أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، «بول راين»، سحب مشروع تعديل قانون الرعاية الصحية، لتعذر تأمين الحد الأدنى من الأصوات وهي 216 من أصل 435 هم إجمالي عدد نواب المجلس الذي يصل عدد الجمهوريين فيه 237 نائبا.

وكان مقرراً أن يصوت أعضاء مجلس النواب الـ430 (193 ديموقراطياً و237 جمهورياً) على المشروع الجمعة، لكن عدد الجمهوريين الذين أعلنوا معارضتهم له فاق 30، ما أدى إلى إلغاء التصويت.

ووصف «راين» في مؤتمر صحفي، فشل التصويت بالأمر المخيب، مشيرا إلى الاستمرار بالعمل بـ(أوباما كير)، حتى التوصل إلى صياغة جديدة للقانون تلقى توافقا بين النواب.

وأبدى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» خيبة أمله وشعوره ببعض الذهول بعد فشل مشروع قانونه حول النظام الصحي الذي قال إنه كان “على وشك” أن يُقرّ.

فبعد 9 أسابيع من وصوله إلى السلطة، فشل الرئيس الخامس والأربعين في تحقيق وعدين كبيرين أطلقهما خلال حملته الانتخابية هما إغلاق الحدود أمام اللاجئين وإلغاء نظام (أوباماكير) الصحي.

وقال «ترامب» من المكتب الأبيض «خاب أملي (…) لكي أكون صريحا، أشعر ببعض الذهول».

وأضاف «كنا على وشك إقرار قانون النظام الصحي. وبدا واضحاً أنه تأثر بهذه النكسة السياسية الكبيرة.

وجدد الرئيس الجمهوري اعتقاده بأن نظام أوباماكير للرعاية الصحية الذي وقعه الرئيس السابق «باراك أوباما» عام 2010، سينهار من تلقاء نفسه. 

وقال «ترامب» إن «أوباماكير ينهار وسينفجر قريباً وهذا لن يكون جيدا».

وكان «ترامب» طلب من الجمهوريين سحب مشروع تعديل نظام الرعاية الصحية قبيل التصويت عليه، بسبب تعذر جمع أكثرية، وفقاً لمصدر في الكونغرس.

ويعد ذلك، ضربة موجعة لـ«ترامب» الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بإلغاء إصلاحات سلفه باراك أوباما لنظام الرعاية الصحة وتعويضه بقانون جديد.

ورداً على سؤال عما إذا كان كان يشعر بأنه تعرض لخيانة من جانب نواب الغالبية الجمهورية الذين لم يتبعوه رغم دعواته المتكررة إلى التصويت لصالح مشروعه للنظام الصحي، قال قطب العقارات الذي وصل إلى السلطة من دون أدنى خبرة سياسية “لن أتحدث بالسوء عن أيّ كان داخل الحزب».

وردا على سؤال عما ينوي فعله الآن، أبقى «ترامب» على الغموض في ما يتعلق بالنظام الصحي لكنه أبدى عزمه على القيام بإصلاح ضريبي شامل قريباً.

وتابع وإلى جانبه نائب الرئيس مايك بنس ووزير الصحة طوم برايس “سنتجه الآن على الأرجح نحو الإصلاح الضريبي الذي كان بإمكاننا القيام به في وقت أبكر».

وأمضى أعضاء مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين ساعات في مناقشة مزايا وعيوب كلا القانونين دون التوصل إلى نتيجة، ما اضطرهم في النهاية إلى أخذ استراحة تم على إثرها إعلان سحب مشروع القانون.

وقالت وسائل إعلام أمريكية إن 21 من الجمهوريين عزموا على عدم تمرير هذا المشروع.

ووجه «ترامب» الخميس إنذارا أخيراً إلى الجمهوريين، بأنهم إذا لم يصوتوا عليه صباح الجمعة فإنه سيبقي على (أوباما كير).

وراهن الكثير من الجمهوريين في حملاتهم الانتخابية على إلغاء (أوباما كير) على أمل استبداله بقانون أفضل إلا أن ذلك لم يحصل.

ويقول الجمهوريون إن القانون الجديد سيوفر الحرية لجميع المواطنين للحصول على ضمان صحي من عدمه ويزيد التنافس بين الشركات بطريقة تسمح بانخفاض أسعار الأدوية والخدمات الطبية.

فيما يقول الديمقراطيون إن هذا الخيار مزيف وأن الأثرياء فقط وحدهم من سيستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الصحة في القانون الجديد.