من منّا لا تجد نفسها، بعد انتهاء يوم طويل وحافل، أنها انشغلت بمجريات الحياة وانغمست في دوامة العمل واللحاق بكل شيء يحتاجُ الإنتباه والمجهود، إلى درجة اكتشاف أن أطفالها كانوا آخر شخص تحدثت معه أو شاركته لحظة حميمية وهادئة.

بالتأكيد تمكنت كل أم في نهاية المطاف، من إلقاء بعض الأوامر على أولادها على مدار اليوم وفي مناسبات عدة، كأن تقول لهم «قم بآداء واجبك المدرسي»، أو «بدّل ما ترتديه»، أو حتى «نظّف أسنانك». ولكن هل تذكرت أن تسألهم عن يومهم في المدرسة؟ عن اكتشافهم لشيء جديد أثناء لعبهم في الحديقة؟ حتى أنه في بعض الأحيان، والطفل يجلس ملاصق تمامًا لأمه، لا تنتبه الأم المنشغلة بذلك ويكون هناك فاصل ضخم يحجب تركيزها عنهم.

لحُسن الحظ، أن استعادة التواصل مع أبنائك متاح دائمًا وسهل التطبيق، سواءٍ كان أمامكِ 10 دقائق فقط لتنتهزيهم، أو ساعة كاملة. إليكِ هذه النصائح والأفكار السهلة لتتمكّني من استعادة رابطك مع أبنائك وتقوية العلاقات، وهي:

1- شاهدوا شيء سويًا: للكثير من الأطفال، التلفزيون أو شاشة الحاسوب هي بُعد لعالم سحري آخر، لِمَ لا تقرروا مشاهدة برنامج أو فيلم ترفيهي تم اختياره بعناية حتى يستفيدوا بنهايته من قيمة أو معلومة جديدة تنفعهم؟ أو حتى شاهدي معهم المقاطع المضحكة على يوتيوب وشاهديهم وهم يضحكون ويمرحون واستمتعوا سويًا بالأُلفة.

2- شاركيهم تمشية خفيفة: استمتعي ببعض اللياقة وخذي أطفالك في رحلة على الأقدام تتبادلون فيها الحديث عن أي شيء وكل شيء، تغيير الروتين والهواء المُنعش أثناء التواصل سيفيد كليكما.

3- أدخليهم المطبخ لمساعدتك: تأكدي أنكِ إذا طلبتِ من طفلك أو طفلتك أن تساعدك في إعداد كعكة، ستكون غاية في الحماس والسعادة، واجعليهم يساعدونكِ كذلك في التنظيف. تلك اللحظات القيمة ستفاجئك.

4- الرسم والتلوين معًا: احضريهم حولك وجهزي الألوان والورق، ساعديهم في الأفكار واتركي عليهم الإبداع. ولا تنسي إذا قاموا برسم شيء رائع، أن تنشريه عبر حسابك الشخصي على انستقرام.

5- اقرأوا كتاب: القراءة مفيدة للغاية لأطفالك منذ صغرهم. لذا عوّديهم على اختيار الكتب، وتقليب الصفحات، واقرأيها لهم بصوت عالٍ واجعليهم يشاركوكِ القراءة. سيبقى حب القراءة مغروسًا فيهم للأبد

6- شاركيهم ذكريات طفولتك: سواء بالحكي عن التفاصيل والذكريات، أو بإخراج صندوقكِ القديم من أسفل الفراش لتُريهم أول دمية حصلتي عليها أو أول مجلة رسوم تصويرية حصلتي عليها من مصروفك الخاص.

7- حرب الوسائد: صدقيني، ستحبون هذه اللعبة.

8- استرخوا في الفراش لبعض الوقت. دائمًا ما تقود تلك الجلسات المريحة في الفراش سويًا إلى ساعات من الحكي المطول والنقاشات المختلفة والضحك. قومي بها قبل النوم وفي أي وقت شعرتي فيه بالرغبة في الاستلقاء تحت أغطيتك.

9- هل جربتي من قبل أن ترقصوا معًا على إحدى الأغنيات الصاخبة والمرحة؟ ستبذلون مجهود رائع وستشعرين قبل أولادك بالإنتعاش والحيوية.

10- المصافحة السرية: جربي أن يكون بينكم سر لا يفهم معناه غيركما، مصافحة مميزة، أو عبارة خاصة تعني أنه حان وقت اللعب مثلا، أو حتى علامة بيديكِ تشير لموضوع بعينه، كأن تمسحى بسبّابتك على أنفك مُعلنة أنه قد حانك ساعة الدغدغة!