تشاؤم حول مصير 3200 من المختطفين الأيزيديين.. واتهامات لحكومة بغداد بإهمال الملف

الثلاثاء 21 مارس 2017 03:03 ص

ركزت صحيفة عربية تصدر في لندن، عبر تقرير لها، على قضية المختطفين الأيزيديين لدى تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين يزيد عددهم عن 3 آلاف، ويبقى مصيرهم «مجهولاً»، بينما تواجه السلطات العراقية اتهامات بإهمال هذا الملف.

ونقلت صحيفة «العربي الجديد» عن الأكاديمي الأيزيدي «خضر دوملي»، المتخصص بقضايا الأقليات في العراق، إن هناك نحو 3200 أسير وأسيرة من الأيزيديين في قبضة «الدولة الإسلامية»، نصفهم من النساء وفقا لإحصاء صدر عن اللجنة الأمنية المشكلة لمتابعة المختطفين الأيزيديين، في فبراير/شباط من العام الجاري.

ورغم مرور سنوات على اختطافهم، إلا أن مصيرهم يظل غامضاً.

وفي هذا الصدد، تساءلت البرلمانية العراقية الأيزيدية، «فيان دخيل» مستغربة: «أين هم (المختطفون الأيزيديون) الآن؟».

وتابعت عبر بيان عن مكتبها صدر الشهر الجاري: «ما يبعث على القلق هو أنه رغم الانحسار اللافت لتنظيم داعش (الدولة الإسلامية) سواء بمدينة الموصل أو قضاء تلعفر (شمالي العراق)، فإن اللافت في الأمر هو إنقاذ بضعة أيزيديين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، وهو أمر يبعث القلق والشكوك في نفوسنا».

وختمت بالإشارة إلى أن «المعلومات التي بحوزتنا تشير لوجود المئات منهم ومنهن بالموصل وتلعفر».

المعلومات ذاتها أكدها رجل الأعمال العراقي «عبدالله شريم»، الذي لفت إلى أنه عبر تواصله مع المهربين خلال عمليات إنقاذ المختطفات الأيزيديات تأكد من وجود العديد من الأيزيديين في الموصل، وقسم آخر بمدينة الرقة ودير الزور في سوريا.

وتوقع «شريم» أن يكون هناك قتلى من المختطفين الأيزيديين، مضيفاً: «في معارك الموصل هناك قتلى من هؤلاء المختطفين؛ لأن داعش يستخدمهم كدروع بشرية، لذا نخشى أن نخسر عدداً كبيراً من الرهائن».

ويتشارك الناشط الحقوقي «بهزاد فرحان»، مع «شريم» في توقعاته المتشائمة حيال مصير المختطفين والمختطفات، قائلاً: «أتوقع أن يختفي أثر أكثر من 2500 من المحتجزين من النساء والأطفال والرجال، وأن يتم استرداد 1000 شخص آخر فقط».

الانتحاريون الصغار

وبخلاف المصير المجهول، والذي يصل لحد التشاؤم عند البعض، يحمل الملف العديد من المخاوف.

إذ اعتبر «دوملي» أن احتجاز الأطفال الأيزيديين وتحويلهم إلى انتحاريين خطرا كبيرا، وهو ما ظهر في شريط مصور لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الشهر الماضي، وكشف خلاله عن طفلين شقيقين من الأيزيديين نفذا عمليتين انتحاريتين ضد القوات العراقية في الموصل.

ويبدي متابعو الملف قلقهم البالغ إزاء تجنيد التنظيم أطفال الأيزيديين الذين اعتقلهم وتم العمل على غسيل أدمغتهم وإعدادهم ليكونوا انتحاريين.

ويتوقعون وجود ما بين 450 و500 من الأطفال الأيزيديين في معسكرات التنظيم جرى تحويلهم إلى انتحاريين.

معاناة لا تتوقف

ولا تتوقف معاناة الأيزيديات الناجيات بتحريرهم من الأسر.

فالكثير منهن يعانين مشاكل نفسية كبيرة مثل الصدمة والاكتئاب الحاد إلى درجة الشروع بالانتحار.

وفي هذا الصدد وصفت الطبيبة «نغم نوزت»، وهي مديرة مركز طبي بمدينة دهوك بإقليم كردستان العراق مخصص لرعاية الناجيات من تنظيم «الدولة الإسلامية» حالة جميع الناجيات بالـ«صعبة» بسبب الظروف المعيشية التي يحيينها في مخيمات النازحين، والتي لا تساعد على تحسنهن وتجاوز الأزمة النفسية، التي لحقت بهن جراء ما تعرضوا له من قبل مقاتلي التنظيم.

وتعامل المركز مع 900 فتاة وامرأة ناجية، أكثرهن مصابات بمشاكل جسدية ونفسية، وفقا لإفادة الطبيبة «نغم».

وانتقدت مديرة مركز رعاية الناجيات الحكومة العراقية بشدة بسبب عدم الاهتمام بالناجيات وعدم دعم المركز، وحصرت مشاكل الناجيات في الأمراض الجلدية والضعف العام وسوء التغذية، والمشاكل نفسية.

انتقادات للحكومة العراقية

الأكاديمي الأيزيدي «خضر دوملي» انتقد، أيضاً، غياب اهتمام الحكومة العراقية والوسط الديني في العراق بمؤسساته المختلفة بملف الأيزيديين المختطفين، وقال: «لا نعلم هل سيكون هذا الملف جزءاً من مشاريع المصالحة الوطنية في المستقبل أم لا. من حق الضحايا إنصافهم وتعويضهم وتأهيلهم».

حسن كورو، مدير مكتب متابعة المختطفين الأيزيديين، الذي أسسه «نيجيرفان البرزاني» رئيس حكومة إقليم كردستان العراق من أجل دعم جهود تحرير المختطفين، اتفق مع سابقه.

إذ قال آسفا: «لا تتدخل الحكومة العراقية ولا الدول العربية ولا أمريكا أو أوروبا لدعم تحرير أولئك النساء والأطفال والرجال من قبضة داعش، لا ندري كم منهم سيتحرر، هم أبناؤنا، تنكرت لهم الدولة العراقية لم نعد نشعر أننا عراقيون».

لكن المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، «عمار منعم»، رد على تلك الانتقادات بالقول إن الوزارة «لم تتنصل من دعم ملف الأيزيديات بل اعتمدت شمول 350 من الناجيات بنظام شبكة الرعاية الاجتماعية (الحصول على راتب شهري لا يتجاوز مبلغ 500 ألف دينار نحو 400 دولار)».

وأضاف: «لدينا أيضاً خطة للمساعدة في إعادة تأهيلهن نفسياً واجتماعياً بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية»، متابعاً: «هناك جهات تتابع ملف المختطفين والمختفيات والعمل جار لمساعدة الناجين وتقديم الدعم الكامل لهم».

المصدر | العربي الجديد + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق مختطفون الدولة الإسلامية أيزيدي أيزيديون

أيزيديو العراق.. أقلية تعرضت للاضطهاد من الدولة الإسلامية

برلمان كردستان العراق يخصص ذكرى سنوية لإبادة الإيزيديين