«الاستئناف» السعودية تصادق على براءة مؤسس ورئيس «الحرمين الخيرية»

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 03:12 ص

أعلنت محكمة الاستئناف السعودية مصادقتها أمس على الحكم الصادر عن المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، والقاضي ببراءة مؤسس ورئيس «مؤسسة الحرمين الخيرية» الشيخ «عقيل بن عبدالعزيز العقيل» وعدد من قيادات العمل الخيري، وإخلاء سبيلهم.

وأعلن محامي رئيس ومؤسس «مؤسسة الحرمين الخيرية» المستشار القانوني «عبدالرحمن الجريس» بتزامن صدور قرار محكمة الاستئناف (رقم 77 / ص) مع صدور حكم أميركي برفع اسم «مؤسسة الحرمين الخيرية» من قائمة الإرهاب، لثبوت عدم صلتها بأي أنشطة سبق تجريمها.

وأوضح «الجريس» أنه تم رفع اسم عدد من قيادات ومؤسسات العمل الخيري وغيرها من قوائم «الأمم المتحدة» المتضمنة اتهام بعضهم، مبيناً أن رفع أسمائهم جرى بعد تحريات دقيقة وطويلة اتبعتها السلطات الدولية.

وأفاد بأن المؤسسة ستسعى خلال المرحلة المقبلة لاستعادة أموالها من أرصدتها المصرفية المجمدة في بعض دول العالم منذ نحو عقد من الزمان، موضحاً أن المحكمة الجزائية المتخصصة أصدرت أوامر قضائية عدة بالإفراج عن رئيس «مؤسسة الحرمين»، وتوّجت ذلك بالحكم ثم المصادقة الأخيرة على الحكم.

وشدد على ضرورة الإسراع بإطلاق سراح رئيس ومؤسس «مؤسسة الحرمين الخيرية»، وتعويضه ورد اعتباره، إضافة إلى إعادة فتح المجال لعودة المؤسسة لأنشطتها، وإلغاء القرارات كافة التي أسست على التهم التي تبين عدم صحتها وثبوتها، مع التعويض المادي والمعنوي.

وأضاف: «بعد أن ثبتت براءة رئيس المؤسسة بما لا يدع مجالاً للشك، فإن المتوقع المبادرة إلى إطلاق سراح موكلنا، وتعويضه مادياً ومعنوياً محلياً ودولياً، في ظل توجيهات قادة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ونائباه ووزير الداخلية والجهات المعنية».

هذا وقد تم القبض على «العقيل» في غرة رجب من عام 1430هـ بالتزامن مع القبض على رئيس لجنة آسيا سابقاً المدير الأخير لـ«مؤسسة الحرمين» قبل حلها، الشيخ «حجاج بن عبدالله العريني»، وكذلك الشيخ «محمد بن فهد التويجري» رئيس لجنة إفريقيا، والشيخ «محمد بن عبدالله الخضيري» آخر رئيس للجنة آسيا بعد شغورها، ثم تلا ذلك إيقاف عددٍ من منسوبي المؤسسة وغيرهم من موظفي وداعمي مؤسسة الحرمين، ووجهت لهم تهم بتمويل الإرهاب واختلاس الأموال وخيانة الأمانة.

وكان «العقيل» قد أسس «مؤسسة الحرمين الخيرية عام 1408هـ، في مدينة كراتشي الباكستانية، ثم انتقل مقرها الرئيس إلى مدينة الرياض عام 1412هـ للعمل في المجال الدعوي والإغاثي بكادر وظيفي متناغم، تجاوز خمسة آلاف موظف في أكثر من 50 دولة في الكرة الأرضية، يديرها ويسيّر أعمالها مجلس إدارة يضم في عضويته نخبة متميزة من العلماء المعروفين وطلبة العلم الكبار، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وتولى رئاسة مجلس إدارتها الوزير الشيخ الدكتور «صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ».

وكانت لهذه المؤسسة جهود خيرية عالمية ومحلية، إذ قامت بالكثير من البرامج والنشاطات الدعوية والإغاثية كبرامج كفالة الأيتام والدعاة والأئمة والمدرسين وتسيير القوافل الدعوية، وطباعة الكتب الإسلامية وتراجم للقرآن الكريم وكتب السنة وتوزيعها في شتى الدول الإسلامية.

كما نفذت المؤسسة مشاريع بناء المساجد والمدارس والإشراف عليها ومشاريع بناء المراكز الإسلامية والدعوية، وإعطاء منح للطلاب المسلمين في الدول الفقيرة للدراسة والعودة إلى أوطانهم ليقوموا بمسيرة الدعوة إلى الله، وتنظيم الدورات الشرعية والدعوية وتنفيذ البرامج الموسمية مثل تفطير الصائم ومشروع الأضاحي وبطانية الشتاء وما يصاحبها من جولات دعوية ودورات شرعية.

وقامت المؤسسة بالكثير من البرامج الإغاثية مثل توزيع الغذاء والكساء والدواء في مناطق الحروب والكوارث في بلدان كثيرة والمسارعة إلى إغاثة المسلمين عند نزول الكوارث والنكبات، إلى غير ذلك من المشاريع والمناشط الدعوية والإنسانية، وقد شيدت أكثر من 1200 مسجد داخل وخارج السعودية منذ إنشائها، وقامت المؤسسة بإنشاء عددٍ من اللجان المتخصصة لدعم مسيرتها منها: لجنة الدعوة والكفالات - لجنة الصدقة الجارية - لجنة المساجد - لجنة المشاريع الموسمية - لجنة أطباء الحرمين- لجنة الإنترنت - لجنة الداخل - لجنة إفريقيا - لجنة أوروبا - لجنة آسيا. وكانت هذه المؤسسة بمشاريعها الخيرية الكبرى مثيرة لحفيظة منافسيها من جماعات التنصير والتبشير وتقف حائطاً منيعاً لصد محاولاتهم وكشف مخططاتهم لاستغلال الفقر والعوز والمرض والحروب في صد الناس عن الدين الإسلامي، وتعد مؤسسة الحرمين كبرى الجمعيات الخيرية السعودية غير الحكومية التي نالت ثقة المجتمع السعودي من أعلى رأس الهرم إلى عامة الناس، وكانت المؤسسة تتلقى سنوياً تبرعات تصل إلى 50 مليون دولار، أي تقريباً نصف التبرعات التي تجمعها كل المنظمات الخيرية في المملكة العربية السعودية.

المصدر | الخليج الجديد+ الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية المحكمة الجزائية الرياض العمل الخيري عقيل العقيل