سوق «باش شارشي» في سراييفو..أزقة باقية من العصر العثماني

الثلاثاء 28 مارس 2017 08:03 ص

يُخيل إلى الزائر إلى سوق «باش شارشي» في العاصمة البوسنية سراييفو، للوهلة الأولى، أنه يتجول في أحد أسواق الدولة العثمانية.

وعلى رغم  مرور أكثر مائة عام على انسحاب العثمانيين من المدينة، إلا أن الطابع العثماني مازال يلف برونقه زوايا السوق.

يتألف سوق «باش شارشي» من 30 سوقًا صغيرًا لكل سوق اسم، بحسب الحرفة التي اشتهر بها، ومازال الطابع العثماني مُحافظًا على خصائصه في السوق من حيث طراز البناء وحتى أسماء الأزقة التي حملت بعضها أسماء أصلها عربية دخلت اللغة العثمانية.

أما عناوين الأسواق فيحمل كل منها اسمًا تركيًا من الحِرف العثمانية المشهورة، كسوق «أباجيلوجك: العباءات»، «آشجليك: الطبخ»، «جزماجيلوك: الأحذية»، «ورتشوليك: الفرو»، «هالاجي: الحلاجين»، «قزازي: القز»، «قزانجليلوك: النحاسين»، «كوندورجولوك: الكنادر»، «مجلدي: التجليد»، "ساراجي: ساراجلار»، و«تلالي: الدّلالين».

وتجدر الإشارة أن تسمية العاصمة «سراييفو» نفسها، أصلها تركي من «سراي أوفاسي» أي محيط القصر، وهي مدينة عثمانية بامتياز، أخذت طابع المدينة زمن الأمير العثماني «غازي خسرو» بك (1480-1541) عندما واتته المنية أوصى بدفنه داخل ساحة المسجد الذي يحمل اسمه. ويُعتبر مسجد الغازي خسرو بك (المنشأ عام 1531م) من أكبر وأجمل مساجد البوسنة وإلى جانبه بنيت مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم.

ويوضح الخبير في شؤون الحضارة الإسلامية البوسني البروفسور «أمير لجوبوفيتش»، لمراسل «الأناضول» أنّ أقدم أزقة البوسنة بنيت زمن «عيسى إسحاق» أوغلو عام 1460، الذي كان سيدًا عثمانيًا على المنطقة.

وذكر «لجوبوفيتش» أن «إسحاق أوغلو» أول من أنشأ المعالم الأولى لمدية سراييفو، ويُطلق عليه اسم «مؤسس سراييفو» قائلاً: «بعد وضع المعالم الأولى للمدينة بدأ بشكل سريع انتشار الأزقة حولها في الاتجاهات الأربعة، وبعد فترة وجيزة تحولت هذه الأزقة إلى أسواق لمختلف الحرف التي كانت رائجة في تلك الفترة».

وأوضح البروفسور البوسني أنّ الإداريين الذين خلفوا «إسحاق أوغلو» اتخذوا من هذه الأزقة مركزا لمدينة سراييفو، وقاموا ببناء مزيد من الأزقة التي سرعان ما تحولت إلى أسواق للحرفيين، حتى بلغت الأزقة ثلاثين زقاقا تشكل كلها مجتمعة اليوم سوق «باش شارشي».

وبيّن «لجوبوفيتش» أن كل سوق من أسواق «باش شارشي» يحمل اسم الحرفة التي يمتهنها أصحاب المحلات فيها، قائلاً: « كلها حرف بقيت من العهد العثماني، وهذا يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على عراقة المكان وأيضا على ما تبقى من الحرف».

ولفت إلى أنه على الرغم من أن كل سوق له حرفة معينة إلا أن كل منها يحتوي على مقهى للشاي والقهوة ومحل لحلاقة الشعر.

  كلمات مفتاحية

سوق سراييفو عثمانيون