وصف الشيخ «عمر الكسواني»، مدير المسجد الأقصى، اعتقال الشرطة الإسرائيلية 10 من حراس المسجد نهار وليل الاثنين، بأنه «تصعيد غير مسبوق».
وقال الشيخ «الكسواني» لوكالة الأناضول الثلاثاء: «ما جرى من اعتقال لحراس المسجد الأقصى من داخل المسجد، ومن منازلهم هو تصعيد إسرائيلي غير مسبوق».
وأضاف: «تم الإفراج عن 5 حراس في الساعات الأخيرة وقد كلفنا محامين بمتابعة قضايا باقي الحراس من أجل ضمان الإفراج عنهم».
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت 6 من حراس المسجد أمس من ساحات المسجد بعد منعهم أحد موظفي سلطة الآثار الإسرائيلية (حكومية) من أخذ حجر من ساحات المسجد.
ولاحقا اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 4 حراس من منازلهم في أحياء القدس الشرقية.
وقال الشيخ «الكسواني»: «ما جرى هي محاولة إسرائيلية لترهيب حراس المسجد الأقصى عن القيام بواجبهم في حراسة المسجد، والحفاظ على حرمته ومنع أي مس فيه».
وأضاف: «نحن نستنكر ما قامت به الشرطة الإسرائيلية من عمليات اعتقال واعتداء على حراس المسجد، ونعتقد أن من شأن هكذا إجراءات أن تزيد التوتر في المسجد».
ولكن الشيخ الكسواني شدد على أن ذلك «لم يردع حراس المسجد الأقصى المبارك عن القيام بواجبهم في منع المس بالمسجد الأقصى».
وقال مدير المسجد الأقصى: «لن تمر سياسة الأمر الواقع التي تحاول السلطات الإسرائيلية فرضها في المسجد».
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية والمسؤولة عن إدارة المسجد، قد أشارت في الأشهر الأخيرة إلى زيادة تدخلات سلطة الآثار الإسرائيلية في شؤونه.
وأشارت الأوقاف في عدة بيانات وتصريحات إلى أن سلطة الآثار الإسرائيلية، مدعومة من قبل الشرطة الإسرائيلية، تحاول منع الدائرة عن القيام بواجبها في ترميم المسجد.
وقد واصل مستوطنون إسرائيليون، صباح اليوم الثلاثاء، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحراسة ومرافقة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.
وتتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، الذي تسيطر عليه الشرطة الإسرائيلية.
ولطالما احتجت دائرة الأوقاف الإسلامية على هذه الاقتحامات وطالبت بوقفها، غير أن السلطات الإسرائيلية لا تستجيب لهذه المطالب.
وجددت الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، اعتدائها على حراس المسجد الأقصى.
وقال «فراس الدبس»، مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، في تصريح صحفي إن عناصر من الشرطة الإسرائيلية اعتدوا اليوم بالضرب المبرح على عدد من حراس المسجد في منطقة باب الرحمة في الجهة الشمالية للمسجد.
وأضاف «الدبس» إن عناصر الشرطة اعتقلوا أحد حراس المسجد.
وكان حراس المسجد يمنعون متطرفين إسرائيليين من أداء طقوس دينية يهودية في المسجد أثناء اقتحامهم له حينما تم الاعتداء عليهم.
وهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تقوم فيه الشرطة بالاعتداء على حراس المسجد واعتقال عدد منهم.
«نتنياهو» يسمح لأعضاء الكنيست بزيارة الأقصى
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة «هآرتس» العبرية، بأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، قرر السماح بـ «زيارة» الوزراء وأعضاء الـ «كنيست» (برلمان الاحتلال) بشكل تدريجي للمسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن قرار «نتنياهو» (السماح بزيارة الأقصى) مقرون بـ «سماح الظروف الأمنية»، لافتة إلى أن القرار يدخل حيز التنفيذ فور انتهاء شهر رمضان في أواخر شهر حزيران/ يونيو القادم.
وصرّح «نتنياهو»، بأنه «إذا كان تقييم الشاباك والشرطة بعد شهر رمضان إيجابيًا، فسيتم تجديد الزيارات، وسيسمح بدخول الوزراء والنواب لفترة اختبار، ووفقًا لقيود تحددها شرطة القدس».
وبيّنت أن قرار «نتنياهو» جاء بعد نهاية النقاش الذي أجراه أمس الإثنين، في موضوع المسجد الأقصى، تمهيدًا لما يسمى بـ «عيد الفصح العبري» وشهر رمضان الذي سيأتي بعده.
وأكدت أن قرار منع النواب والوزراء في الدولة العبرية من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان و«عيد الفصح العبري»، سيبقى ساريّ المفعول.
