إعلاميو وكتاب مصريون يهاجمون قمة الأردن: كلام.. ميتة.. مصدر مشكلات.. بلا طعم ولا رائحة

الأربعاء 29 مارس 2017 08:03 ص

«قمة كلام.. لا جديد.. قمة ميتة.. بيانات عادية.. مصدر مشكلات.. بلا طعم ولا رائحة».. هذا كان جزء من هجوم إعلاميين وكتاب مصريين، على القمة العربية التي انطلقت اليوم في الأردن.

الهجوم الذي شهدته القمة على مدار اليومين الآخيرين، تصاعد بشكل كبير رغم إعلان الرئاسة المصرية مشاركة الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، وأن «قضية الإرهاب تكتسب الأهمية القصوى للمنطقة العربية؛ لأن خطر الإرهاب يهدد دول تلك المنطقة، والعالم».

وقال بيان للرئاسة إن مشاركة «السيسي» تأتي في إطار مواصلة جهود مصر في تعزيز العمل العربي المشترك، بما يسهم في حماية الأمن القومي العربي، والتغلب على التحديات الراهنة، التي تُواجهه نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم.

وأشار البيان إلى أن برنامج «السيسي» خلال مشاركته في أعمال القمة يتضمن عقد لقاءات ثنائية مع عدد من الملوك والرؤساء العرب المشاركين بالقمة.

بيانات عادية

الكاتب الصحفي «محمود مسلم»، رئيس تحرير جريدة «الوطن» (خاصة)، قال عن القمة إنَّه «لا يتوقَّع حلحلة في القضايا التي سيتم مناقشتها غدًا في القمة»، مضيفا: «إذ إنَّ كل دولة عربية تسعى لحل مشاكلها وقضاياها الداخلية فقط، لافتًا إلى أنَّ الوضع العربي الآن أصبح صعبًا ومعقدًا وتسيطر عليه القضايا الداخلية لكل دولة».

وأضاف «مسلَّم» خلال حواره في برنامج «كل يوم» على فضائية «أون إي»: «هنسمع البيانات العادية، والحديث عن الشعب السوري وعاوزين حل السياسي والكلام ده، دون جديد».

قمة كلام

واتفق معه الإعلامي «خيري رمضان»، في برنامجه عبر فضائية «النهار»، حين قال إنه «لا ينبغي التعويل على القمة»، مضيفا أنها «قمة عربية يعني قمة كلام.. هتناقش الإرهاب والوضع العربي المتردي وملفات اليمن وليبيا والعراق وسوريا والسودان والصومال.. كل ده هيتم مناقشته.. وكلام يأتي بكلام»، بحسب وصفه.

وأضاف: «يجتمع القادة العرب.. يقولوا كلام حلو قوي.. كل واحد يقول الكلام من وجهة نظره.. وكل واحد يشيل مجموعته وشنطته (حقيبته)، ويرجع إلى بلاده مرة أخرى.. إذن لا نعول كثيرا على القمة العربية».

قمة العمل المبت

كما شن الإعلامي «تامر أمين»، هجوما على القمة، واصفا إياها بأنها «قمة البحر الميت، والعمل العربي الميت».

ووجه «أمين»، في برنامجه عبر فضائية «الحياة»، عددا من الأوصاف اللاذعة بحق القمة، قائلا إنه «ينتقد العمل الجمعي بين الزعماء العرب»، مضيفا: «أنا مش مستني إنجاز من القمة العربية، مستني أشوف مين هيتخانق مع مين».

وتابع متهكما: «كل سنة وكل العرب بخير.. كل سنة وكل مواطن عربي بخير، ومستبشر، وفخور بقمته، وجامعته العربية، وفخور بالعمل العربي المشترك، ومعتز بعروبته، ومعتز ببيت العرب الكبير، وبزعمائه، ورؤسائه وملوكه وهم يجتمعون على قلب رجل واحد، ويقررون، ويقولون: لا».

وأضاف: «كل الكلام اللي قلته ده (بلح).. وأقصد عكس كل ما قلته تماما.. بُكرة لا أستطيع أن أقول لكم كل سنة وأنتم طيبين.. ولو قادر أشغل لكم أغنية هاني شاكر عيد ميلاد جرحي أنا.. كنت شغَّلتها».

وأردف «أمين»: «بُكرة.. عيد ميلاد جرحي أنا كمواطن عربي.. عيد ميلاد حزني ونكستي وخيبتي وضعفي وهواني وخزيي وعاري وانشقاقي.. عيد ميلاد كل حاجة وحشة.. هذا لسان حال المواطن العربي وهو يرى الأردن تستقبل القادة كي يجتمعوا بالبحر الميت».

واستدرك الإعلامي المصري أنه «برغم أن منطقة البحر الميت هي من أجمل بقاع العالم في الأردن، لكن الحقيقة أن هذه قمة البحر الميت، اسم على مسمى، وقمة العمل العربي الميت، وقمة الآمال الميتة.. هذه قمة البحر الميت والعمل الميت».

وتابع: «أنا مش مستني إنجاز من القمة العربية.. هذه قمم الشجب والإدانة والاستنكار، ما سمعتش قمة عملت حاجة غير كده من يوم ما اتولدت، اللي بيعملوه أنهم بيغيروا ترتيب هذه الأمور الثلاثة»، على حد قوله.

وأردف: «القمم العربية.. أكشن طول الوقت.. هأتفرج على القمة العربية، ومستني أشوف: مين هيمسك في هدوم مين؟ ومين هيتخانق مع مين؟ ومين هيتهم مين بالخيانة والعمالة؟»، معلقا: «هذا هو ترقبي وتوقعي لما سيحدث في القمة».

مصدر مشكلات

أما «حسن أبو طالب» الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي)، فقال إن «الإعلانات والقرارات التى تصدر سنويا عن القمم العربية توحي وكأنها ستقود إلى انقلاب في الوضع العربي، ثم نكتشف بعد أيام قليلة أن لا شيء جوهري قابل للتحقيق، إذ تستمر الأمور على حالها وغالباً ما تزداد سوءاً، وكأن ما اتفق عليه ليس سوى مناورة من هذا البلد أو ذاك».

وأضاف في مقال له بعنوان «قمة عمان دون أوهام» في صحيفة «الوطن»: القمم العربية تعيد إنتاج المشكلات ذاتها والأزمات نفسها، وتصر على تجاهل الحقائق الجديدة في الواقع العربي، حتى باتت سمة رئيسية في حياة ما نُصّر على تسميته النظام الإقليمي العربي، الذى أصبح نظاماً لخلق الأزمات وليس حلها، نظاماً يطيح بالمصالح الجماعية من أجل فُتات المصالح القطرية».

وتابع: «هذا نظام لم يعد قادراً على البقاء، وصار نموذجاً للفشل والتراجع والانكشاف أمام أهون المشكلات والأزمات»، مشيرا إلى أن «مثل هذه الاستنتاجات ليس تشاؤمية كما يبدو للبعض، ولكنها واقع نعيشه منذ أربعة عقود.

وتساءل «أبو طالب»: «إذ لو كان هذا النظام الإقليمي ديناميكياً ولو قليلاً، ويتمتع بحيوية التجديد الذاتي وزيادة مساحات العمل العربي المشترك، وتقديم الأولوية للمصالح الجامعة، فهل كان وضع العرب على ما هو عليه الآن من تشرذم وانهيار دول، وصراعات وحروب ولاجئين يزدادون كل ساعة وليس كل يوم، وتراجع فى الأداء التنموى والعلاقات البينية، وضغوط من كل جانب؟».

وأجاب قائلا: «بالقطع لا، ومع ذلك يتهرب القادة العرب من مسئوليتهم تجاه هذا الوضع الكارثي، وتتهرب الدول من الاستحقاقات الواجبة عليها».

بلا طعم ولا رائحة

بينما قال الكاتب الصحفي «علي محمود»، إن «ثمة تشابه بين موقع انعقاد القمة العربية بمنطقة البحر الميت في الأردن، وأحوال العرب التي وصلت إلى حد الموت أيضًا، وكأن القدر أراد أن يكون أعمق منخفض على كوكب الأرض مكانًا معبرًا عن حال أمة هبط بها تردي الأوضاع إلى منحدر بلا قاع، ومجسدًا لما حل بها من تدمير وتخريب سقط بها إلى هاوية التقسيم والتقزيم، وعاكسًا هوية سقطت في هاوية الضعف فراحت معها العروبة وتلاشى فيها العرب».

أضاف في مقال بعنوان «معجزة البحر الميت» بصحيفة «الأهرام» (حكومية): «لا تنتظر من قمة تلفها تلال الملح التي تكسو شواطئ البحر الميت، أن تعيد لتاريخ أمة ضائعة مذاقه، أو ترد لعلاقات تقطعت وروابط تمزقت طعمها، نعم توقع - كعادة القمم - أن تكون طبخة ما يسمونه بقرارات القمة بلا طعم ولا رائحة، هي وجبة عديمة الطعم، حتى وإن خرجت من بين جبال الملح».

وتساءل: «كيف تذهبون – يا قادة الأمة - إلى قمة ومنكم من وجه سهام إعلامه لهدم أشقائه؟ تجتمعون - كيف - ومنكم من خطط ومول وشارك في تخريب وتدمير دول عربية تربطها معه روابط الدم واللغة والمصير المشترك، تلتقون في قاعة واحدة وتحت سقف واحد وفيكم من يصدر الإرهاب لجيرانه العرب ويخطط للنيل من أمن واستقرار إخوانه».

وواصل تساؤلاته: «أين القرار الذي اتخذته قمة شرم الشيخ بإنشاء قوة عربية مشتركة تفعيلا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك؟، أين قرارات التعاون الاقتصادي؟، وماذا فعلت القمم في حل الأزمات والخلافات التي فتحت الطريق إلى تدخلات أجنبية, واتخذتها قوى الشر والاحتلال ذريعة لقتل أطفالنا وحرق شبابنا وهدم ديارنا واحتلال أرضنا؟.. قرارات عديدة وبيانات كثيرة تصدرت عناوين الصحف ثم استقرت في صناديق القمامة!».

  كلمات مفتاحية

القمة العربية مصر قمة عمان البحر الميت إعلاميين السيسي