من أجل الجهاد العسكريّ لإقامة دولة الخلافة الإسلاميّة، وبالمقابل، أضاف الباحث، فإنّ الحلف الدوليّ، الذي تمّ تشكيله لمُحاربة التنظيم الإرهابيّ استطاع أنْ يُحرز تقدّماً ملموسًا، بهدف منع التنظيم من احتلال سريع لمناطق أخرى في البلدين العربيين، العراق وسوريّة.

ورأى الباحث أيضًا أنّ إعلان البغدادي عن نفسه خليفة فيها الكثير من السلبيات، وفي مقدّمتها أنّه ربط التنظيم باسمه، الأمر الذي سيجعل انتخاب خليفة له من رابع المستحيلات، على حدّ تعبيره. كما أشار إلى أنّ تنصّل البغدادي من زعيم تنظيم (القاعدة)، أيمن الظواهري، يُعتبر خطوة سلبيّة لأنّه بذلك أوجد له العديد من الأعداء في التنظيمات السلفيّة المتشدّدّة.

وبرأيه، فإنّ إعلان البغدادي عن نفسه خليفة للمسلمين، كان بمثابة الدواء والعلاج للشعور بالإهانة والإذلال، الغضب وحالة الارتباك في صفوف الجماهير الإسلاميّة، حيث أعطاهم هذا الإعلان فرصةً لتحقيق الأمل بأنْ تتحوّل الدولة الإسلاميّة إلى دولة تستوعب الشباب المسلم المظلوم والمقموع، علاوة على أنّ دولة الخلافة منحت الشباب المُسلم في جميع أرجاء المعمورة بأنّ إقامة دولة الخلافة الإسلاميّة ستُحقق إعادة بناء الإمبراطوريّة الإسلاميّة، والتي ستكون بمثابة مصدر فخر واعتزاز لجميع المسلمين في العالم، على حدّ قول شفايتسر.

وحول ظاهرة القتل والإعدام التي يقوم التنظيم بتنفيذها، قال الباحث الإسرائيليّ، ساعدت الإستراتيجيّة الإعلاميّة لتنظيم الدولة الإسلاميّة في مسعاها إلى جذب الشباب المسلم إلى التنظيم، إذ أنّ نشر هذه الأعمال، بحسب الدراسة الإسرائيليّة، أكّدت للشباب المسلم أنّ تنظيم (داعش) قويّ وصلب ومتين، في الوقت عينه، الذي لم يتمكّن الغرب من فعل أيّ شيء يُذكر ضدّ هذه الظاهرة، على حدّ قولها.

ورأى شفايتر أيضًا أنّ دعوة البغدادي قوات التحالف الدوليّ لإنزال الجيوش على الأرض، وعدم الاكتفاء بالقصف الجويّ، فيها نوع من المقامرة، ذلك لأنّه بدعوته هذه، يُشكّل خطرًا على نفسه وعلى التنظيم برمتّه، ولكن، بالمُقابل، يعتقد الباحث شفايتسر، أنّ هذه الدعوة من البغدادي، هدفها كان وما زال، تطوير الرواية التي ينشرها التنظيم حول الحرب العالمية ضدّ المسلمين، من قبل الغزاة الذين يدخلون إلى الأراضي الإسلاميّة، وبالتالي فإنّ هذه الدعوة تهدف أيضًا إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب المُسلم للانخراط في المعركة ضدّ الإسلام والمُسلمين في العراق وفي سوريّة، على حدّ تعبير الدراسة الإسرائيليّة.

وخلُص الباحث إلى القول إنّ إسرائيل، التي لا تتواجد على أجندة تنظيم الدولة الإسلاميّة حتى اللحظة، عليها أنْ تأخذ بعين الاعتبار خطاب البغدادي عن التحالف الصليبيّ اليهوديّ على محملٍ من الجد، وتحديدًا أنّه تطرّق في تسجيله الأخير إلى المساعدات التي تُقدّمها إسرائيل إلى أعداء البغدادي في سوريّة، كما أنّه يجب على صنّاع القرار في تل أبيب، أضاف الباحث، أنْ يأخذوا بعين الاعتبار الإمكانية أنّه في المستقبل غير البعيد، سيقوم تنظيم الدولة الإسلاميّة بتنفيذ عمليات ضدّ أهداف إسرائيليّة ويهوديّة في البلاد وخارجها، بصورةٍ مباشرةٍ، أوْ بصورة غير مباشرة عن طريق حلفائه. 

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

معهد دراسات الأمن القومي إسرائيل يورام شفايتسر البغدادي الدولة الإسلامية مظلومية المسلمين

«الظواهري»: لا أعترف بشرعية «الدولة الإسلامية» و«البغدادي» ليس أهلا للخلافة