«برنامج ديني تقدمه راقصة ومطربة مثيرة للجدل».. هكذا تحدثت وسائل إعلام مصرية، خلال اليومين الماضيين، فتنقل عن الراقصة انتقادها للخطاب الديني، وسعيها لتقديم محتوى ديني يخدم المشاهدين، في الوقت الذي شن نشطاء هجوما عليها واعتبروا الأمر ضجة جديدة للراقصة، قد تهدف منها أن تكون بطلة كذبة أبريل/ نيسان المقبل.

الراقصة الاستعراضية «سما المصري»، أعلنت قبل يومين، اتفاقها مع أحد الفضائيات الخاصة (لم تكشف عنها)، على تقديم برنامج «اجتماعي ديني» في رمضان المقبل.

«سما» المثيرة للجدل، وصاحبة عدد من الفيديوهات، التي تظهر فيها راقصة ومغنية، ترتدي ملابس فاضحة، قالت إن برنامجها سيستضيف دعاة ورجال دين للحديث حول أمور متعلقة ببر الوالدين وتقديم معلومات دينية للمواطنين، بحسب ما نقلته عنه «إرم نيوز».

دعاية رخيصة

وقالت: «أنا لن أقدم معلومات دينية، ولست داعية، أنا سأستضيف شخصيات من علماء الدين ورجال الأزهر، في البرنامج، ويقتصر دوري على التقديم فقط، وأتمنى أن أكون سببًا في معلومة جيدة أو تقويم سلوك، وهذا ليس عيبًا».

وأشارت إلى أنه «لا يوجد خطاب ديني في مصر سواء من الأزهر أو الكنيسة»، وأن «الأوضاع الحالية داخل المجتمع من جرائم وسرقات وتدهور في غالبية مناحي الحياة يؤكد ضعف الخطاب الديني».

وردا على سؤال حول عدم وجود خلفية دينية لها، لتقديم برنامج ديني، قالت «سما»: «ومن يملك خلفية دينية ممن يظهرون على شاشات الفضائيات؟، وتتسبب فتاواهم في العديد من الجرائم بين الحين والآخر!».

وتساءلت: «هناك كثيرون عملوا في الفن وأدوا أدوارًا بها قبلات وأحضان وقدموا برامج شبيهة بما سأقوم به في برنامجي، فلماذا الهجوم علي الآن دون سبب؟».

وأقرّت «سما»، التي ظهرت في أكثر من فيديو عاري، بوجود ما أسمته «مشكلة» تعترض تقديمها للبرنامج، وهي أن «القناه تريد ظهورها بالحجاب وهي ترفض ذلك، لأنها ليست محجبة»، إلا أنها عادت وقالت إنها «تفكر في ارتداء إيشارب».

وأوضحت الراقصة المصرية، المثيرة للجدل، أنها رفضت ارتداء الحجاب خلال البرنامج حتى لا تبدو «كاذبة أو غير مقنعة»، مشيرة إلى أنها خلال الأيام المقبلة ستجلس مع إدارة القناة للأتفاق على شكل الظهور.

وتابعت: «سوف ارتدي ملابس محتشمة تلائم طبيعة البرنامج، المقرر إذاعته على مدار 30 حلقة في رمضان، وأترقب ردود الفعل حياله لأنه تجربة مختلفة بالنسبة لي، أتمني أن أنجح فيها».

وعن تجربة تقديمها البرنامج، قالت «سما»: «أعلم بأن القناة تفعل ذلك من أجل الإعلانات واستغلالي في شئ غريب على الناس، لكن المهم الناس هتاضحك وأنا هتريق على نفسي، فأنا سألتهم لماذا اخترتوني فكانت الإجابة لأنني سأحقق المشاهدة وبالتالي الإعلانات والتسويق، حاجه مش مفهومة».

وأضافت «سما» في مداخلة هاتفية مع برنامج «صباح دريم» المذاع على فضائية «دريم»: «هي الناس غضبانة عشان أنا راقصة، أنا مش راقصة، والرقص مش عيب، دا فن، والبلد بتعترف بيه»، لافتة إلى أنها فوجئت بطرح اسمها لتقديم البرنامج وموافقة رجال الأزهر الشريف.

وتابعت «سما» خلال حسابها على تطبيق «إنستغرام»، أن «البرنامج لا علاقة له بصورها أو حياتها الشخصية».

وأضافت: «علماء بالأزهر انتفضوا من مجرد خبر أومال لما البرنامج يظهر هيقولوا ايه؟، وبعدين مين اللي قال لا سمح الله إن مصر فقدت فقهائها؟، ومين اللي قالهم إني هطلع أفتي وابقي فقيهة؟».

وتابعت: «أنا بس هجيب لهم ناس يشرحوا صحيح الدين للناس وانا هاقعد استمع واستفيد ذيهم»، مشيرا إلى أنها «عامل مساعد ومذيعه فقط ويمكن كل الضجه عن البرنامج دي تخلي الناس تقعد تتفرج وتطلع باستفاده من الناس مش مني.. أرجو ذلك».

رفض وهجوم

إعلان «سما»، أثار غضب المغردين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بمحاسبة مسؤولي القناة، ومقاطعة برامجها عقابا على «الإساءة للدين من خلال تقديم راقصة لبرنامج ديني» في بلد الأزهر، وفي سابقة ستكون هي الأولى في المنطقة وبشكل يسيء لمصر وللأزهر.

ووجهت الإعلامية «منة فاروق» رسالة شديدة اللهجة إلى «سما»، قائلة: «مستحيل المجتمع يتقبل ده، رجاء ابعدي عن المنطقة دي».

وأضافت: «نعم نحتاج لتجديد الخطاب الديني، لكن قطعًا لا نحتاج سما المصري»، متسائلة: «ليه العالم الأزهري الفاضل اختار سما المصري إنها تحاوره في برنامج ديني؟!».

كما طالب علماء أزهريون، بوقف هذا البرنامج، مؤكدين أن الأزهر لن يصمت إزاء ذلك وقد يتقدم بطلب للسلطات لوقف البرنامج ومحاسبة القناة ومسؤوليها.

وأضافوا أنهم ينتظرون إعلان الأمر بشكل رسمي حتى يبدأ الأزهر في الرد وتصعيد الأزمة التي تنتظر إعلان القناة للبرنامج بشكل رسمي.

في الوقت الذي انتشرت التغريدات الساخرة من التصرفات التي تقوم بها «سما» من أجل جذب الانتباه، وإلقاء الأضواء عليها من حين لآخر.

فكتبت «ليلاس سويدان»: «الراقصة سما المصري بتسجل برنامج ديني لرمضان!.. قلنا تجديد الخطاب الديني بس مو لهالدرجة يعني».

بينما غرد «أبو مسعد الغرباوي»، بالقول: «بعد الإعلان عن تقديم سما المصري برنامج ديني في رمضان.. الشيطان سيرتدي الحجاب ويقعد في البيت.. ويفكر في ترك العمل في مصر فهناك من هو أفضل منه».

كذبة أبريل

في الوقت الذي قالت تقارير إعلامية، إن الهدف الرئيسي وراء قبول «سما» لتقديم البرنامج، هي أن سياستها المتبعة في نيل الشهرة دائمًا تتمثل في إثارة الرأي العام، وذلك بالاتجاه إلى القيام بأعمال مثيرة مثل الترشح في الانتخابات أو إعلان نيتها مرارًا وتكرارًا في لبس الحجاب والنقاب، لذلك أعلنت عن قبولها ذلك البرنامج حتى تنال جزء من الشهرة في الوسط الإعلامي.

وفي هذا الصدد، قال النائب البرلماني «إلهامي عجينة»، إن الهدف من هذا البرنامج، هو رغبتها في العودة للأضواء مرة أخرى بعد غيابها خلال الفترة الماضية، مطالبا بوقف البرنامج.

وذهب نشطاء، إلى أن الهدف من إعلان «سما» عن برنامجها الديني، هو خطف الأضواء من أجل التمهيد لإعلان أن هذا الأمر مجرد «كذبة أبريل»، التي اعتاد المصريون عليها في الأسبوع الأول من شهر أبريل/ نيسان في كل عام.

ولـ«سما»، الكثير من المواقف الذي سلطت حولها الأضواء فيها، منها أنه في 29 مايو/ آيار الماضي، أعلنت عبر صفحتها الشخصية على «إنستغرام»، نيتها ارتداء الحجاب بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن لديها نية لارتداء النقاب، لكنها لم تتخذ القرار النهائي، ونشرت صورة قديمة لها بالنقاب كانت قد ظهرت بها فى كليبات أحد الأغاني.

وفي يناير/ كانون الثاني 2015، أعلنت «سما» نيتها الترشح في الانتخابات البرلمانية عن دائرة الأزبكية، من خلال فيديو نشرته على «يوتيوب»، وقدمت أوراق ترشحها بالفعل، وأعلنت لجنة تلقي طلبات المتقدمين للترشيح للانتخابات البرلمانية قبولها، ولكن صدر حكم باستبعادها.

ودشنت الراقصة قناة باسم «فلول»، في عام 2014، واتخذت من هذه القناة وسيلة لمهاجمة الإخوان والسخرية منهم، ونشرت فيها أغنية «يا برادعي سافرت ليه»، والتي سخرت فيها منه، مما دفعه إلى تقديم بلاغ سب وقذف ضدها، وأذاعت القناة أغنية «أنا فله»، في إشارة إلى أنها من نظام الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك»، وأذاعت الفيديوهات التي اشتهرت بالهجوم فيها على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، حيث اشتهرت بتصريحها أنها ناضلت ضد حكم الإخوان بهز الوسط.