كاتب مصري: حالة «الخطيب» محيرة وتثير التساؤل والخوف.. وأسرته تطلب إفراجا صحيا

السبت 25 مارس 2017 07:03 ص

وصف الكاتب والروائي المصري «أحمد خالد توفيق»، حالة المعتقل بالسجون المصرية «أحمد الخطيب»، الذي أصيب بمؤخرا بمرض «كالا آزار»، بـ«المحيرة والعجيبة»، مشيرا إلى أنها «مليئة بعلامات الاستفهام».

وفي مقال له اليوم، بعنوان «المرض الأسود»، قال إن «الأمر أكبر بكثير من سجين أصيب بمرض عضال، بل نحن نتكلم عن وباء خطير قابل للانتشار ولا نعرف كيف دخل مصر».

وروى «توفيق» قصة «الخطيب»، قائلا: «ما عرفناه عن أحمد الخطيب هو أنه طالب في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا, من مواليد 1994، وقد اعتقل في أكتوبر 2014, واستقر في واحد من سجون وادي النطرون».

وأضاف: «منذ فترة أصيب بأعراض غامضة، وأي طبيب سوف يعتقد أنها أعراض سرطان دم، ثم قيل إن التشخيص تم، ونقل إلى مستشفى حميات العباسية مع الكثير من التعتيم الإعلامي».

وتساءل: «من أين أصيب أحمد بالكالا آزار؟»، مشيرا إلى أن «ذبابة الصحراء متوافرة في بيئتنا، وبالتأكيد لدغته في السجن مرارًا، لكن أين الحالة الأولى التي نقلت له المرض؟».

وأضاف: «مصر عرفت حالات ليشمانيا جلدية، وحالات كالا آزار ظهرت في أطفال جاءوا من ليبيا، لكن معلوماتي هي أن أحمد لم يغادر مصر قط، فكيف أصيب؟».

وتابع: «وجود العائل الوسيط لا يعني وجود المرض، إن البعوضة التي تملأ حمامات بيوتنا هي الإيدز إيجبتي التي تنقل الحمى الصفراء، ولكن الحمى الصفراء لم تدخل مصر قط لهذا ظلت البعوضة مسالمة، ولو ظهرت حالة واحدة فلسوف يجتاح الوباء البلاد».

وحذر «توفيق» متسائلا: «بما أنه مصاب بالمرض وبما أن ذبابة الصحراء متوافرة، فمعنى هذا أن كل زملاءه في المعتقل يحملون الطفيل في دمهم الآن»، مشيرا إلى أن فترة الحضانة أسابيع لكنها قد تمتد لعامين ونصف في بعض المجلات الطبية.

وتساءل: «هل هناك احتمال خطأ في التشخيص؟، ولماذا استعمل المختبر صبغات اللشمانيا بالذات؟، هل هي سياسة روتينية؟، الأمر خطر ويحتاج لأعلى درجة من الشفافية».

ولفت «توفيق»، إلى أن «الدنيا انقلبت رأسًا على عقب، عندما ظهرت حالات طاعون في الصحراء الغربية منذ عشرة أعوام تقريبًا، وعلينا أن نتعامل بنفس الذعر اليوم».

ووجه الكاتب المصري سؤالا إلى مستشفى حميات العباسية، وهي تضم أبرع أطباء المناطق الحارة في مصر، عن رأيها، وهل تم عرض الحالة على وحدة النمرو الخاصة بالأبحاث الطبية للبحرية الأمريكية؟.

كما تساءل: «هل هناك عامل بيئي أدى لظهور هذا المرض في مصر؟، ولو ظهر الوباء فهل يمكن أن نسيطر عليه؟».

وختم مقاله بالقول: «ننتظر الإجابات.. ورهاني هو انها لن تصل أبدًا».

مرض خطير

يشار إلى أنه قبل أيام، تم الإعلان عن إصابة «الخطيب»، بطفيل الليشمانيا، الذي ينتقل عن طريق التعرض للدغ من حشرة ذبابة الرمل.

وكشف التقرير الطبي الصادر عن قسم الباثولوجيا الإكلينيكية بمستشفى قصر العيني، التابع لجامعة القاهرة، أن المريض «أحمد عبدالوهاب الخطيب» يعانى ارتفاعا في الحرارة، وتضخما في الطحال والكبد، مع فقدان في الوزن، ونقص كل مكونات الدم.

وأوصى التقرير، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلقي العلاج، موضحا أن التأخير يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، يمكن أن تتسبب في الوفاة، لافتة إلى أهمية عمل المسح الطبي للمنطقة للحد من انتشار العدوى.

واعتقل «الخطيب» من منزله في مدينة الشيخ زايد (غربي القاهرة)، ولمدة أسبوع لم يعرف ذووه مكانه، ثم ظهر بعدها بقسم شرطة الشيخ زايد، وتم نقله لاحقا إلى سجن الاستئناف، ثم إلى سجن طرة للتحقيق.

ونقل مؤخرًا، لمستشفى الحميات، وذلك لمحاولة وقف تفشي المرض، وسط تأكيد الأطباء بأن فرصة بقائه على قيد الحياة أصبحت محدودة، نتيجة الإهمال الشديد الذي تعرض له في محبسه الذي يقبع فيه منذ 3 سنوات، وتأخر نقله لتلقي العلاج.

وبحسب أسرته لم يكن «الخطيب» يعاني من أي مشاكل صحية قبل السجن، ولكن بدأت مشاكله الصحية منذ ترحيله في آخر مايو/ أيار 2016، لقضاء عقوبته في سجن وادي النطرون.

إفراج صحي

ونقلا عن المحامي «مالك عدلي»، فإن أسرة «الخطيب»، تقدمت مرة أخرى، السبت، بطلب لمصلحة السجون والنائب العام للإفراج الصحي عنه وتمكينهم من مباشرة علاجه على نفقتهم الخاصة.

وأوضح «عدلي»، أن الإجراء قانوني، حسب نص المادة (36) من قانون تنظيم السجون التي تُلزم وزارة الداخلية والنائب العام، بالإفراج الصحي عن السجين إذا أُصيب بمرض يهدد حياته، خاصة وإن استمرار الاحتجاز أثناء العلاج شيء شديد الخطورة على المريض لأسباب نفسية وعضوية.

وطالب المحامي الحقوقي، المسئولين في الدولة، التعامل بالسرعة اللازمة، والالتزام بقواعد القانون المجردة، خاصة مع حالة شديدة الخطورة كحالة «الخطيب»، البالغ من العمر 21 عامًا.

ومنذ الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013، يقبع آلاف المعتقلين في السجون المصرية، في أوضاع تصفها المنظمات الحقوقية بـ«الصعبة للغاية وغير الإنسانية»، وهو ما أدى إلى وفاة المئات منهم نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي.

وذكر تقرير أعدته «منظمة العفو الدولية» أن أعداد المعتقلين في مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، وحتى 30 يونيو/حزيران 2015 بلغت أكثر من 41 ألفا بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية أو القوات المسلحة أو النيابة العامة والقضاء.

ووصف التقرير، الذي صدر تحت عنوان «سجن جيل»، ما يجري في مصر بأنه عودة إلى «دولة القمع الشامل» و«السياسة القمعية»، موضحا أن مصر «تسحق آمال جيل كامل متطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا.

وفي تقرير لفريق الاعتقال التعسفي التابع لـ«الأمم المتحدة»، قال إن هناك أكثر من 3200 طفل تحت سن الـ18 اعتقلوا منذ الانقلاب، ما زال أكثر من 800 منهم رهن الاعتقال، وتعرض أغلبهم للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز المختلفة.

وتحولت السجون ومقار الاحتجاز في مصر، منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، إلى ما تشبه المقابر الجماعية بالنظر إلى المعاملة غير الآدمية والتعذيب البدني والنفسي غير المسبوقين، واللذين يمارسان بحق معارضي قائد الانقلاب «عبدالفتاح السيسي».

ولم تفلح التقارير الحقوقية المحلية والدولية، ولا الإدانات، في وقف هذه الانتهاكات ولا حتى التخفيف منها، فقد استمر النظام في انتهاج سياسة ممنهجة للتعذيب أودت بحياة مئات تحت التعذيب أو بسبب الظروف المعيشية البالغة السوء أو الإهمال الطبي ومنع تلقي العلاج.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أحمد الخطيب مرض اعتقال سجن مصر سرطان